"الحبُ عذبُ و العشقُ عذابُ!
الحبُ حيَاة متجددَة و العشقُ موتاتُ متعددَة"
______________الفصل 16: نصف الحقيقَة!
بعدَ نصف ساعةِ اتصل المعني على خط رئيسهِ كيم ليردفَ عن عنوان منزل والدِ نانا ، و ما أن نطقَ عنه ، زفر كيم بارتياح و انطلقَ بسرعَة البرقِ نحوه و هو كالثورِ الهائجِ ،ادرك ما يعنِي أن تفقدَ ما تحبهُ لاكثرَ من مرة لدرجة أنه هُلكَ و تعبُ كثيرَا ، وعدَ ذاته أنه سيجدها و سيفعل مهما كلفهُ الامر ، عشرُ دقائق مرت ليجدَ كيم المنزل ، ليصعدَ بسرعَة البرق نحو الشقَة تلك ، كان حي شعبِي ، مكتظُ و بسيط ، وصل لبابِ الشقَة ليطرقَ عدة طرقاتِ على البابِ ، بينما يرجعُ خصله المتمردَة بفعلِ العرق ، و ينظم تنفسهُ فتحَ البابَ ، لتطل منه نانا بيننَا وجههَا شاحبُ ، و ترتعشُ ، هو ما أن ابصرَها ارتاحَ لوهلَة لكن ما إن تقدمَ اكثرَ ناحيتهَا حتى ابصرَ الدماءِ منتشرَة في يديها و ثوبهَا ، هنا فجعَ قلبهُ و نزلد ضغطهُ ، تقدم اكثر ليردفَ بفزعِ :" اخبريني أنه ليس ما يدورُ في رأسِي!" ما إن أنهى كلامه حتى دخل الشقة مسرعا بعدما تجاوز نانا ، ليفزع اكثر برؤيتهِ لوالدِ نانا ملقى على الارضِ ينزفُ غائب عن الوعِي ام ميت ، عاود النظر لنانا ثم
أسرع متقدما نحوهُ يتحققُ من نبضهِ ، بينما يدعيِ داخلهُ أنه ما زال على قيد الحيَاة ، ثواني حتى دخلت نانا مجددا و ناظرت المكان لتنفجر بالبكاءِ و تفقد السيطرة على نفسها مردفة :" انا قتلته! مات ، مات بسببِي ، قتلت والدي ، اي ابنة انا ؟ صرت مجرمة ، ساسجنُ لبقية حياتي ، ماذا سيحدث لي؟ و هل انا قاتلة الان؟!" ما إن رآها كيم بتلك الحالة حتى استقام يركض نحوها بينما يهدأها ممسكا بكلتا يديها :" اهدأي انظري ، انا معك ، لم نتأكد من وفاته بعد ، علينا حل الامر بيننا اتفقنا ؟ ابقي هادئة و لا تفزعي ، تحكمي بنفسكِ و الا زاد الوضع سوءا !؟" همهمت المعنية بينما تحاول كتم ما تشعر به في تلك اللحظة ، لتبقى ساكنة تناظر كيم يتصل على شخص يبدو أنه طبيب ثم مرة أخرى اتصل بشخص آخر كي ينظف المكان ، عاود النظر لها ليردفَ :" علينا الذهابُ الان و الا قد يحدث الاسوء اسرعي احظري معطفك و تعالي " قال هذا بينما الأخرى تنفي :" لا لن اذهب لمكان إن لم اتأكد أنه بخير ، كيف اذهبُ و انا للتو قتلت ابي؟ محال ، محال" قالت هذا و هي تهز رأسها و تمسك بشعرها ، تنهد كيم ليحملها فوق ظهره ، و يقول :" هو لم يمت بعد افهمي ، سيأتي الطبيب و يعالجه ، و كما سيتم تنظيف المكان لذا تعالِ قبل أن يتم وضعكِ في السجن !" لم يسمح لها بالكلام لانه اخذها للحمام و غسل الدماء و نظفها و وضع معطفهت فوقها ثم أمسك بيدها و ساعدها في الدخول للسيارة ثم انطلق بسرعة نحو بيتهِ بينما الأخرى هادئة كأنها جثة تناظر الطريق بصمت و دموع فقط بينما تحتضن معطفها بشدة....
_______________
تناظرُ ايلا جاكَ الذي يبدو عليه التوترِ ،و هو الذي لم يتوترُ ليوم ابدا ، تدري أنه موضوع مهم و جاد ما دام استغرق منه كل هذا ، لكن لا تدري ما هو ولا تملك أدنى فكرة عنه ، فرك جاك أصابعه ليقول " في الحقيقَة هناك ماضِي انت لا تعلمين به جميلتِي ، والدك سعى لاخفاءِ الامر منذ البداية ،لذا الامر صعبُ البوحِ به خصوصا بعد تطور علاقتنا لكن لا أود اخفائهُ اكثرَ عنكِ لاني اريدكَ كما لم افعل من قبلِ !" تشعرُ ايلا أن قلبها يضيقُ مع كل كلمة تخرج من فم حبيبها خائفة و احساسها يخبرها أن شيء سيء سيحدثُ ، ما إن كاد جاك ينطق بكلمة حتى رن هاتفهُ لكن تجاهله مرة؛ مرتان ، الا انه يبدو مصرَا لذا زفر بقلة صبر و رد على الهاتفِ :" ما الامر مارت؟!"
رد مارت:" سيد جاك انتويو متواجد بالقرب منكم ارجوك لتعدِ ، الان انت و هي في خطر محدقِ !" ما إن أنهى كلامه و تحذيره ، حتى أبصر جاك جسدَا يقتربُ منهما ، اغلق الهاتف ليمسك ايلا و يجرها لحضنهِ ، و قد عقد حاجبيه تزامنَا مع صوت الرجل:" عصافير الحب ، لا أفرط بكمَا ، ايعقل أن تتزوجا و لا تعزمانِ في عرسكمَا؟ يا خسارة ، كيفَ لا تعزمُ يا جاك اقرب صديق لكَ ، يا لها من خيانَة!" ، عقدت ايلا حاجبيها هي لا تدرك شيء مما يحدث ، من هذا؟ ماذا يقول ؟اهو صديق جاك؟ هي خائفة لكن وجود حبيبَها جانبها و حمايته لها يشعرها بالدفء و الامان ، قهقه جاك بسطحية ، ليردفَ :" منذ متَى ادعوُا الكلاب لعرسِي يا انتونيو؟! بل متى اصادقهم حتى! " ضحك انتويو بشدَة لكلام جاك ليتقدم اكثر و يقف مواجها له ليقول :" مؤسفِ قولك هذا ، لشخص كان سيساعدكَ في الامر الذي يتعب قلبكَ " ناظر ايلا ليواصل :" هي جميلة يا حظك بها ، واضح انها تحبكَ لكن اتعلم هي من تكونُ انت؟ و من تكون هي ؟ مازلت تكذب على حبيبتك الجميلة هذه؟!" هنا جاك بدأ يفقد أعصابه لدرجة قد يقتله الان لكن وجود ايلا عقد الوضع ، يشتهي قتله منذ زمن بأبشع الطرق و هاهو يحرضه مجددا على هذا ، قال جاك:" لا احد مهتمُ لقذارتك انصرف قبل أن اقتلك في مكانك الان!!" ، لم يهتم المعني بأمره بل واصل الحديثَ نحو ايلا قائلا :" كانت هناك فتاة جميلة تعيش مع أسرتها في مكان بعيد و سعيد ، لكن يوما ما تم اختطاف هذه الجميلة من قبل أشخاص مجهولين ، او بالأصح أعداء والدها ، بحثت عائلتها عنها باستمرار لكنهم لم يجدوا لها أثرا ، و بينما كادت الطفلة تتعرض لابشع قد يتعرض له أي إنسان ، رآها احد زعماء المافيا الشهيرين و قام بانقاذهاَ من اولئك الاشرار و قرر تربيتها كونها تشبهُ حبيبته التي ماتت ، لكن لم يستطع أن يقدم لها الحب و الحنان لانهُ كان متحجر لفرط ما عاشهُ ، وفر لها كل أساليب العيش دونَ حبِ ،لكن على الأقل كانت بأمان ، و بعد أن كبرت الجميلة تم تزويجها !" أنهى كلامه بابتسامة و هو ينظر لجاك الذي تقدم منه ليلكمه مرات عديدة حتى نزف كل وجهه ، لكمه ، لكمه ، و هو يصرخ عليه و يشتمه باقذر الالفاظِ ، بينما ايلا صامتة تناظر الوضع محاولة الفهم و ربط الاحداثِ ، لم تدرك حتى دموعها و لا جاك الذي يكاد يقتل الرجل الذي قال بصراخ :" الم تخبرها ان هذه الطفلة هي نفسها هي ؟ الم تخبرها أن كل ما تعيشه عبارة عن كذب!؟" ضحك عند نهاية الجملة ، ليقوم جاك برفعهِ و قذفهِ نحو الارضِ بينما يصرخُ:" لعين ، جبان ، احمقُ ، ما دخلك انت؟ من انت حتى؟ كيف تتدخل بيني و بين زوجتي؟ بل كيف تتجرأ و تتحدث معها ؟! ساقتلك ، اقسم بالله سيكون موتك على يدي !" تزامنا مع سقوطه فقد وعيه و ربما للابد هذه المرة ، زفر جاك بينما يناظر المكان الذي كله دماء و يديه التي ايضا كستها الدماء ، حالتهِ همجية ، الوحش الذي كان متخفيا لمدة عاود الرجوع و بأسوء طلَة ، بالكاد يدرك ما حوله ، يتنفس بصعوبة ، تديرجيا هدأ و أدرك ما حدثَ ليلتفتَ مجددا نحو حبيبَة قلبهِ و يالا الصدمة ليست هناكَ ، جن جنونه و بدأ يصرخ باسمها ، و يركض كالمجنون هنا و هناك يبحث عنها بينما دموعهِ باتت تخونه من أجلها ايضا :" ايلا ، يا روحي انت ، قلباه ، اين أنتِ ، تعالي، تعالي لي، إلا هروبكِ ، الا غيابكِ ،الا عدم تواجدكِ، اموت و لا اعيش هذا ، ايلا يا روحيِ انت ، يا كل ما املك ، تعالِي ، اخطأتُ، اخطأت اعترف " توقف للحظة و ركعَ على الأرض تزامنا مع هطول الأمطار تشاركه حزنه و يأسه ، هو يشعر أنه يموت ببطىء فكرة عدم وجودها سلبت منه روحهُ ....
أنت تقرأ
أدْمَنْتُ مَعْزُوفَةَ ٱَسِرِي !
Romance*أدْمَنتُ مَعزُوفَةَ آسِرِي* _مَاذا لوْ تزَوجتِ اخْطرْ رَجلْ مَافيَا فِي العَالَم وَ تَجيدِينه هوَ نفْسهْ حبُ طفُولَتك ؟ _هِي الآن ْ بنِصْف ذاكِرَة ، لاَ تتَذَكر شَيئَا مِن مَاضِيها ولا حَتَى هُوَ ، تعِيش معَ مَن يُسمُونه وَالدُهَا ، لَكنَها تَتفاج...