#تَقرُبْ12

897 32 8
                                    

عَينَاكِ يَا حَبِيبَتَي هِي لَيْسَتْ مُجَردَ عُيُونْ !
إنَهَا اَغْمَضُ وَ أَعقَدُ مِنْ قَصِيدةَ جَاهِلِيَة !
وَ هِي  عمِيقَة كَعُمقِ  مُفْرَدةَ عَرَبِيةَ!
وَ جَمِيلَة كَانَهَا تَشْبِيه عَربِي أصِيلْ !
إنَهَا عَفِيفَة كَعِفَةِ عَنْتَرَة و شِعْرِهْ!
تِلْكَ العُيُونْ هِيَ مَا أرِيدُ رُؤيَتَه قَبْلَ مَوْتِي !

كان على أحدهم أن يقول الحقيقة ، حيث الكل فقط يجامل كي لا يخسر الناس ، الكل يكذب على أنفسهم و بعضهم ، كان على أحدهم أن يتحدث بصوت كل هؤلاء الذين يعانون بصمت ، كان على أحدهم أن يتشجع و يقصف أشباه الرجال و النساء ، فأكيد كل منا ينتظر احدا كي يتكلم ، لكن ليس كل شخص لديه الشجاعة لذلك ، يتطلب قول الحقيقة و عدم الخوف من نظرة المجتمع قوة كبيرة لا يملكها الكثيرين ، فعندما تقول الحقيقة تصبح عدو الجميع و يصبح الكل يكرهك و ينتقدك فقط لقولك مالا يستطيع هو قوله ، لكن كل هذا لن يزيدك إلا إصرار على مواصلة ما تقوم به ، تلك الوجوه الحاقدة الغيورة لن تزيدك إلا قوة و ثبات ، لذا لا تخف من نشر الصورة الصحيحة ، فمن يسكت عن الحق شيطان اخرس .

#تقرب_12:

تنزل من سيارتها بلباقة كعادتها ، تنزع نظارتها و توزع نظرات في احياء باريس ، اعادت شعرها إلى الخلف ، ثم واصلت تقدمها نحو الاخر ، وصلت بعد مدة و هي الان تطرق الباب ، لن تنكر انها متوترة  حد اللعنة من مقابلته ، أصبح يمتلك تأثيرا كبيرا عليها ، حتى مقابلته اصبحت تشكل تحدي بالنسبة لها ، فلا تعلم كيف ستتعامل معه كصديقة او سكرتيرة او عاشقة!
فتح الباب لتتقابل مع جسده و هيئته المبعثرة التي ما زادته إلا جمالا و وسامة بالنسبة لها ، لم تمنع ابتسامتها من الظهور عند رؤيته و هو الآخر فعل هذا ، فهو بحاجة إلى كتف يستند عليه و هو بالفعل خاصتها .
كيم:" أهلا بك نانا ! اشتقت لك " تكلم كيم بحنية و هو يتقرب منها يحتضنها ، جاء صوتها هادئا عكس ما داخلها من نار مشتعلة :" و أنا أيضا اشتقت لك !"، ابتسم كيم و سمح لها بالدخول لداخل المنزل ، جلس كل منهما على الأريكة ، مع سؤال كيم :"ماذا تشربين!؟" و قبل أن تجبيه هي ، هو أجاب قائلا :"كابتشينو !"  همهمت له مبتسمة ،  ليذهب و يحضر لها ما أرادت ، جلس بجانبها ، بينما هي تشرب الكابتشينو خاصتها ، ثم قالت بعدما وضعت الكأس :" كيف حالك ؟ أعلم أنك تمر بوقت عصيب ! و انا اعتذر عن هذا !" بحزن اردفت نانا ،
نظر كيم نحو النافذة ثم قال بنبرة كانت ثقيلة جدا على قلب المستمعة :" ظننت انني لا أشعر بشيء ، لكني أشعر بروحي تحترق ، اتصدقي يا نانا  انها حتى لم تحتضني ، و دفعتني عنها ،كأني مجرد متوحش ، لم ترد البقاء معي بنفس المكان ! كم كرهت نفسي بعدها ، جعلتني أشعر كأني أجبرها على هذا و انني السبب في ابتعادها عن جاك ،  أنا لم اعد افهم شيء ، هل توقفت عن حبي ؟ او بالاصل هل احبتني حقا ؟ و ماذا سأفعل ؟ انا كنت افعل كل هذا فقط كي اكون معها و في الاخير تبين أنها لا تريدني ! يالها من خيبة ! أأنا سيء لتلك الدرجة ؟ احبنا مات و ذهب مرور الكرام ؟ هل حقا تخلت عني و أحبت جاك ؟ " صمت كيم ليسمح دموعه التي انسابت دون إرادة منه ، و نانا الاخرى لم تعي على دموعها ، هي لا تستطيع أن لا تحزن لحزن كيم ! فكيف محبوبها يتألم و هي لا ؟ توجهت نحوه و حضنته ، تعلم أن افضل شيء تفعله لشخص بهذه الحالة هو أن تشعره انك معه ! أن تقوم بحضنه و تشعره بالأمان ! أن لا تتركه يعاني وحده ! أن تسمعه لآخر كلمة دون مقاطعته ! أن تتركه يقول ما في خاطره !
دقائق مرت على ذلك الحضن الذي ساعد كل منهما كثيرا ،  شعر كيم براحة كبيرة بوجود نانا و التكلم معها ، هو ممتن لأن هناك فتاة مثلها ، عاد كل منهما مكانه لتقول نانا :" أعلم أنه صعب عليك ، لكن كما أخبرتك عليك أن تتخطى هذا ! انت لم تنال شيئا من كل هذا الحب الذي هو ليس حب ، فقط انظر حولك هناك اناس يحبونك و يستحقونك ، اتركها تعيش حياتها مع جاك فهي تبدو سعيدة معه ، أنا أخبرتك من قبل أن هذا ليس حب ، كل منكما وجد الاخر في فترة صعبة لذا كنتم ملاذا لبعضكم البعض ، عليك بالمضي قدما يا كيم ، و أنا دائما هنا و ابدا معك " بينما تمسك يده نصحته نانا و هي تتمنى ان يفعل ما قالته الان ، وضع كيم يده فوق خاصتها و قال :" اه يا نانا و من التي ساضحي من أجلها و من ساتنفس من أجلها ! لمن ساعمل ؟ لمن سأعيش ؟ هي كل حياتي !" ابتسمت نانا بيأس فقط تم الان تمزيق قلبها ، هو لا يراها و يبدو انه لن يفعل أنه يستمر بمعاملتها  و كأنها فقط صديقة ، نظرت نحوه و قالت بهدوء تام :" لو تنظر حولك فقط ستعرف !" ،لم يفهم كيم ما لمحت إليه نانا او تجاهل الأمر فحين تريد شخصا ما لن تهتم بمن حولك ابدا ، سألها هو بدوره كصديق :" و أنت كيف حالك ؟ و العمل كيف يسير ؟" ، شربت نانا من الكابتشينو و تنفست تحاول تعديل حالتها التي تدهورت ، اه يا كيم ماذا تريد أن تعرف ؟ عن الليالي التي بكيتها اشتياقا لك ! عن محاولتي الفاشلة بنسيانك ؟ عن حزني و اكتئابي اللذان أكلا كل صحتي ؟ عن قلبي الذي ينزف كل يوم ؟ ماذا اخبرك و ماذا اخفي ؟
كم أرادت أن تقول نانا كل هذا ، لكنها لم تستطع ابتسمت و قالت :" لاشيء جديد ، كما أن انتويو لا يزال ينتظر جوابك ! ماذا ستفعل معه ؟"  ، ارجع كيم رأسه للخلف فهو لا يريد التعامل مع انتويو لكن ليس له خيار اخر ، ثم قال :" سافكر بالأمر بعد أن نعود لندن ، هل تصدقي انني حاولت التغير للاسوء! لكن لم استطع !" لم ينتظر جواب نانا لانه بالفعل استقام و ذهب كي يحضر حقيبته ، ويغادر هذا المكان التي بات يخنقه فقد كانت باريس مدينة الفراق له ، لم تكن مدينة العشاق .

أدْمَنْتُ مَعْزُوفَةَ ٱَسِرِي !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن