#زوَاجٔ اجْبَارِي 1

4.9K 70 11
                                    


'لَمْ أعَلَمْ مَا كَانَ سَيَحدُثُ لِي لَو لمْ أنْظُر  وَ أتَأملْكَ مُنْذُ اللَحْظَة الأُولَى !'

#زواج اجباري 1


في حديقة الحي :

كان ذلك الطفل الحيوي ينتظر بشدة صديقته أو بالأحرى الفتاة التي هو معجب بها لكنه لا يستطيع الاعتراف بهذا لها ، هو خائف من أن لا تعيطه هدية يوم 9 جانفي، او هكذا يوهم نفسه ، فهذا اليوم تحديدا هو يوم صداقتهما ، الذي اختاروه لكي يكون ذكرى صداقتهم و يقومون بتقديم هدايا لبعضهم البعض ، هو خائف أن يخسرها ، فهي مزاجية جدا و لا تتقبل هذه الأمور بتاتا ، هذا هو حب الطفولة ،

بينما هو يفكر في كل هذه الأمور ، جاءت تلك الطفلة المرحة تركض و تركض و تنادي عليه ، لقد تحمست لرؤيته ، فقد مضى يومان دون أن يكلما بعضهما البعض و هذه أول مرة ، لهذا كانا جد مشتاقين .
ما أن رآها حتى ارتسمت ابتسامة عريضة على فمه ، و قبل أن يتحدث ، بوم ! صوت وقوع يليه بكاءا و صراخ ، لم يشعر بنفسه إلا و قد اندفع نوحها ،
انحنى إليها و اخذ يتفقدها قائلا :" هل انت بخير ؟ هل أصابك شيء ؟ لنذهب إلى الطبيب؟ اتستطعين المشي؟ هل عليك أن تركضي في كل مرة ؟"
انهال عليها بالأسئلة و علامات القلق و الخوف لا تغادر محياه ، انفجرت الاخرى ضاحكة بكل براءة وسط دموعها و هي ممسكة بقدمها التي انجرحت و قد بدأت بالنزيف :" أحقا انت خائف علي ؟ ثم لم كل هذه الأسئلة؟ لقد اشتقت اليك ثم إنني أحضرت معي حلوتك المفضلة " اردفت بينما لا يزال يتفقدها إلى أن لمح ذلك النزيف ثم قال :" يا الاهي ، قدمك تنزف ؟ " متجاهلا كل ما قالته ، " هل انت غبية انظري ماذا حل بك من وراء تهورك " قال هذا دون حساب ، لتتحس الاخرى منه و تحزن لتعود الدموع مجددا للنزول من على مقلتيها ، ثم أدارت رأسها لكي لا تقابله ، "انا لست غبية " قالت بصوت خافت وسط شهاقتها ، ليندم الاخر على كل حرف نطقه فهو حقا لا يستطيع تحمل حزنها ، " انا اسف ، انا الغبي ، لا تحزني ،ساشتري لكي غزل بنات ، ما رايك ؟" يحاول النظر لوجهها ، لتمسح دموعها و تقول :" مع عصير فراولة و ستقوم بإعطائي حلوى العيد لمدة سنتين و ايضا ستعزف لي معزوفة" ٱسري " !" قالتها بأمر و هي تضع كفيها على صدرها ، ليضحك على مظهرها و يقول :" مستغلة ، امم حسنا موافق ايتها القطة "
" هاي انا لست قطة " بانزعاج ليومىء لها ثم حملها على ظهره ، فوزنها خفيف جدا لكنه أراد استفزازها لانه قال:" انتي سمينة جدا ، " فتقوم بضربه على ظهره و تقول :" اصمت واوصلني إلى المنزل يا حصاني الصغير ،" توقف للحظة و قال :" هل نعنتني بالحصان الصغير ؟ حسنا ساريك الحصان الحقيقي "
شرع يركض بها وسط صراخها الذي عم المكان ، مع ابتسامته تلك التي لا يستطيع أحدا مقاومتها .

لقد كانت حقا أيام حلوة ، لم يدركوا قيمتها إلى أن زالت تماما وعم مكانها الظلام و الخوف بعد أسبوع من هذه الحادثه ، لم يعلموا أن حياتهم ستصبح كابوسا و سيبدأ جحيم لا مفر منه .

أدْمَنْتُ مَعْزُوفَةَ ٱَسِرِي !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن