الفصل الثالث

2.1K 163 27
                                    


تــــصــــويـــت و تـــعــلــيــق تقديرا لمجهودي

دخان سيجارته ، و وقع بيده الثانية على أوراق التخلي عن شركته و عمله الذي أخذ منه كل ذوق للحياة

" سيد بارك جيمين . الآن تخليت عن جميع أسهمك . "

قالها الطرف الاخر و على ثغره ابتسامة انتصار ، و ترقب لإذلاله و لكن هيهات فقد علت قهقهته عاليا و هو يرمي بالأوراق في وجهه ليردف بارك جيمين :

" لِمَ تجعل الأمر و كأنه رغما عني . لا تنسى أني تخليت عن منصبي كمدير تنفيذي دون أي تعويضات "

ليخرج بعدها من مكتبه الذي أمسى مكتب غيره ، لا إنه غير نادم بل هذا مثل تطهير لروحه الآثمة .

قاد سيارته نحو وجهته المعتادة مؤخرا . أوقف سياراته في الجانب المقابل لموقف الحافلات . تناول سيجارة أخرى و أخذ يدخنها بشراهة إلى أن لمح فتاتين في العشرينات واحدة شقراء و الأخرى بخصلات وردية . تعلقت نظراته بها و هو يرى جمالها الذي حرم منه لثلاث سنوات . إذ أنه لم يستطع كبح نفسه في كل مرة ، لكن هذه المرة لمحته من هناك و تعلقت نظراتهما لثوان قبل أن تزيح بمقلتاها عنه و تغير من مكان وقوفها لتختفي بين المنتظرين ، زفر بقهر و أدار محرك سيارته بسرعة لم يكترث لسرعته الجنونية التي ستؤدي حتما لحادث مأساوي . بل لربما في دقيقة من الزمن أراد أن ينتهي يومه بحادث لن تنفتح جفونه من بعده أبدا .

أخذت مكانا في الحافلة عائدة الى بيتها و آثرت الصمت طول الطريق على غير العادة لم يخفُ ذلك عن رفيقتها التي استنكرت ذلك فهي تعلم أن روزي لا تعرف للسكون سبيل.

"روزي ماذا أصابك هل أنتي بخير ؟"

لتدير الاخيرة بوجهها نحوها فتلمح عيناها المغروقتان بعبارات الشوق و الحنين لآثم أبت روحها العفو عن خطاياه . أسرعت ليسا في احتضانها و التمسيد على كتفها و هي تسمع بين حين شهقات نحيبها ، لم يسبق لها أن رأت توأمها في هذه الحالة و بين الجموع الذين تسللت نظراتهم لهما في شيء من الاستغراب و الفضول . أرادت سؤالها عن سبب حالتها تلك لكن لسانها أبى الحراك فهي لم تعهد روزي هذه بل كانت دائما كتلة من السعادة و التفاؤل كانت الوسادة التي تتكئ عليها حين تعصف الأفكار و الكوابيس بها .

وصلتا إلى منزل روزي لتدخل المعنية و تكمل الأخرى طريقها إلى بيتها الذي يفصله عنها بضع ديار .

وصلت بدورها الى بيتها و رمت بثقل جسدها على سريرها و هي تفكر في حال صديقتها و كيف آل الأمر بهما لكل هذا البؤس . و كذا تفكر في المدعو جيون فقد كان اليوم خاليا من شخصه . لكن سيتحتم أن تراه يوما ما ، فهل ستستجمع شجاعتها و تنتقم لنفسها أم ستكون مجرد ضعيفة أمام كيانه المغتصب ، و لتزاحم افكارها غطت بعدها في سبات عميق...

 Lk | مرحبا! سيد مغتصب ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن