الفصل الثاني عشر - جبنة في المصيدة

501 86 23
                                    

"جاين؟" آيلا واثقة أن السيدة ديلوورث قد ذكرت اسمها كما أن الصوت واضح أنه صوت جاين، صديقتها والتي كان لها دور بإيصال الكتاب إليها. هي أحست بمزيج من المشاعر، من الغضب وشعور الخيانة إلى الصدمة والذعر بسماع خطوات جيون تقترب فتظهر هيئته في الرواق، ومع كل خطوة كان يخطوها، آيلا شعرت كما لو أنه لا يفصلها سوى خطوة نحو الفراق.

خلال تلك اللحظات، هي خمنت في سيناريوهات عدة علّها تبعد جيون عن غرفة السيدة ديلوورث لكن، مهما حاولت التفكير لم تستطيع غير الخروج بفكرة واحدة، أسرعت خطواتها نحوه وهو أعلن حالما اقتربت منه: ما الخطب، ألم تجدِ الطريق للغرفة؟

لكن آيلا تجاهلت سؤاله لتحكم امساك ذراعيه بكفيها راجية: هل يمكننا المغادرة لخارج المنزل بضع دقائق؟

"ما سبب طلبك هذا؟" سأل وهي لم تستطع منع صوتها من الخروج مهتزاً: فقط لبضع دقائق أرجوك، أشعر بالاختناق.

جيون زفر ماسحاً جبينه قبل أن يعلن: لا أستطيع مغادرة المنزل الآن آيلا فأنا مرهق حد الجحيم، بدلاً من ذلك... أعتقد أن شرفة غرفتي ستكفي بالغرض.

أكمل ناوياً التقدم لكنها تمسكت به محاولة منعه كما لو أن حياتها تتوقف على تقدمه أكثر نحو غرفة السيدة ديلوورث. هو ولشدة تمسكها به، كان قادراً على الشعور بنبضات قلبها المتسارعة، بدى هذا حقاً مريباً بالنسبة له، فطوال مكوثها هنا، هو لم يكن يشعر بشيء حسي نابع من جسدها لكن هذا الشعور، كان كما لو أن آيلا تتجسد. جيون هز رأسه للجانبين مستنكراً الفكرة المخيفة التي طرأت عقله ليبعد ذراعيها عنه مطرداً بشيء من الانزعاج: هلاً توقفتِ عن التمسك بي فهذا حقاً بدأ يزعجني.

تخطاها متقدماً وهي لم تحرك ساكناً في انتظار أن يكتشف أمر السيدة ديلوورث، سمعت خطواته تتوقف قرب باب رئيسة الخدم لتتوقف معها أنفاسها...

"ألن تأتِ؟" قال لتلتفت نحوه بتفاجؤ، باب غرفة السيدة ديلوورث كان مغلقاً وآيلا أحست كما لو أنه صُبَّ عليها ماء بارد أثلج صدرها فتتقدم خلفه نحو غرفته.

فتح باب غرفته سامحاً لها بالدخول قبل أن يعيد غلقه وهو يركز نظره على التي ابتلعت ما تكون في جعبتها إثر نظراته المظلمة.

شبح ابتسامة ظهر على محياه ليعلن بينما يخلع سترته الجلدية متقدماً نحو سريره: هل سبق لك وأن شهدتِ جلسة محاكمة؟

"أجل، فعلت"

"لكن هل كنتِ لمرة طرفاً فيها؟" قال بينما يأخذ لنفسه مكاناً على طرف سريره ونظره تعلّق بالتي تقف أمامه مستغربة سؤاله.

"كلا، لِمَ قد أكون كذلك؟" أجابت عاقدة حاجبيها وابتسامته التي بالكاد كانت تظهر، اختفت لتظلم ملامح وجهه أكثر من أي وقت مضى، تلك النظرة تذكرها بأول يوم قابلته وها هي ذي تعود لتعتلي ملامحه.

إسقاط نجمي -  جونغكوك JUNGKOOKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن