الفصل الخامس

1.9K 192 127
                                    

بعد خروجها من غرفته أخذت تحدق في كف يدها و تتذكر جمدانه و هو يناظر مكان حرق سيجارته كما لو أنه يتذكر . حسنا ، هي لا تعلم بعد إن كان يتذكر و يدعي العكس أنه لا يميزها أم أنه حقا لا يتذكر ضحاياه و بينما هي كذلك أحست بأنامل أحكمت قبضتها على ذراعها و جرتها نحو قاعة المحاضرات الفارغة . أدارت وجهها ناحيته لترى مغتصبها و هو ينظر لها بنظرات عجزت عن تفسيرها . كانت نظرات مبهمة تحمل جل التعابير .

" انا آسف ! " .

تمتم بهذه الكلمة و هو مطأطأ لرأسه . فاستطاعت ليسا إدراك أنه و أخيرا ميزها، جذبت ذراعها من خاصته و همت بتوجيه كف تردد صداه على مسامعه طويلا

" هل اعتذارك سيغير شيئا ؟ . أنت وحش إنساني. لقد سرقت مني شبابي و حولت يوم مولدي لكابوس يطاردني طيلة الثلاث سنوات ".

خانته الكلمات و هو في أمّس الحاجة لها اغروقت عيناه لذكرى تلك الليلة ماذا يخبرها؟ أن ذلك كان بسبب رفيق غدر به . لا ، ذلك لن يبرر سلبه لبراءتها لن يبرر فقدانه للادراك و السيطرة

" أنا .. أنا سأعوضك ليسا مانوبال".

قال ذلك و هو يقرأ اسمها المحفور على بطاقة الموظفين المعلقة على عنقها.

" ماذا ستعوضني هل ستدير بعجلة الزمن و تغير ما حدث أم هل ستمحي ذلك التاريخ . بينما الآخرون يتجولون حاملين لتاريخ ميلادهم المدون على بطاقتهم.. في المقابل أنا أتجول بتاريخ تلطيخ براءتي و نقطة ضعفي.. مهلا لن تكون نقطة ضعف بعد الآن ، هل تعلم لماذا ؟ أنا سأنتقم لنفسي سيد مغتصب و سترى " .

قالت كلماتها تلك بنظرات واثقة و الدموع التي تغلف خداها، وسط صمته هو لم يعرف للكلام سبيل ما من حجة تبرر له فعله الدنيء.

خرجت بعدها ليسا من مقر الشركة مهرولة دون حقيبتها أو مظلتها في هذا المطر ، هي فقط أرادت الهروب منه. بعد كل هذه السنوات يقول لها آسف هل لأسفه معنى ؟! .

نعم هي ستنتقم من نفسه المغتصبة لا تعرف لذلك سبيل بعد لكن لن تستسلم له أبدا .

وجدت نفسها أمام منزلها دخلت الى غرفتها و رمت بجسدها على سريرها و الأفكار تعصف بها ذهابا و إيابا ، لتدخل مسنة في عقدها الخامس و شرعت في فتح النوافذ وسط تأنيبها لليسا

" يا ليسا لماذا الغرفة تبدو هكذا ؟ ليس لانك تدفعين الإيجار في وقته يعني أنني لن أطردك لإهمالك . حسنا الآن قفي على قدماك و أسرعي في التنظيف أرى أنه يوم عطلة لك " .

و جذبت ليسا نحوها و رأت عيناها المغروقتان المنذرتان بوابل من الدموع . ضمتها نحوها مستفسرة عن سبب حالتها تلك.

" لقد عاد أيتها العمة من دنس يوم مولدي.. لكني أريد أن أنتقم منه لا أن أستلسم له كما في الماضي ،أو أن أكون بذلك الضعف ، لا أريد أن أضل حبيسة ذكراه ".

و أجهشت بالبكاء . رفعت العمة وجه ليسا و ضمته بين كفيها و نظرت في عيناها بحزم :

" إن كان عليك أن تذيقيه المرار عليك أن تكونِ إمرأة حازمة واثقة. لا أن تبدِ له ضعفك في كل مرة ، أن تتجردي من السواد الذي اكتسيته ، و تغلفي ايامه به. عليك أن تتأنقي أتركي عنك ملابسك الفضفاضة و ارتدي كل ما حَرِمت منه نفسك أحبي نفسك و دلليها " .

وقفت ليسا و اتجهت نحو المرآة و هي تتذكر كيف غيرت في شكلها كي لا يتعرف عليها بدءا من خصلاتها المفحمة التي لونتها بالاشقر ، و عيناها المختبئتان خلف نظرات ليست بالطبية حتى ذلك بسبب مدح الشبان لجمال و صفاء مقلتيها العسليتين الجاذبتين .. فتحت خزانة ملابسها أين الكآبة تصدح بين طيات ملابسها السوداء بتدرجاتها.

خرجت روزي من مقر الشركة حاملة لحقيبتين إحداهما تعود لها و الأخرى لصديقتها .. و هي تتعود ليسا التي فرت من الشركة تاركة إياها . وقفت أمام موقف الحافلات و اخذت تجول بنظراتها بحثا عنه. زمت شفتيها في ضيق عندما لم تجده على غير العادة .

دخلت منزلها . و بالتحديد غرفتها و استخرجت ألبوم صور زواجهما و جلست فوق سريرها تستذكر لحظاتهما الجميلة و حبهما الذي تبخر بسبب أنانية و جشع حلا به .

خيم عليها شبح تلك الليلة المشؤومة ،حيث كان جيون جونغكوك فاقدا لوعيه في صالون بيتهما هذا بينما كان زوجها و رفيق دربها منهمك في تصويره أمام أكياس المخدرات . فأرسل بتلك الصور لمستثمر لدى شركة جيون . الذي أفسخ عقده مع هذه الأخيرة و قدمه لشركة زوجها .

ليخرج بعدها جونغكوك المخدر يجر خطواته . شهقت و هي تراه يمسك بذراع فتاة وسط ظلام الليل بيده ، و بالاخرى أحكم قبضته على ثغرها مانعا إياها من الصراخ و النجدة . تجمدت مكانها و هو تراه يجر الفتاة معه . لم تمتلك الشجاعة الكافية لتلحق بهما ، لكنها هرولت الى بيتها لتخبر جيمين بما سيجني صديقه في حق الفتاة . لكنها لم تجده في أي ركن . استجمعت شجاعتها و عادت نحو تلك البناية المهجورة و صعدت السلالم فاستوقفها صراخ الفتاة تتبعت مصدر الصوت لتراه يطفؤ سيجارته على كف يدها. أبعدته عن ليسا و أنقذتها من بين يديه.

لكن الندم لا يزال يفتك بها لتأخرها عن نجدتها . لو أنها لم تغادر للنجدة بجيمين لكانت تمكنت من حماية عذرية فتاة وقعت ضحية لجشع زوجها .

حتى أنها تقف عاجزة أمام إخبار ليسا بالحقيقة على الرغم من أنها أصبحت صديقتها لكن علمها بأن ليسا لم تتخط لحد الساعة ذلك الكابوس يجعلها آثمة بدورها .

أغلقت الألبوم بقوة و رمته أرضا . وضعت مشغل الاغاني و رفعت الصوت لتمنع إزدحام الذكريات ..


_____

هلاو يا جماعة في كثير منكم بيقرا بس ما يتفاعل و ما يقدر تعبي
خصوصا هذا البارت انا كتبتو مرتين لانو انحذف . لهيك بليز اعملو كومنتات و تصويت ترى ما ياخذ من وقتكم كثير و في طريقكم اعملوا متابعة لأنو في روايتين قيد الكتابة لما تخلص ها الرواية رح انزلهم

وحدة شيبرز بلاكتان
و يلي ما يحب الشيبر في رواية موضوعها جديد كليا اعملوا متابعة لحتى توصلكم .

 Lk | مرحبا! سيد مغتصب ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن