10

1.9K 85 0
                                    

_أنا خايفة أوي 
قالتها بجسد يرتجف و عينان باكية و صوت ضعيف مرتعش جعلت من يقف أمامها يئن قلبه ألما من أجلها و لو ترك وحش غضبه الذي يروضه بالكاد حتى لا يُصعب الأمور فالوضع متأذم إلى الآن ، و أيضاً لا يريد اخافتها أكثر لحرق الاخضر و اليابس من أجلها و فقط. كما لا يستطيع الاستيعاب إلى الآن أنها مقبوض عليها بتهمة يستحيل أن تقترفها.

اقترب منها أكثر و قال بصوت جعله هادئ و هو يجلس أمامها على ركبتيه أرضا و ينظر مباشرة لعينيها:
_متخافيش... هاتطلعي منها و مافيش حاجة هاتمسّك و لا هايحصلك حاجة حتى لو وصلت إني اشيلها أنا بدالك...

_ قالت وسط دموعها: والله ما عاملت كدا!

_عارف و متأكد...بطّلي عياط الله يرضى عليكي و متخافيش ربنا معانا و أنا جنبك و مش هاسمح لحاجة تمسّك..

و قبل أن يكمل دخل الظابط و نظر لهم بسخرية و قال:
_الله اجيبلكوا لمون بقا...

زفر حسن بحدة و نهض ليجلس على الكرسي مقابلها دون أن يتحدث. لكن قالت بتول للظابط بخوف و بكاء :
_هو حضرتك هاتحبسني! والله ماعملتش حاجة!

أجاب الظابط و هو ينظر لحسن :
_ مضطرين نتحفظ عليكي...

كان حسن أتصل بأحد معارفه عن طريق والده رحمه الله، و الذي كان رتبة مرموقة بالشرطة و له سيطه من أجل أن يتوسط له، و بالفعل رضخ الظابط  و لن يحبسها مع اصحاب السوابق و المجرمين و سيتحفظ عليها بأحد المكاتب بالقسم لحين ثبوت عدم طورتها بالمواد المخدرة و الأدوية المصنفة "جدول" و الأموال التي تم الحصول عليها من الصيدلية أثناء المداهمة.

لحظات و انتقلت لمكتب آخر التفتت لحسن الذي يسيطر على نفسه بصعوبة و قالت بضعف و عينان مترجية تصيبه في مقتل:
_متسبنيش..

اخرج زفير عميق و ألقى نظرة سريعة على العسكري الذي يتابعهم بوجه متجهم، و اقترب منه و اعطاه بعض النقود لكي يتركه معها للحظات بمفردهم. بعدها اقترب منها بنظرة تحمل الكثير و قلب يريد الثورة و غضب يلعن الجميع بداخله و رغبة معناقتها و رغم ذلك قال بصوت مطمئن لها:

_مش عايزك تخافي... ادعي ربنا مش هايسيبك... و أنا موجود.. متخافيش...

_ ماما!

_ماحدش هايقولها حاجة و هي كويسة الحمد لله... مضطر امشي أنا و المحامي دلوقتي عشان نجيب اخرة الحوار دا...
*****************
بمكان آخر، وقف صابر أمام أحد الكافيهات بتفكير.  فبعد أن هاتفه مرزوق بشكل مفاجئ و بالأساس لم يتوقعه و طلب منه مقابلته و ألح عليه كثيرا حتى رضخ له بالأخير.  و الآن يقف و عقله يفكر لماذا يريده؟ فهو قرر ألا تجمعه به علاقة مرة أخرى و مع ذلك أتى ليرضي فضوله..

دلف للداخل و أخذ يبحث بعينيه عليه حتى وجده، استغرب من هيئته فيبدو بهيئة أكثر تحضرا عن ما كان عليه من ملابس و شعر منظم و لحية مشذبة بشكل أنيق رغم وجهه و تعبيراته التي تظهر عكس ذلك غير طريقة حديثه التي لم يتخلى عنها:
_ يا مراحب بالشقيق..

بنت الجيران(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن