19

1.5K 80 1
                                    

"كلمة أدخلت الفرحة بقلوب الجميع، إلا أنا...كانت كنصل حاد يُغرز بقلبي...أشعر بالقهر...يوجد ألم بداخلي يساع الكون رغم مظهري الثابت..."

نزلت الكلمة على مسامعها كالصاعقة...اتسعت عينيها و هي تنظر للسعادة و الفرحة على وجهه و مبادتله إياها العناق الحميمي...دموعوها من شدة ما تشعر به و بداخلها لا تتحرر...و بعد للحظات... تماسكت و تحركت من أمامهم بصمت و لم ينتبه لها الآخرين و اتجهت للخارج و صعدت لأعلى حتى السطح عند الحمام و شرعت في وضع الطعام لهم و الاهتمام بهم ب آلية، بينما داخلها انهيار...

أما بالاسفل مرت دقائق في سعادة يجلس بجانب إيمان يستمع إليها و إلي والدته بخصوص المرحلة القادمة و حديث طال و بداخله فرحة عارمة حتى انقبض قلبه مع تذكره بتول و نهر ذاته لنسيانها.

ترك إيمان تكمل الحديث مع والدته و بدأ يبحث عنها بهدوء ب أنحاء الشقة حتى لا يلفت انتباههن بالداخل بينما بقلبه غصة و انقباضة مؤلمة من أجلها ...صعد لشقتهم و لم يجدها فكاد أن يفقد رابطة جأشه حتى هداه عقله ليصعد للسطح...

و قف ينظر إليها بقلب يئن من اجلها و غضب من نفسه، و هي حتى لم تنتبه له فهي بعالم آخر...

اقترب منها بخطوات بطيئة حتى جلس على ركبتيه أمامها  و أمسك بكفها و عندها تنبهت و عادت للواقع و نظرت له...لحظات صمت بينهم...فقط نظرات حزن و ألم منه و نظرات خاوية منها...

حتى تحدثت بصوت جاهدت لأن يخرج قائلة:
_مبروك... ربنا هايريضك... أبقى صلي شكر لله و خرج مبلغ صدقة...

التمعت الدموع بعينيه و لا يعرف ماذا يقول و شدد من قبضته على يدها ف تسائلت هي :
_أنت كويس!

و لم تكن الإجابة سوى أنه عانقها بقوة و هو يغلق عينيه بشدة يعتصرهما و ظلا هكذا لبعض الوقت و بعدها ابتعد ببطء عنها و كاد أن يتحدث لكن قاطعته هي و مازالت على حالتها:
_أخرت على شغلك... قوم شوف مصالحك يا حسن... و أنا ورايا حجات كتير، بس متنساش تشوف دوا عشان بيتو شكله تعبان و كسلان...
**************
عاد بالمساء من الخارج و لم تتغير حالته منذ الصباح حتى أنه لم يكن بعقله سواها طوال اليوم...

بينما هي كانت تختلي بنفسها بعيدا عن الجميع و اخيرا استطاعت وقتها أن تبكي لوقت طويل....

و إيمان و حنان انشغلا معا طوال اليوم و تنساوا وجودها من الأساس و اللتان استقبلتاه بحفاوة...

دلف  حسن لداخل الشقة وجد والدته و إيمان يعدان الطاولة للطعام و إبراهيم يجلس و تركيزه بهاتفه و بحث بعيناه عنها و قبل أن يسأل عنها وجدها تدخل من الباب...
تحدث إبراهيم سريعا عند رؤيتها و ألقى هاتفه بجانبه:
_بتول!

انتبهت كل من سعاد و إيمان و تذكرا إياها و هنا ندمت حنان و حزنت من طغيان فرحتها بحفيدها القادم على فكرها ناسية أمرها...

بنت الجيران(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن