cha 19

4.3K 305 17
                                    

ألكسير pov

لا أصدق أن ما تراه عيناي الٱن حقيقي
أنها نائمة الٱن بين ذراعاي بسلام ، مررت إبهامي أبعد بعض الشعيرات عن جبينها أتأمل ملامحها الخلابة التي سلبت أنفاسي ، رموشها طويلة لكن بالكاد يمكن رؤيتها لكون لونها أشقر أما أنفها صغير وظريف يمنحها ملامح طفلة صغيرة أما شفتيها فمن الأحسن أن أبعد نظري عنهما حتى أتحكم في نفسي
أبعدت شعرها جانبا و شددت من قبضتي و إحتضنتها نحوي أكثر و كأنني أريد تخبئتها بداخلي مثلما قلت لها قبل قليل و أنا حقا كنت أعني كل كلمة قلتها
لا أعلم كيف جمعت الشجاعة للإعتراف لها بكل ما يجول بالي منذ رأيتها و لكنني فعلت
و لست نادما على الإطلاق بل بالعكس أشعر براحة غريبة لكوني أخبرتها أخيرا بجزء من مشاعري نحوها و جزء من هذه الراحة هو لكونها لم تبتعد بل فتحت قلبها لي و أسقطت بعض تلك الجدران السميكة التي كانت تحيطها
منذ اليوم الذي ذهبنا فيه للبحيرة و رأيت ذلك الألم في عينيها و أنا أعلم أن ماضيها لابد و أنه كان بشعا و أكثر ما يقتلني أنه لا يوجد شيء يمكنني فعله غير مراقبتها و هي تتألم بمفردها
رغم أنها تخبئ ذلك جيدا خلف كل ذلك المزاح و السخرية و اللامبالاة حتى تجعلك تقتنع أن هذه الفتاة لا تحمل هما و لا أي إهتمام لأي ما يحدث لكنني أستطيع الرؤية من خلال قناعها هذا
أستطيع رؤية ذلك الحزن حين تكون تائهة في الأفق أو ذلك الشوق حين تنظر لأي مجموعة من الأصدقاء و كأنها تتوق لما لديهم مثل يوم أخبرتها عن عائلتي لم يفتني توترها الواضح و لا اختفاء اللمعة من عينيها
و لو لم أكن مركزا معها طوال الوقت لم أكن لألاحظ جيدا ، لابد أن ما حدث لها كان منذ وقت طويل فهي جيدة جدا في إخفائه لكن سأحرص على أن يتغير هذا
أنا كنت أعني كل كلمة فأنا أريد أن أعتني بها أريدها أن تنفتح معي أكثر و أعلم أن هذا سيتغرق وقتا و سيكون صعبا لكن ما حدث اليوم يعطيني أملا أنني سأنجح في الأخير
مررت إبهامي على خدها أبعد أي أثر دموع من خديها بينما يجول بفكري مظهرها و هي تسقط أرضا
منظر أنا أعلم أنه لن يفارقني أبدا فأنا لم يسبق أن شعرت بمثل هذا الألم
رؤيتها بهذه الشكل قسم قلبي لأجزاء صغيرة و شعرت و كأن أحدا يحاول إنتزاعه من داخل صدري
و صوت بكائها أظهر كم الألم الذي تشعر و كم كانت تحمل على عاتقها و كل ما أردته هو ان تخرج كل شيء و أن تدع نفسها تبكي ألامها رغم أن كل دقيقة تمر تجعلني أختنق أكثر لكن كل ما أريده هو أن ترتاح
و لا يهمني إن كان الطريق مؤلما بالنسبة لي
لا أعلم ما الذي عاشته و أعلم أنها ليست مستعدة لتشاركني مثل هذه المعلومات و لا بأس بذلك لكن لا أريدها أن تخبئ جروحها بعيدا عني
أريدها أن تدعني أعتني بها و سأفعل كل شيء بوسعي حتى أتمكن من ذلك
تنفست بعمق أستنشق رائحتها قبل أن أحملها و أستقيم متجها لمنزلي
                                                              ............
استفقت من سبوتي لشعوري بأصابع تعبث بشعري و دون أن أفتح عيناي شددت من قبضتي حولها و تركت كل عضلة تسترخي مستمتعا بهذه اللحظات التي أعلم أنها لن تدوم و كم يؤلمني هذا ، كم أريد الإستيقاظ هكذا كل يوم و هي بين ذراعاي أستنشق رائحتها و أتنعم بلمساتها ، شعرت بها تتوقف و دون شعور قلت
_لماذا توقفتي ؟
شعرت بها تتوتر بجانبي قبل أن تهمس بصوت خافت
_لأنني لا أستطيع التنفس
فور أن أنهت كلامها ابتعدت عنها فورا أتفحص كل جزء فيها و أنها بخير
حقا كيف نسيت أنها بشرية لا تحتمل و أنا بكل غباء احتضنتها بكل قوة
_أنا حقا ٱسف لم أقصد هل أنت بخير ؟ تحتاجين شيئا ؟ سأحضر لك كأس ماء
تحدثت بسرعة قبل أن ألتفت حتى أجلب لها كأس ماء لكنها أمسكت بيدي فأعدت انتباهي لها تعض شفتها و ملامحها مستمتعة 

إيكيليا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن