بنت الجيران(مكتملة)

1

أصوات ابواق السيارات
صخب الباعة الجائلين
ضوضاء المارة بالشارع
اطفال تركض
نساء تتسامر،  و اخريات ترى شئون منزلها
الكل في حالة حركة...
مرحبا بك عزيزي القارئ  بأحد الأحياء الشعبية...

و بين المباني كان بداخل أحدهم  يعلو صوت القرآن  من المزياع كالعادة بشقة الطابق الأول، فقاطيني البيت دائما ما يشغلون القرآن بالمنزل خاصة في فترة الصباح.

تتقدم سيدة المنزل لأحد الغرف، لتيقظ أبنها البكري من أجل الذهاب لعمله، خطوة ف أخرى و بحنان الأم  و بلمسات رقيقة :

_حسن.. قوم يا حبيب أمك  علشان تفطر و تشوف مصالحك...

فتح حسن عيناه و بصوت متحشرج قال و هو ينهض:

_صباح الخير يا ست الكل

_صباح النور يا حبيبي.. يلا فوق كدا  عقبال ما اصحي أخوك

ابتسم حسن ف شقيقه الأصغر معروف أنه متعب لمن يحاول ايقاظه كل يوم و دائما  ما ينشب صوت عالي و جدال حول هذا الأمر  كما يبتكروا طرق جديدة يوميا حتى ينهض سريعا، و لذلك قال:

_ها هاتصحيه إزاي النهاردة و لا هاتكتفي بالزعيق؟..

_بفكر اغسلّه وشه و هو على السرير...

قهقه حسن و قال:
_لا سيبيلي أنا الطلعة النهاردة...

و بالفعل بعد أداء روتينه و أثناء تحضير والدته للإفطار، اتجه صوب غرفة أخيه. وقف ينظر له لحظة و بعدها صاح بصوت جهوري و هو يهز جسده بسرعة و قوة جعلت النائم ينهض بزعر :

_قوم يا ابراهيم! حريقة! حريقة!  البيت بيولع!  قوم!حريقة!

وقف الآخر سريعا و بدأ يدور بالغرفة بهستيريا و هو يردد صائحا:
_حريقة! حريقة!  لسة مش دلوقتي اموت! حريقة! لسة عايز اخش الجامعة! حريقة! هانموت متشوشوين!

و بالأخير توقف و انتبه على صوت ضحكات أخيه الكبير على بلاهته و علم أنها طريقة جديدة لايقاظه و انتشاله من احلامه، فقال بغيظ:

_والله ماحد هايقطعلي خلفي غيرك يا أخي!

رد عليه حسن ببرود زاد غيظه و هو يخرج:
_صباح الخير...يلا عشان الفطار...
************
و على طاولة الطعام نظر حسن لشقيقه و قال:

_ها يا سبع البرمبة قررت هاتنزل للدروس امتى!

زفر إبراهيم بحنق و أجاب :

_يا حسن قولتلك ما تقلقش بقا، أنا مخطط كويس لكل حاجة

_أمممم أما اشوف أخرتها معاك...

تحدثت حنان والدتهم هذه المرة قائلة:

_اخرتها سقوط زي السنة اللي فاتت..

_يوه يا أمي غلبط أفهمك أن مقسم السنة على اتنين!

_مليش دعوة مافهمش أنا الكلام دا.. أنا افهم أنك عايد  و أنت المفروض في الجامعة...