11

1.7K 86 0
                                    

"كل ده كان ليه لما شفت عينيه
حن قلبي إليه وانشغلت عليه
كل ده كان ليه
كان ليه
قال لي كم كلمة يشبهوا النسمة في ليالي الصيف
فاتنى وف قلبي شوق بيلعب بي وف خيالي طيف
غاب عني بقى له يومين ما اعرفش وحشني ليه
إحترت أشوفه فين وان شفته حاقول له إيه
كل ده كان ليه

اللى حيرني واللي غيرني واللي فاتني ف حال
نام وسهرني والا فاكرني والا مش عالبال
صبحني ف هم وويل من طول ما بفكر فيه
نساني أنام الليل خلاني ابات أناجيه

كل ده كان ليه.."

جالسة تفكر به، تستعيد مواقفه، أفعاله، كلماته، نظراته و تفكر.. تتذكر يوم أن اثبت لها وعده و عافر حتى اخرجها من القسم، و تتذكر أنها من كثرة خوفها و توترها و هي تخرج معه من القسم،أنها دون تفكير امسكت يده و تعلقت بها كأنه طوق نجاة..

عقلها لا ينفك عن التفكير به و قلبها المتلهف لرؤيته يصيبها بالجنون.. ماذا يحدث لهذا القلب اللعين؟! لماذا أفكر هكذا؟! لما الآن ؟! ماذا يحدث لي إنها المرة الأولى ؟ حتى مع محمود لم أشعر هكذا و لم يشغل بالي بهذه الطريقة..
لماذا أريد رؤيته بجنون؟! أتوق لرؤياه!... أيعقل!

و عند هذه النقطة انتفضت واقفة و هي تقنع ذاتها أنه فقط تأثير ما حدث بالأيام الماضية و كيف كان خير السند لها-كعادته- و كيف ساعدها...

اومأت موافقة على حديثها لنفسها لترضى و بعدها خرجت من الغرفة..

وجدت والدتها بالمطبخ، اقتربت منها و قالت بابتسامة:
_هاتوكلينا إيه النهاردة يا ست الكل؟
_ورق عنب يا روح ست الكل و ملوخية، و بعدها تحلي بالرز بالبن بالمكسرات...
احتضنتها و قالت:
_ربنا يخليكي يا أحلى ماما في الدنيا..

_ها بقا مش كفاية أجازة و انتخة و ننزل للصيدلية و الدنيا من تاني و نبطل قاعدة كدا!

تنهدت و ارتسمات علمات الضيق و الحزن على وجهها فهي منذ أن خرجت من القسم تمكث بالمنزل و لا تريد الخروج، نظرت بعدها لأمها الحزينة على حالها و قالت:
_إن شاء الله بكرة.. خلاص أخدت قراري..
_ تنهدت بارتياح و قالت: ربنا يريح قلبك و يسترها معاكي يارب دايما..
_أهو الدعوات دي اللي عايشين بيها..ربنا مايحرمني منك يارب و لا من دعواتك..

ابتسمت سعاد بحزن و تذكرت كيف كانت تموت قلقا عليها و هي بالمشفى و كيف لابنتها أن تمر بكل هذا بمفردها، تخشى عليها من غدر الزمن إذا رحلت للرفيق الأعلى و دائما ما تدعو الله أن يحفظها.

انتبهت على سؤال ابنتها:
_انتِ عاملة حلتين ليه يا ماما كتير كدا!

_اجابت: هاودي لخالتك حنان..

و هنا انتبهت كل حواسها و قالت سريعا و باندفاع:
_طب هاتي أوديهم..

*************
تقف أمام باب الشقة منذ لحظات بصمت و تردد، زفرت و قررت أخيراً أن تدق على الباب. فتح لها إبراهيم الذي سريعا ابتسم بفرحة لرؤيتها:
_الدكتورة بنفسها!

بنت الجيران(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن