cha 7

4.7K 333 7
                                    

تثائبت بتعب أمدد جسدي و عضلاتي ، أحتاج حماما ساخنا لأرتاح لم يسبق أن أرهقني القيام بحاجز مثل هذه المرة و كأن طاقتي مستنزفة مسبقا و لا أعلم لماذا
هززت رأسي لكلا الجانبين حتى سمعت صوت رقبتي تعتدل و إستقمت أحمل أغراضي المتناثرة بكل مكان ثم نظرت حولي متأكدة أنني قمت بما يجب
أتفقد الحاجز الذي سيسمح لي بمعرفة كل شخص سيمر من خلاله طبعا بمساعدة سايمن الذي يقف في الطرف الٱخر من الغابة المحيطة بالبلدة و لا أظن أنني كنت لأقوم به بمفردي كعادتي حسب الإنهاك الذي أشعر به الٱن
أرى أنني بدأت أكبر و أصبحت عجوزا
إبتسمت أحمل حقيبتي و أبدأ بالسير عائدة للمنزل و بالكاد سرت خطوات حتى شعرت بحدود القطيع و بضع ذئاب متمركزة في الأشجار حولي لا بأس أنا لا أراكم
هززت رأسي أبتسم لتخفيهم الفاشل لكن فجأة إختفوا جميعا ، توقفت في مكاني أركز حواسي أكثر ربما أخطأت أو من تعبي لم أعد أحس بوجودهم لكن لا ، لا أحد موجود كيف يعقل ذلك ، الذئاب لا تترك أحدا يمشي في منطقتها بدون مراقبة هذا غريب حتى لو كنت بشرية في نظرهم لم يكن من المفروض أن يتركونني بمفردي ، لقد كنت سعيدة بوجودهم و ها أنا الٱن بمفردي في وسط غابة مجهولة
يا إلاهي كدت أخاف ، هززت رأسي أبتسم ببلاهة و
فور أن سرت بضع خطوات حتى علمت لماذا ذهبوا
ألفاهم هنا ، هذا فقط رائع و لكن لا أنكر أن له هالة قوية فقط مثل ألكسير
لماذا أفكر به الٱن حقا
أكملت سيري دون إهتمام للأمر فأنا بشرية عادية ليس و كأنني أشكل تهديدا لهم ؟ لا تجيبوا على هذا السؤال
شعرت بوجوده خلفي لكنني رفضت الإلتفاف ، لما لم يتقدم و ماذا يريد ،لازلت أحس بنظراته الحارقة نحوي لكنه لم يكلف عناء التقدم ، سيراقبني حتى أغادر على ما أظن
أرى أنني مخطئة
توقفت عند سماعي لتكسر أوراق الشجر أسفل قدميه و إلتفت ببطء ، عقدت حاجباي حين قابلني ألكسير
لكن الهالة التي إنتشرت هي لألفا ، أملت رأسي قليلا أتذكر تينا حين قامت بتعريفه و قدمته كألفا أولا
حقا أين كان عقلي في ذلك الوقت ؟ لا تجيبوا على هذا السؤال أيضا
إبتسمت بتكلف و قبل أن أفتح فمي للكلام سبقني هو

_ماذا تفعلين هنا

رفعت حاجبا لجرأته هذه ، حقا من يظن نفسه ليسألني هذا السؤال بكل بساطة و هل حقا ينتظر مني أن أجيب
لحظات و لعنت نفسي عندما تذكرت أن هذه منطقته و من الطبيعي أن يسألني ذلك و لكن أنا بشرية إذن لا ليس طبيعيا أن يسألني و بهذه الفكرة أجبت بتأني

_لم أعلم أنني يجب أن ٱخذ إذنك

لمحت إرتفاع طرفه شفته على شكل شبح إبتسامة ، إذن هو يجد الأمر مسليا

_هناك الكثير لا تعلمينه

أملت رأسي قليلا أتفحص ملامحه لكي أدرك ما يقصده بهذا لكن بدون فائدة ، إنه كيان بارد و عيونه فارغة لا تظهر شيئا
عندما لاحظ أنني لن أجيب تقدم بخطوات بطيئة و لا أعلم لماذا لكن صورته و هو غاضب صباحا ظهرت أمامي مما جعلني أرتعش قليلا و ذلك لم يحدث دون ملاحظته مما جعله يتوقف في مكانه للحظات ينظر ناحيتي بنظرات غريبة لم أستطع شرحها ثم عاد و تقدم ناحيتي لكنني لم أتحرك من مكاني رغم أنني أريد ذلك
أريد الإبتعاد عنه و البقاء بعيدة ، وجوده قريبا يوترني كثيرا و أنا لا أحب هذا على الإطلاق
أفقت من سيل أفكاري أنظر له يقف أمامي تماما ينظر في عيناي بسودوياته الثاقبة فتحت فمي لأتحدث لكنه عاد و سبقني بذلك مجددا

_هل أنت خائفة مني ؟

أرجعت رأسي للخلف قليلا حتى أنظر له جيدا و كأنني أنظر لمبنى عالي
لما عليه أن يكون طويلا لهذه الدرجة
ولا لست أنا القصيرة ، فقط الجميع أطول من اللازم
تفحصت ملامحه و هو ينتظر إجابتي و لست متأكدة و لكن يبدو و كأن إجابتي تهمه حقا
تذكرت هيئته صباحا و أنا حقا خفت منه قليلا ، خفت مما يقدر على فعله فهالته المظلمة و الفراغ بداخله و عدم معرفة شيء عنه و عن قدراته يخيفني لكن فكرة أنه قد يؤذيني تبدو غريبة و هي تجول عقلي و كأنني أعلم أنه لن يفعل
عضضت شفتي بتوتر ثم همست بصوت خافت

_بدوت مخيفا صباحا

رأيت عينيه تهتز قليلا قبل أن تعود لبرودها مجددا و بدون إدراك مني أكملت جملتي بسرعة و كأنني أحاول طمئنته و حسنا هذا غريب فأنا عادة لا أهتم لأي أحد ، لكن الحاجة بداخلي الٱن لجعل مشاعره أفضل أرغمتني على أن أهتم

_لكن أعلم أنك لن تؤذيني

هززت كتفاي و أبعدت نظري بسرعة أنظر للغابة حولي
شعرت به يقترب أكثر أكاد أشعر بأنفاسه فوق رأسي
لا يجرؤ أحد على قول أنني قصيرة هو العملاق
إنتظرت لحظات لكي يتحدث لكن لاشيء
رفعت نظري لأجده عينيه مغمضة و جسمه يبدو مسترخي على عكس ما كان قبل قليل
رفعت حاجبي بإستغراب لحالته هذه ، ما خطبه
فتح عينيه فجأة على منظري هذا بفم مفتوح و حاجب مرفوع فأغلقت فمي بسرعة و كشرت حاجباي له مما جعله يبتسم و يهمس تحت أنفاسه

_لطيفة

هو لا يعلم أنني سمعت ما قاله و ربما لم يكن يريدني أن أفعل لذلك سأتظاهر أنني لم أفعل
تراجعت بضع خطوات للخلف و لم يفتني توتر جسمه مجددا ، غريب
لكنني شددت على حقيبتي بدون تعليق و أشرت برأسي لإتجاه البلدة

_أردت فقط التجول في الغابة و يجب علي العودة الٱن

إلتفت أسير بخطوات بطيئة عائدة للمنزل و أحسست به يسير خلفي ، لحظات و كان بجانبي لكنني لم أكلف نفسي عناء النظر نحوه و ركزت على الطريق أمامي
لكن حقا لما عليه السير معي يمكنه الوصول في رمشة عين كما أنه حتى لا يسير بوتيرته المعتادة
عضضت شفتي قدر الإمكان أمنع نفسي من التعليق لكن حسنا هل سبق و إستمعت لنفسي ، مطلقا
لذلك فتحت فمي و تحدثت أنظر له بطرف عيني

_لاداعي لتضيع وقتك بإيصالي سأكون بخير

لم أستطع إبعاد نظري عنه حين رفع حاجبه لكلامي و كأنه يستهزء بما قلت
و لم أركز بجزء أنه يستهزء بي أكثر مما ركزت على كونه مثيرا و هو يرفع حاجبا بهذه الطريقة
اللعنة كيف يمكن لأحد أن يكون بهذه الوسامة
طبعا ليس أنا

_و ما الذي يجعلك تظنين أنني أقوم بإيصالك ربما أنا فقط متجه للبلدة

كسر صوته مجرى أفكاري فإبتسمت بجانبية أشير لرجليه

_برجلين بهذا الطول أراهن أنك كنت لتكون قد وصلت في خطوتين

كسر صوت قهقهته الصمت المحيط بنا و أعتقد أنه كسر الجدران المحيطة بقلبي أنا كذلك
إن هذا الشاب كارثة تسير على الأقدام
و بدون إدراك مني تحركت شفتاي أنا أيضا لتشكل إبتسامة أستمتع بالجو المحيط بنا

_إذن من حسن حظي أن لك أرجلا قصيرة

إيكيليا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن