7

1.9K 96 0
                                    

_ها يا ابراهيم شوفتها!
خرج صوته متلهفا دون أن يعي لذاته، قلبه يتألم من أجلها طوال الايام الماضية منذ الحادث، خاصة أنه لا يستطيع الاقتراب او التعبير عما بداخله. كان على أمل أن يطمئن قلبه و لو قليلا عليها، لكن أجابه شقيقه بحزن هو الآخر :
_لأ.. لسة في اوضتها و مش راضية تخرج منها و لا تقابل أي حد... و خالتك سعاد مقهورة عليها أوي حتى هي كمان مش بتتكلم معاها...

لو بيده كان بهذه اللحظة هرول إليها و اقتحم غرفتها و عانقها بقوة و بعدها سيجعلها تطمأن و تتخلص من انعزالها و حالتها تلك، و لن يستسلم حتى تعود كما كانت. لكن كلها آمال فقط تحلى بالصمت رغم ما يجول بصدره، بينما ردت أمه بحزن:

_و الله كلنا يابني مقهورين عليها... و نفسي اشوفها و اكلمها بس نعمل إيه ماينفعش ندوس عليها..

تفاجأوا بحسن ينهض و رحل سريعا دون قول كلمة واحدة..

بينما قرر هو الذهاب ليخرج ما به من غضب و حقد على من تسبب بحالة ساكنة فؤاده..فهو يحتجزه بمكان خاص به بعيدا عن المنطقة و يزيقه من العذاب ألوان على يده هو و بعض رجاله الذين يثق بهم...
***********
أمر رجاله بالذهاب لكي ينعموا ببعض الراحة بعيدا، و دلف هو للغرفة حيث ملقى فيها المدعو مرزوق بخطوات بطيئة.
تحامل مرزوق على ذاته و بالكاد استطاع أن يعتدل بجلسته و قال مترجيا إياه بصوت واهن:

_أرحمني...عرفت غلطي... مش...

لم يكمل حديثه حيث انهال عليه حسن بالضرب المبرح و هو يسبه بابشع الالفاظ بينما يترجاه الآخر أن يعفو عنه لكن هيهات فلم يستمع له حسن فكلما يستمع لصوته يزيد من عنفه معه. و بعد دقائق ألقاه ارضا بأهمال و الدماء تسيل من مناطق متفرقة بوجهه و جسده.
قال حسن بصوت مخيف بعد أن بصق عليه:

_ أنا هاخليك تشطب كلمة ذكر من البطاقة يابن
ال$*#

ثم غاب بعدها خارج الغرفة و عاد بيديه سكين ،جحظت عينيه و عقله استنبطت نيته و لا يستطيع الفرار أو حتى الصياح طلبا للنجدة. تنفس الصعداء فصدع صوت هاتف حسن فجأة مما جعله يتوقف، و بعد لحظات اغلق الهاتف و نظر إليه شزرا و غادر تاركا إياه غارقا بدمه و بعظام متسكرة...
***********
مرت دقائق قليلة بعدها وجد مرزوق أثنين من الرجال يدخلان عليه و دون قول أي حرف حملاه للخارج حتى وصلوا للسيارة...و مرّ بعض الوقت حتى توقفت السيارة بأحد الطرق، همس أحدهم بجانب أذنه :
_ صابر بيقولك كدا هو عمل بأصله معاك، و مش عايز يشوف وشك تاني و لا كأنك تعرفه يا نجس..

ثم ألقاه من باب السيارة بإهمال على جانب الطريق، وجد أحدهم يقترب منه و على وجهه ابتسامة ماكرة و هو يتحدث للاسعاف:

_أيوة بسرعة عشان دا بيموت...

ثم جلس على عقبيه بجابنه و قال بخبث:
_أجمد يا مرزوق... لسة قدامنا كتير عشان نجيب حقنا...
*************
هاتفه أحد رجاله و اخبره بعدم وجود مرزوق، فقام برمي كوب الشاي الذي بيده و صاح بغضب شديد:

بنت الجيران(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن