◥مملڰۂ نوبري◤
◢ﺳڕُ الخريطة◣❍❍❍❍❍
" هل أنت بخير؟ "
سمعتُ صوت والدتي القلقة ولمحتها تدنو مني بحذر رافعة يدها نحو وجهي بغية لمسي لأغمض عيناي على الفور وأتوقف عن الكتابة، حاولت بقدر الإمكان إخفاء خوفي من قُربها لكنني لم أُفلح في ذلك! أنا أُدرك أن المرأة التي أمامي هي من أنجبتني لهذه الحياة وهي الوحيدة التي تحملت عدوانيتي منذ أن كنت طفلا صغيرا، تحملت رُعبي المستمر من أبسط الأشياء، وتخطت معي كل الصعاب
حتى أكون الشخص الذي أنا عليه الأن، لولاها لكنت حبيس غرفتي حتى يومي هذا وأقل شيء قد أفعله من أجلها سماحي لها بالاقتراب مني ولمسي كأي أم تشتاق لأبنها، إذن لماذا يصعب الأمر علي؟!ـ لقد جلبتُ لك العشاء قُم بتناوله قبل أن يبرد.
نبرة الحُزن التي خالجت صوتها جعلتني أشعر بالذنب؛ فلقد ابعدتُها عني بدون قصد. نهضت من مكاني لأجلس على طاولتي وابدأ بتناول الطعام تحت أنظارها العطوفة، أحيانا أتساءل كيف يمكنها تحمل طبعي الانطوائي وإغراقي بحنانها رُغم صدي المُستمر لها؟!.
أنهيت طعامي لتحمل الأطباق الفارغة بعد أن تمنت لي نوما هنيئا لأغفو ليلتي وأنا عازم على تغيير نفسي منذ الغد .
استيقظتُ باكرا على أصوات شجار حاد بين إخوتي لأتجاهل الأمر وأقوم بتجهيز نفسي بسرعة من أجل ذهابي إلى الجامعة، مررتُ بغرفة المعيشة لألمح أخي كامل يعتلي ظهر أحمد بينما يقوم بضرب رأسه بالوسادة، أما أمجد وهو أكبرنا سنا كان يجلس بعيدا عنهما دون فعل شيء. كدتُ أن أذهب بيد أن أمي أوقفتني قائلة لي بصوتها الهادئ:" لا تنسى الاتصال بي بعد وصولك حتى أطمئن عليك".
أومأت لها برأسي دون أن أنبس بكلمة لأشعر فجأة برغبة مُلحة تُخبرني أن أُقبّل جبينها حتى أُبعد تلك التجاعيد عنه، أحسستُ بالفضول يعتريني لمعرفة رد فِعلها إن فعلتُ ذلك ودون أن أشعر وجدتُ نفسي انحني نحوها مُمسكا مؤخرة رأسها وطابعا قُبلة سريعة جعلتها تتصلب في مكانها ثم هربتُ من أمامها لامحا كامل الذي نسي يده المُعلقة في الهواء من شدة الصدمة وأمجد الذي فتح عينيه ضعف حجمها حتى أبي الذي استيقظ لتوه سكب القهوة على قميصه دون أن يدري!.
ــــ ـ ــــ ـ ـــــ ـ
قام المُشرف بتقسيمنا إلى مجموعات فور وصولنا إلى المتحف القومي الموجود في العاصمة الخرطوم ولسوء حظي كنت مع أستاذ التاريخ الذي لم ينفك من مُناظرتي كلما سنحت له الفرصة ولم أسلم من أسئلته التي شدت انتباه الجميع لي كأنه يقصد فعل ذلك!.
ـ علماء المستقبل، ها هي الخريطة التي أفنى عالم الآثار الفذ أحمد المرغني عمره في البحث عنها وصياغتها حتى ينقل لنا حضارة نسيها التاريخ.
أنت تقرأ
مملكة نوبـري
Mystery / Thrillerجميع من أحبهم لا يقفون بجانبي في آخر لحظة من حياتي! لطالما أُجبرتُ على العيش وحيدا أليس من حقي الأن أن أنعم بقربهم؟! هل سيُكتب عني بعد الممات عاش وحيد ومات وحيدا؟! ماذا لو اصبح بإمكانك الرجوع بالزمن في كل مرة تنام فيها؟