#انفِصَالْ 10

701 24 4
                                    

'لَطَالماَ قُلْتُ أنَّ الْمَوْتَ أهْونُ عَلَيَّ منْ هَذَا الفِرَاقْ !
لَطَالماَ حَاوَلتْ أنْ أنْسَاكْ وَ أنْسَى حُبِي لكَ وَ أتَخَطاكْ !
لَكِنَكَ كَلَعْنةٍ وَقَعَتْ علَى قَلْبٍي وَ عَقْلٍي وَ تَفْكِري !
أنْتَ بِتَ جَلاَدٍي ، لَكِنْ أوَ لَيْسَ الجَلْدُ أهْوَنُ عليَّ مِنْ هذَا ؟
ألاَ يَجِبُ أنْ اكْرَهَكَ وَ اعَذِبَكَ تَمَامَا كَمَا فعَلتَ بِقَلْبِي؟
قلْبِي الذٍي سَلَمْتُه لَكَ لَكِنَكَ مزَقْتَهُ كَمَا مَزَقْتَ صُورَتنَا أمَامِي !
ألَيْسَ عَلَيَّ أنْ اَقتُلَكَ وَ ٱشَرِحَكَ لاُشْفِيٌَ غَلِيلِي ؟
لكِنْ لِمَا لاَ اسْتَطِيعُ حَتَى أنْ أرَاكَ تَتَألَمْ بيْنَمَا أَنْتَ تَحْرِقُ رُوحِي كُلَ يوْمْ وَ كأَننِي مجَرَدُ لاَ شَيَءْ ؟'

أحيانا ثقتنا بشخص ما تكون هي نقطة انهيارنا ، تقديس شخصا ما و اعتباره رمزا للمثالية ، عدم توقع اي شيء خاطئ منه ، و ظنه أنه أفضل ما يمكن ، هي اكبر خطأ يقع فيه اي عاشق ، عليك ان تكون حذرا دوما ، و أن لا تبني آمال كبيرة بشخصا فأكيد أنه سيغادرك يوما ما ، يوما ما ستكون مع ذاتك وحدك فقط ، فكيف لو كنت تكره ذاتك و هي الوحيدة التي ستظل معك ؟ كيف ستسطتيع العيش مع تلك الروح التي لطالما نبذتها و كرهتها و جلدتها بكلامتك كل صباح عندما تنظر المرآة ؟ كيف تستطيع أن تحتمل وجودك معها بقية حياتك ؟ ببساطة لن تستطيع ، صدقني أن حب النفس هو اهم حب ، دلل نفسك و أحبها ، جمل نفسك لنفسك ، ضع العطر لنفسك ، ارقص لنفسك ، امدح نفسك ، تفاخر بها و كأنها شخصا آخر ، تغزل بها كعاشق مراهق مع حبيبته ،
لا تنتظر من احدا ان يمدحك ، او يتغزل بك ، افعل هذا لنفسك اجعلها راضية عنك ، كي تكون في سلام و توازن نفسي ، كي لا يشتتت احدا هذا التوازن ببعض كلمات غزل رخيصة ، حتى و إن أردت من الناس أن تحبك او تقدرك ، مع أن هذه فكرة خاطئة لإرضاء الناس غاية لا تدرك ، لكن مع ذلك عليك أولا أن تحب نفسك لانها الوحيدة التي ستظل معك .

___________

البارت العاشر انفصال :

مرت دقائق و هي واقفة فقط تنظر له ، تتأمله من فوق الى تحت ، لم تفوت اي تفصيلة ، شعره الليلي المنسدل على جبهته ، بشرته البيضاء و عيونه السوداء المميزة التي تغير فيها شيء لم تعلمه ، الشامة الموجودة أسفل شفاهه ، بدلته السوداء التي تبدو باهظة الثمن ، لقد حللت كل شيء و تبين أنه ليس نفس الشخص الذي أحبته ، لم تتوقع ابدا ان يكون لقائها به بهذه البرودة ، كانت تتوقع أن ترتمي في حضنه و تبكي ، و هو بدوره يفعل المثل ، كانت تتوقع أن تقبله بكل شغف تعوض عن كل شيء فاتها ، تشبع غليل تلك السنوات ، لكن لم يتحقق اي من هذا ، كانت فقط واقفة ببرود ، وتنتظر منه توضيح ما يحدث الآن .
حمحم كيم ثم تقدم منها و احتضنها بينما يقول :"لقد اشتقت لك " ، لكن لما يتحرك شيء في داخلها لم لا تشعر بالحب ، الم تكن تريده ؟ الم تبكي كل ليلة اشتياقا له ؟ ماذا حدث الان اذا ؟ هي حتى لم تبادله الحضن فقط متسمرة في مكانها ، هناك شيء ما خاطىء في كل هذا !
انسحب كيم بعدما لاحظ هدوء الاخرى و برودها ، نظر في عينيها ، هو كان سعيد جدا لانه اخيرا رآها و لمسها بعد كل تلك السنوات و الانتظار ،
كيم:" اعلم انك تتسائلين عن ما حدث لا تقلقي ساخبرك كل شيء لكن تعالي لنأكل معا لقد طبخت لك المعكرونة " قال بحماس بينما يمسك يدها و يأخذها للاسفل ، و ايلا فقط اومئت له فلا خيار لها ،
نزل كل منهما للطابق السفلي حيث يوجد المطبخ وجدت مائدة رومنسية مرتبة بشكل انيق ، مع الشموع ، و الاكل عليها ، تقدمت نحوها وقد سحب كيم الكرسي لها لكي تجلس ، و بالفعل جلست حيث أصبحت تقابله ، تشاهد ايلا كيف يسكب لها المعكرونة بينما الابتسامة لا تغادر محياه يبدو سعيدا جدا ، هذا ما استنتجته لكن يجب عليها هي الاخرى أن تكون سعيدة فلما هي هكذا متوترة غير مرتاحة ؟ تذكرت جاك فجأة ! كيف حاله الان ؟ بالتاكيد سيجن ، ارتبكت لفكرة أنه يجهل مكانها ، لقد كانت تفكر فقط في حاله ، لكن لما هي تفكر به ؟ ليس عليها هذا ! هي الان مع حبيبها عليها الاستمتاع، ألم تتحرر من سجن جاك ؟ لكن لحظة ألم تكن قبل قليل تريد العودة له ؟ سحبت كاس النبيذ و شربته دفعة واحدة تحاول عدم التفكير فعقلها سيجن ، و لم يغب هذا عن نظر الاخر فقط قال:" هل انت بخير ، لما لا تأكلين ألا يعجبك ؟" بهدوء و خيبة سألها ، لترفع ايلا نظرها نحوه و تقول :" لا شهية لي ، كما أرجو منك ان تخبرني ما حدث " ، لقد تغيرت كثيرا اتجاهه و هذا مالم يرضيه، هل تخلت عنه حقا ؟ هل نسيت كل ما كان بينهما ، قال كيم :" هل تخليت عنا ؟ بهذه السهولة " ما ان قال هذا حتى استقامت صارخة في وجهه :" ما الذي تقوله ؟ هل انا من تخليت و ذهبت ؟ هل انا من لم اتصل كل هذه المدة ؟ هل انا من تخلى ام انت ؟ بعد كل هذه المدة تأتي و تحاسبني كأنني أنا السبب " لقد كان مع ايلا كل الحق في كلامها الا أن هذا جرحه كثيرا ، أنه يستمر بالتألم ، لقد تغيرت بعد زواجها من جاك كثيرا لذا سألها :" هل تحبينه؟" بهدوء بينما يأمل أن تعارض و بشدة ، جاء صوتها هادئا كصوته :" ما الذي تهذي به !" ، لن ينكر أنه أراد إجابة أكثر من هذه لكي تشفي غليله ، لانه لم ينسى ذلك المشهد حيث كانت تبكي في حضنه ، كان يتذكر ذلك كل ليلة ، علم انها لا تريد التحدث اكثر لذا بدأ يحكي لنا ما حصل .
flash back :

أدْمَنْتُ مَعْزُوفَةَ ٱَسِرِي !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن