9

1.8K 94 0
                                    

"الحب زي الوتر، تعزف عليه ألحان
وتلف بيه العالم، من غير ما تروح مكان
وتشوف معاه العجب، تسمع أصول الطرب
من قلب حب وطب وداب، وغناه في كل مكان.."

في الآونة الأخيرة اصبحى صديقين. و اليوم عائدين معا من الدرس و أثناء حديثهم عن ما درسوه اليوم و توضيح إبراهيم لنقطة ما كانت سارة تقف عندها. صدع صوت هاتفها، توقفت و تهجم وجهها سريعا ما رأت أسم المتصل، و الذي كان والدها -المقيم بمحافظة اخرى- اجابت دون قول كلمة و لحظة تليها الأخرى و هي مستمعة للجهة الأخرى ، تجمعت الدموع بمقلتيها و صاحت :
_لا مش عاوزة! ارجوك سيبني هنا! ارجوك يا بابا! ارجوك!

و بعدها اغلقت الهاتف و كل هذا يشاهد ابراهيم بصمت تام لما يحدث. و اخيرا قرر التحدث بصوت هادئ و هي تمسح دمعة فرت من عينيها :
_في إيه ؟

اجابت بصوت متحشرج و قد تذكرت أيام مكوثها معه بعد وافاة والدتها كم كانت تشعر بوحدتها و الحزن و البؤس ينهش داخلها، و ما عانته من زوجة والدها المتسلطة و ابيها نفسه، و الذي اهم صفته السلبية التامة و عدم أبداء أي ردة فعل أو قرار بأي شئ و المتحكمة هي زوجته:
_عايز يرجعني...

كان إبراهيم يعلم ما عانته و لذلك قال و هو يرسم ابتسامة مطمأنة على وجهه:

_طول مانتِ مش عايزة مافيش حد هايجبرك على حاجة. و بعدين أنا أصلا مش هاوافق تسيبي هنا، أومال اتخانق و ارازي في مين!

و اخيرا ابتسمت جعلت ابتسامته تتسع هو الآخر و اكملا سيرا معا في جو مرح اختلقه إبراهيم حتى يهوّن عليها...
********
أما بمكان آخر كان يجلس المدعو صابر بالقهوة و عيناه مصلطة على بائعة الخبز الجالسة على بعد منه.

عُرف عنها بحسن الخلق و الجدية و الحُسن... و سارقة النوم من عينيه، فقلبه دق إليها منذ رؤياها... و اليوم يجلس و عقله يدور حولها، فهي لم و لن تقبل به و هو كما معروف عنه" بلطجي" و يعمل بطرق غير مشروعة و لذلك منذ فترة قرر، بل أصبح شخص آخر و ابتعد عن طرقه الملتوية و يبحث عن عمل حلال و سلك طريق الهداية.

نهض فجأة من مكانه و اقترب منها، بينما هي ابصرته و تظاهرت بالعكس فهي تعلم ما يكنه لها سرا. لكنها لن تقبل به على حاله، فهي تطمح بأحدهم يكسب قوته بالحلال و يكن لها السند و العون من الحياة التي تعاني منها بمفردها خاصة و هي ليس لديها أحد، و ذلك بوضعها تتكاثر حولها أصحاب العقول الخبيثة.

جلس على عقبيه أمامها و دون سابق إنذار و عينيه تلتلمع و ابتسامة مرتسمة على وجهه و قلبه تزاديت ضرباته و قال:
_أنا طالب الحلال...

و قبل أن تتحدث قاطعها باشارة بكفه و تابع:
_والله العظيم سيبت السكة البطّالة و دلوقتي رايد الحلال و الصالح و الخير.. و طالبك في حلال ربنا و عايزك يابنت الناس...

بنت الجيران(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن