# بِجَانِبِكْ 6

1.1K 24 1
                                    


أشْعرْ أنَ هَذِه المَرَة حُزْنِي عَمِيق ، عَمِيق جِدَا !

#بِجَانبِكْ 6 :

احيانا نريد فقط عدم تصديق الاخبار الفاجعة ، نريد فقط تكذيبها ، نفكر فقط في اننا في كابوس عندما نستيقظ يختفي ، نامل فقط اننا احسن لذلك الشخص الذي يمكن ان نفقده في اي لحظة ، نتمنى ان لا نكون اسأنا له باي شيء ، نريد فقط ان نضمه او نقبله للمرة الاخيرة فقط نشبع انفسنا لما هو بعد هذه الفاجعة ، هذا ما كانت تشعر به ايلا و هي في السيارة متجهة نحو المستشفى هي منذ ان علمت بالخبر و هي لا تعي على ما يدور حولها ، لا تستطيع تصديق ماذا يحدث الان ، فقط تريد الاستيقاظ من هذا الكابوس ، ابوها لم يكن الاب المثالي لها ، لكنه يظل والدها و هو من رباها ،من اطعمها ،من كساها من حماها،  باختصار هو عائلتها ، كيف ستعيش هكذا بعدما تفقد امها و ابوها ، و هل للحياة معنى دونهما ؟ هل يمكن لاحد ان يعوضهما ؟ هل سيحبها احدا كما فعلا ؟ هل ستكون لها عائلة اخرى ؟ بالطبع لا ، انهم كالعمر لا يتكرر مرتين !
تجري و تجري وسط المشفى بعدما علمت من اوني انه في غرفة  العمليات في الطابق الثاني و الدموع على وجنتيها لا تريد التوقف ، شهقاتها ألمت كل المرضى ، ارتجافها كسر كبرياء كل شخص رآها بتلك الحالة ، حتى ماري و مارت اللذان اوصلاها لم يستطيعا اللحاق بها هو لم يروها هكذا منذ رحيل كيم ، هل ستعيش مجددا نفس الفاجعة ؟ هل ستدخل لنفس الاكتئاب ؟ هل ستعود الى تلك الايام السوداء ؟ هل ستعلن الحداد لايلا السعيدة ؟ هذا مالا يريده اي احد ، فلن يستطيع احدا ان يساعدها للخروج منه ،
اخيرا وصلت الى الطابق الثاني ، تسرع للوصول الى الغرفة ،  وجدت اوني اخيرا ، هي الان تجلس مقابلة غرفة العمليات و تبكي بحرقة ،
ايلا :"اين هو ؟ اين ابي ؟ هل هو بخير ؟ ارجوكم اعيدو ابي انا لا استطيع خسارة شخصا اخر ، اوني اين هو؟ "  لتزداد شهقات كل منها و فقط صوت بكائهمن و دمعة مارت التي تملأ المكان ، ماهي ثواني حتى احتلت مكانها صوت اقدام سريعة قوية ، بالطبع انه هو ، يجري و يجري فقط ليكون بجانبها ، كيف لا يكون بجانبها في اصعب اوقات حياتها هو الان من اجلها فقط ، عندما سمع بالخبر المه قلبه فقط لانها ستتألم ، وصل ليجدها على الارض تبكي و شهقاتها تملىء المكان ، منظر لم يرق له بالمرة ، مشهد لا يريد ان يراها فيه مرة اخرى ، مشهد يريد فيه محي السيناريو و ان يغيره للافضل ، مشى نحوها ، ثم رفع رأسها المنحي ليقابل وجهه ، ارحع خصلاتها المتمردة للخلف و سط بكائها ، مسح دموعها ، ثم اخذها داخل حضنه ، حضن لم يكن عاديا لكل منهما ، لم يتوفر هذا الحضن فاي شخص غيرهما ، لم يجدانه فاي حضن اخر ، دقيقة ، دقيقتان ، قرن ، لم يعلما كم مر هذا الحضن ،
اقترب من اذنها وهمس لها :"انا بجانبك !!" ،
بمجرد سماعها لكلامه و بعدما هدأت قليلا عادت لتنفجر في حضنه قائلة :"انا لا اريده ان يذهب ارجوك لا تدعه يذهب..." لم تكمل كلامها لانه بالفعل اغمى عليها في حضنه !

أدْمَنْتُ مَعْزُوفَةَ ٱَسِرِي !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن