#عَودَة_14

381 15 2
                                    

'ٱحِبكَ ، ٱحبُ ضَحكتَك ، عَينَيك، شِفاهْك، شَعركْ ، يديْكْ ، عبُوسُك ، فرَحكْ، حزْنكْ ، غَضبُك ، سعَادَتك ، ألمَك ، أحِب مَحاسنِك ، مسَوائك، عَاداَتك ، أشيَاءكْ ، عَفوِيتك، صُرَاخك، ضَحكك ، اكتئابَك، عمَلك ، ملابسَك ، عطرُك، شامَتك ، قلادتُك ، كل شَيء فِيك احبُه و أعشقُه و اقدِسه ، و اغَار عَليه لأنهُ قَريب مِنك اكثرَ منِي !'

"انَا انثَى مقدسَة للحبِ ، كونِي بالفعلِ كنتُ شاهدَة على العديدِ من الحبِ الطاهِر الابدِي ، الحبُ ليسَ فقط بالتغزلِ ، القبلاتِ ، هو يأتِي بشكلِ اهتمَام "هل اكلت؟ انمتَ؟ لأ تسهرَ ؟ اشعرُ انكَ لستَ بخير ؟ لتشاركنِي وجعكَ " ان تتقاسمَ معه أصغر التفاصِيل ، ان تسعدُو بابسطِ الاشَياء، تتجردَان من كل شَيء ، كوبَ قهوَة موسيقى، رقصَة ، تحت المطِر ، تغفرُ له بكلمةِ تنتظرُ منهُ خطوةَ لتركضَ اميالاَ ، الحبُ جمِيل و مغوِي جدَا للوقوعِ به ، ينتقِي دومَا تلكَ الصدف و الوقتِ كي يبينَ مدَى قوته ، في الحبِ يكونُ مطلبنَا بسيطُ جدَا ، كلمَة ، ابتسامَة ، نظرَة ، هاته كفيلَة باقامةِ ملحمَة دواخلِ العشَاق ، تسعدُ فقط لسعادتِه ، و تقيمُ عزاءَا لحزنهِ ، تشاركهُ كل شَيء حرفيَا فليسَ عدلاَ ان تضحكَا معا و يبكِي كل منكمَا لوحده ، ليسَ عدلاَ ان يهتمَ أحدكمَا بالاخر و الثانِي مستمتعُ بكونهِ مهم ، ان يسهرَ واحد و الاخرُ نائمُ ، ان يشعرَ أحد و الثانِي لأ يرسلُ كلمَة ، الشَيء الغيرُ متبَادل لا يدومُ ،
تشوهَ الحبُ كثيرَا في وقتنَا ، فقط باتَ عذرَا لقرفِ بعضِ الفئِة ، الشواذِ، الخَائنين ، العلاقَات العابرَة و الحميميَة ، كلهَا جعلتنَا نشككُ في الحبُ ، جعلتُ مكانتهُ سيئَة ، شوهَت لنا حقيقتهُ ، الحبُ اعظم من ان يكونَ مجردَ نزوَة جسد، أرقى من يكونَ مؤقتَا و ذو صلاحيَة ، اعمقُ من كلمَات غزل رخيصَة يتخللهَا الانحرافُ ."

......

البارت الرابع عشر :' "عودة!"

يتقدم بخطوات واثقة نحو تلك القاعة التي كل من فيها يعمل في نفس مجاله ، يناظرونه بخوف ، فخر ، حقد ، حسد ، لكن هل يهتم؟! بالطبعِ لا ، فهو سيد الغرور و الكبرياء ، رجل القسوة و الصلابة ، لا احد يواجهه ، هو كان رئيسهم و سيصير زعيمهم قريبا ، يتمشى وسط ذلك الرواق الذي يحيط به الحاضرون من جهتيه ، منهم من يبارك له، من يشجع ، من صامت ، من يشرب ، من يناظر فقط من بعيد ، وصل بعد مدة حمحم ثم صعد تلك المسطبة ، تقدم منه تشَان و هو بمثابة عجوز هذا العمل و حكيمه ، صافح يده ثم ابتسم قائلا " عادَ هذا الكرسِي لك ! و الكل هنا تحت أمرتك وحدك ! مباركَ لك سيدي الزعيم الجديد جاكَ !" ما أن انتهى من كلامه حتى تعالت أصوات الصراخ والتصفيق مباركين له ، ابتسم هو بغرور ثم جلس على الكرسي الذي يقابل الكل حمل كأسه ثم أردف بنبرة رجولية حادة " لقدَ بدأ فصل جديدُ و مختلف في كل مجالات هذا العمل ! سأقوم بتغيير جذري في كل شيء و ما عليكم انتم الا الطاعة و اكيد من طاعنا لن ننساه و من خاننا سننسيه الحياة ! والان نخبكم! " شرب من كأسه بكل برود و الكل فعل هذا ليس و كأنه هو من هددهم قبل قليل ، حمل هاتفه متسائلا هل عليه محادثتها؟! هو مشتاق لها حقا ، عينيها ، ضحكتها ، أناملها ، صوتها ، نفسها ، كل شيء متعلق بها هو بات متلهفا له و غير قادر على الصبر اكثر حتى يشبع شوقه وحنينه بها ، قطع لحظات تفكيره هذا تقدم مارت منه و قوله " سيدي السيدة ايلا ..." ما إن سمع اسم ايلا من انتفض بقوة و ترك الكأس من يده ماذا حدث؟ هل وجدها؟ هل عادت؟! أصابها شيء؟ خيرا؟ سوءا؟ لم يعد يتحمل ! قلبه هلك ، يريد الراحة لكن لا راحة له إلا معها ، يريد الاستسلام فعشقها بات نزيفا لا يتوقف و لا ألمه يتوقف ، داخله يرتجف ، يدعي أن تكون بخير فلن يحتمل أن يصيبها شيء واثق أن هذه ستكون كالضربة الأخيرة و القاضية له و لقلبه العاشق النازف ."
_

أدْمَنْتُ مَعْزُوفَةَ ٱَسِرِي !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن