18

1.7K 78 0
                                    

"أنا...أنا التي وثقت... أنا التي عشقت بكل جوارحها... أنا التي آمانت بوجود الحب...أنا...أنا التي يتمزق قلبها... و روحها تصرخ من كثرة الألم...أشعر أني على شفا الموت..."

جحظت عيناه على إثر ما سمعه منها و من الصدمة ظل بعض الوقت صامت يحاول الاستيعاب. بينما هي تخفي وجهها بين كفيها و لا تتوقف عن البكاء، حتى تحدث بصوت مختنق:
_و قدرتي تنطقيها يا بتول!

و هنا ازاحت كفيها عن وجهها و نظرت له وسط دموعها نظرة لأول مرة يراها، نظرة جمعت بين الغضب و الخذلان و الحزن و قالت:
_ و قدرت أنت تخلف كل وعودك و ماتصدقش في كلامك...

و هنا تيقن أنها علمت فحاول الاقتراب منها فصاحت به:
_ماتقربش!

فابتعد و امتثل لطلبها و قال و قد تحشرج صوته و يحارب دمعة تريد التحرر :
_أنا آسف أني...

_قاطعته: و تفتكر آسف هاتحل و تنسيني وجعي و صدمتي فيك!...

لم يسعفه عقله بالرد بينما تابعت هي بضعف و قهر:
_أنا عارفة إنه حقك و أنا فكرت فيه و كنت هاطلب منك تعمل كدا بس...كنت بحاول اتشجع... ماهو مش سهل عليا... بس طلعت أنت أناني...خذلتني... صدمتني فيك... طلعت كل وعودك و كلامك كدب.. بقيت زيك زي أي راجل مابيفكرش غير في نفسه... وجعتني....مع إني ماكنتش هارفض والله لو جيت قُلتلي...

_أنا كنت خايف...

_قاطعته: ماتقولش خايف عليكي! كله كلام! أنت كدبت و خبيت عليا... كنت بتبصلي ازاي و عينك في عيني و أنت بتكدب!...

كاد أن يجيب ف قاطعته مرة أخرى :
_بس عرفت تختار... إيمان... و بتحبك... ماتستغربش أنا كنت عارفة بس كنت بثق فيك و في حبنا...

ثم دلفت لغرفتهم و تابعها وجدها تلملم ملابسها و ما يخصها، ف أمسك ذراعها و قال:
_أنتِ بتعملي إيه!

أجابت و هي تنزع ذراعها من قبضته:
_أنا رايحة عند ماما... و ياريت تطلقني....

و هنا صاح بها دون تفكير:
_ماتقوليش الكلمة دي! انسيها! و مافيش مرواح في حتة! أنا عملت إيه يعني!...
و كاد أن يكمل لكنها قالت:
_كفاية! ماتكسرش اللي باقي يا حسن بكلامك... و سيبني أمشي أنا لايمكن أفضل معاك...أنت هدمت اهم حاجة مابينا الثقة و الأمان...و الحب طلع كذبة...

وقف متجمدا محله لا يعلم ماذا يقول و تركته هي و ذهبت....
**************
طرقات عنيفة على الباب اسرعت تفتح و إذا به بهيئة لم تعهده بها و عيناه حمراء بشدة، صاح بها بغضب و صوت جهوري:
_اتصرفتي من دماغك ليه! فاكرة يعني كدا هاتبعديني عنها و هابقى ليكِ لواحدك!

وقفت هي فاغرة فاه لا تفهم شئ للبرهة حتى قالت:
_ في إيه! أنا معملتش حاجة!

كاد أن يعنفها فخرجت والدتها و قالت:
_هي معملتش حاجة...أنا اللي قولتلها يا حسن، و دا حق بنتي إن الكل يعرف، أنت مش جايبها من الشارع و لا هي ماتستهلش، و كفاية لحد كدا و الكل لازم يعرف..

بنت الجيران(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن