8

1.8K 93 0
                                    

"عيناها..
و لعيناها، يقف الجمال خجلا من جمالهن..

تعجز حروف اللغة الثمانية و العشرين عن وصف جمالهن..

يسكنّ قلبي و فكري،

و أحسد كل من يحق النظر لهنّ كل يوم..جعلتهنّ منفى و وطناً لي، لأنهن باختصار، يجمعن كل تفاصيل الجمال و النقاء.. "

وقف على آخر درجات سلم سطح المنزل دون أن ينتبهن له و عيناه عليها، و ابتسامة عذبة تزين وجهه و هو يتابع ردود فعلها و ابتسامتها مع والدته، و عيون القطط خاصتها أشعة الشمس تعطيها بريق و لون و جمال خاص بها هي..

نظر لأمه و لم يصدق إلى الآن ما تفعله، فقد هاتفته أنها طلبت من بتول المجيئ إليها لسبب اخترعته هي ، بعدها طلبت منها المكوث معها لبعض الوقت على سطوح المنزل و عليه أن يأتي و يمثل أنه لا يعرف و يتفاجأ...

اقترب بضعة خطوات و انتبهن له اخيرا فقال هو:
_ الله! يا مرحب بالدكتورة..

غمزت له أمه خفية و ردت:
_حمدالله على السلامة يابني...

_ابتسم و قال: الله يسلمك يام حسن..

ثم نظر لبتول الواقفة بصمت و قال:
_إيه يا دكتورة..امشي؟!

_اجابت باستغراب:ليه بتقول كدا!

_حاسك مش طايقاني..

_لا والله ابدا.. بس.. انا همشي بقا اديك جيت أهو و انا كنت قاعدة معاها عشان كانت زهقانة و ملانة لواحدها..

تحدثت حنان سريعا و هي تنظر بغيظ لابنها :

_والله أبدا..مش قبل ما تاكلي البطاطا..هانزل اجبلك زمانها استوت..

_لا وقت تاني بقا..

_أنا حلفت يا بتول... ماتعصبينيش عليكي بقا...

ثم حدجت ابنها بنظرات غاضبة و قالت:
_هانزل أجيب و أطلع.. و انتِ شوفي الغيّة بتاع حسن... وريها يا حسن بيتو و تيتو و فوفا و لولي ها..

و لكزت ابنها من كتفه قبل أن تهبط و هو مازال منصدم من أفعالها، و ساد الصمت لحظات حتى تحدثت هي بتساؤل مفاجأ و عقلها انتبه اخيرا :

_ثانية واحدة..هي قالت بيتو و تيتو و فوفا و لولي!

ابتسم حسن و قد فهم أنها تذكرت و قال و هو يحك مؤخرة رأسه:
_آه

شهقت بتول و اتسعت عينيها بدهشة و اردفت:
_مش معقول! بجد!

_افتكرتي!

_مش معقول أنت لسة فاكر!

_عمري مانسيت...

"عودة بالزمن.. "

عندما كانوا صغار، قبل الحدود و المفترض و الصحيح..

ناداها حسن، هبطتت سريعا السلم له و قالت بتساؤل:
_في إيه يا حسن!

بنت الجيران(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن