روايه " شيروفوبيا " لِـ الاء مسعود

شيروفوبيا الحلقة الثانية

شيروفوبيا ( رهاب السعادة )
"الحلقة 2"

•
•
•
•
•
•
•
•
•
•

______________________________________________________

( يرجع عمر من جوه يطلعلها البلكونه يلاقيها مخبيه وشها بين كفوفها وبتعيط بوجع يحط القهوه علي الترابيزة ويجري عليها بسرعه )
عمر : زينه انتِ كويسه ايه اللي حصل؟!!
( تفضل تعيط بخنقة يشيل ايديها من علي وشها ويبصلها في عنيها والدموع مغرقاهم يحس بأنو مضايق وتبدأ ملامحو تلين )
عمر : ايه اللي حصل بتعيطي كده ليه؟!
زينه : مافيش حاجه يا عمر خلاص
عمر : متأكده
زينه : ايوه
عمر : انا مش هضغط عليكِ، اشربي قهوتك وادخلي نامي شويه
زينه : حاضر
( وتشرب زينه قهوتها وتفضل باصه علي بلكونة إسلام بخنقه وتدخل تنام معيطه كالعاده، تصحي تاني يوم تطلع تغسل وشها وترجع اوضتها بسرعه تحط ميكب، تغير وتلبس هدوم خروج وتحاول تنزل قبل ما تقابل عمر لكن تخرج من الاوضة تلاقيه في وشها )
عمر : خارجه؟
زينه : اه يعني لو مكانش يضايقك
عمر : انا عايز نقعد مع بعض شوية قبل ما نمشي انا وسناء
زينه : بس...
عمر : مافيش بس، يلا انا بحب القعده في البلكونه
( تنفخ زينه وتروح البلكونه ورا عمر وتقعد ويقعد قصادها وتحاول هي تتجنب تبص في عنيه )
عمر : مش حابب انك بتكلميني علي اني مجرد معالج نفسي، مش ابن خالتك
زينه : انت عارف اني لا بحب الدكاتره ولا المعالجين النفسيين، ديمًا بيبقي كلامهم معقد وصعب وكبير عن مستوي الفهم وبيحسسو اللي قدامهم انو مجنون او هما اللي بيجننوه اصلا
عمر : ايه ده انتِ معبيه بقي😂
زينه : شويه 😂
عمر : طب حاولي تنسي كده اني معالج نفسي وبتاع، احكي معايا شويه مالك
زينه : شوفت انت عايز تستدرجني ازاي، مالي يا عمر هيكون مالي؟
عمر : السرحان الكتير والنوم الكتير ووشك الباهت اللي برضو باين رغم الميكب، طريقه كلامك وعصبيتك الغير مُبرره والوحده الدايمه حسب ما بيقولولي، تفتكري ده ايه؟
زينه : عايزني اريحك واقولك ان دي اعراض الاكتئاب مش كده؟
عمر : لا كده، وانتِ ريحتيني فعلًا ، سيبنا طب من ده، مش بتحسي كده أنك نفسك ف حد غريب تحكيلو كل حاجه لاول مره ويسمعك وبعدها متتقابلوش تاني
زينه : يااه انا بتمني الشخص ده كل يوم، بس لان الناس كلها فيها اللي مكفيها ومحدش طايق حد اصلًا ف ابطال الروايات دي مش موجوده ع الحقيقه
عمر : ممكن تعتبريني الشخص ده وتنسي اني ابن خالتك وممكن تشوفيني تاني وكده
زينه : منا كده كل ماهشوفك هتفكرني
عمر : تعالي قابليني ان انا افتكرت اصلا هو انا فاضيلك يا بت ولا ايه
( تبتسم زينه وتحس بجزء جواها بارتياح )
عمر : الحاله الوحيده اللي هفتكر فيها، لما انتِ تطلبي ده، وانتِ اللي هتقرري بس في الآخر، ماشي؟
زينه : ماشي
عمر : مبدأيًا، مش عايزك تحكي بداية الحكايه ولا حتي هو مين، احكي من اول ما الحكايه بدأت جواكِ انتِ
( تتنهد زينه بهدوء وتاخد نفسها )
زينه : الحكايه بدأت من اول ما بدأت احبو، المفروض اننا بدأنا بعلاقه سطحيه بعدين بقينا زي الصحاب بس مش جامد، ومع الوقت والحكاوي والتطورات بقينا اخوات، ووقفنا لحد هنا بس التطورات موقفتش عندي، مكانتو عندي مبطلتش تعلي وفضلت تعلي لحد ما حبيتو وبقي بالنسبالي كل حاجه
عمر : وهو
زينه : انت اكيد عارف ان عيون الانسان بتفضحو، من عنيه يبان انو بيحبني بيحب يشوفني كتير ويبصلي ف عيني ويسرح فيا ساعات، بس افعالو وكلامو لا، ومع الوقت لما حس اني بدأت احس بحبو ليا بقي يحاول يثبتلي عكس كده، بيقولي انو بيحب بنت اسمها هدير وبيلزق فيها بس باين عليهم انو لا! نظرتو ليها غير نظرتو ليا!
عمر : وتفتكري هو بيحاول يثبت عكس كده ليه
زينه : عشان مغرور ! كان عارف اني بحبو وبغير عليه وتعرف كان بيغيظني ب مين؟ ب رقيه صحبتي! ممكن نكون بنتكلم عادي ويقولي رقيه احلوت! هي رقيه عامله ايه؟ رقيه مش جيالك؟! انا بسببو كنت شويه وهكره صحبتي!! اي استوري بنزلها لاصحابي البنات لازم يعلقلي عليها كرهني فيهم كلهم!
عمر : وانتِ؟
زينه : والله مفتكرش انو قاللي كلمه حلوه واحده، لو زعلني ممكن يسيبني شهر شهرين تلاته عادي ولو انا متكلمتش ممكن يسيبني اكتر مش هتفرق، عمرو ماخد الخطوة وسأل هو عني ولو سأل بيبقي عايز حاجه، يسألني عن هدير او عندو مشكله عايز يحكيهالي او بيبقي ليه هدف عمومًا يعني
عمر : بيحكيلك انتِ ليه ؟
زينه : من كتر ما هو منطوي ومنعزل مالهوش حد حتي مالهوش صحاب، وكل اللي قرب منو مستحملهوش وبعد تاني، ف مكنش ليه غيري وده اللي خلاني متمسكه بيه لآخر لحظه بس هو متمسكش بيا، فضلت اشد الحبل لوحدي لحد ما ايدي اتشوهت!
عمر : فهمت انتِ ليه بقيتي منطويه الفترة الاخيره
زينه : حاولت متطبعش بطبعو بس مقدرتش
عمر : لما بنحب حد غصب عننا بنتطبع بطباعو
زينه : كان نفسي انا اللي اغير فيه واغيرو للأحسن بس هو محبنيش ف مأثرتش فيه وحصل العكس معايا ، حبيتو واتغيرت للاسوأ شوفت الدنيا!
عمر : وعلاقتكم عامله ازاي دلوقت
زينه : عدت سنين يا عمر ع الحال ده، وانا اتهلكت ومع الوقت اتقفلت، ازازتي اتملت لاخرها خلاص وطاقتي خلصت، بكلمو عادي بس انا جوايا تعبان
عمر : وفين المشكله في النقطه دي اللي بتواجهك
زينه : مش قادره انساه حاسه اني مش عارفه اعيش حياتي زي الطبيعي حاسه اني ديما مخنوقه وردود افعالي عصبيه ديمًا
عمر : وحاليًا مشاعرك اي نحيتو
زينه : الواحد مننا لما بيجيب اخرو من حد وبيتقفل منو مبيبقاش طايق يبص ف وشو حتي، وهنا بيفكر العقل وبيجمع كل الافكار السلبيه والايجابيه وبيفتكر الذكريات الحلوة مع الوحشه وبيبدا يقرر، لو العقل قرر أن البُعد كان واجب ولازم ف كده كده انا بعدت، لكن لو العقل استنتج أن كان الحلو اغلب من الوحش هيبدأ هنا تأنيب الضمير والقلب يرجع يحن، لكن ف الحالتين مافيش فرصه للرجوع انت فاهمني لان هو مش هيتغير ! للاسف انا عقلي استنتج أن قرار البعد كان واجب بس قلبي لسه بيحن يعني الاتنين سوا! وبرضو هرجع لنقطه ان مافيش فرصه اني ارجع زي الاول
عمر : كل دي ذبذبه ناتجه عن حدوث شيء غير متوقع وهو انك اتقفلتي مره واحده بس لسه بتحني لايامكم وذكرياتكم حتي لو الوحش فيها اكتر من الحلو بس لازال فيها حلو، واحب اقولك ف النقطه دي أنك لو عايزة تنسي الذكريات اللي عيشتيها الحل الوحيد ان حد يجي يديكي بشومه علي دماغك يخليكي تفقدي الذاكره!
زينه : يعني اي
عمر : يعني عمرك م هتنسي، هتفضلي تفتكريه، مع الكلام مع الاماكن مع الاغاني مع المواقف هتلاقيه ف كل التفاصيل
زينه : انت كده بتطمني يعني ؟!
عمر : بالعكس، لو تستني عليا في الكلام انا عايز اوصلك فكره أن هيجي يوم ويحصل معاكي كل ده وهتبتسمي أن ده كان مجرد شخص عابر كويس او مش كويس في حياتك وولا هيفرق معاكي اصلا، والذكريات الوحشه اللي شوفتيها معاه بتبقي موجوده عشان تعرفك الحلو، يعني مثلا مش هتحسي بطعم الاكل العادي أن طعمو حلو غير لما تدوقي المخلل، ايًا يكن من الناهيه كده هي فترة وهتعيشي حياتك بعدها طبيعي وهتحبي تاني ويمكن اكتر من حبك ل ده كمان
زينه : بعد كل اللي حكتهولك واللي بوصفهولك! طب بلاش، هعرف احب تاني ازاي وانا اتهلكت ف حبي معاه!
عمر : لما يجي الشخص المناسب هيرجع قلبك جديد من الاول تاني وكأنو محبش قبل كده وهتكون عندك الطاقه اللي تعرفي تحبي بيها
زينه : مش هنساه
عمر : الشخص المناسب هينسيكي
زينه : انا مش هقبل ادخل حياتي حد تاني اصلًا!
عمر : لما يجي الشخص المناسب هيدخل حياتك من غير اي مقدمات ولا استأذان منك اساسًا
زينه : الشخص المناسب الشخص المناسب! الشخص اللي انت بتقول عليه ده مش موجود! مافيش حاجه اسمها ال perfect person! مافيش حد كامل مكمل عشان يقدر يرد الروح لواحده مُهلكه!
عمر : مقصدش انو يكون كامل مكمل ، احنا عاملين زي لعبة ال puzzle كلنا جوانا فراغات، لكن كلنا جوانا حته زياده ، الحته الزياده دي مش بتناسب غير قطعه واحده بس، يعني بني ادم واحد بس، وبالنسبالي الشخص المناسب هو قطعة ال puzzle المناسبه اللي الحته الزياده اللي فيها تقدر تملي الفراغ اللي جواكي، والعكس صحيح اكيد لان كل حاجه بتبقي بالتبادل، علاقتك بيه عباره عن أن قطعة ال Puzzle بتاعتو مافيهاش القطعه الزياده اللي تناسب الفراغ في قطعة ال Puzzle بتاعتك، هو مرتاح معاكِ لكن مش مريحك
زينه : انا كلي فراغات يا عمر
عمر : قهوتك بردت
( تتعصب زينه وتبص بعيد )
عمر : كفايه كده دلوقتِ، ها ايه رأيك انسي ولا اخليني فاكر؟
زينه : انسي طبعًا
عمر : اوامرك ياستي
زينه : شكرًا ياعمر خففت حمل من جوايا بجد، اسفه علي إنفعالي عليك وتهربي منك
عمر : ولا يهمك يابنت الخاله بس ايه رأيك، انفع مش كده؟😂
زينه : تنفع الصراحه بس متنفعش ف الاقناع
عمر : مش هتقتنعي بكلامي ده دلوقت، الوقت هو اللي هيقنعك
زينه : مش عايزة اقتنع، كفايه اني حكيت وخلاص
عمر : كنتِ نازله رايحه فين
زينه : اااه صح رقيه
عمر : يلا قومي روحيلها افراج 😂
زينه : حبيبي الله يخليك 😂
( تظبط شعرها وتطلع تجري علي برة تلف ووهي بتربط الكوتشي تبص لعمر بابتسامه )
زينه : شكرًا مره تانيه يا دوك💙
عمر : لا شكر علي واجب يا ست 💙
( تنزل زينه ويطلع عمر الاجنده بتاعتو )
عمر : اول خطوة عشان تبدأ في تحسين اللي قصادك، هو انك توجعو بالحقيقه. وجع الحقيقه صعب بس مش اصعب من العيش في الوهم لفتره كبيره وترجع تكتشتف حقيقة ان ده كان مجرد وهم ، بيبقي احساس كأنو سباق وانت بتجري علي اخر مافيك من حيل عشان تسبق، ويصادف في طريقك طوبه تكفيك علي وشك تسففك التراب، ولان سرعتك كانت كبيره ف جرحك كان اكبر. اول خطواتنا نجحت يا زينه، اسف اني بعالجك من غير م تحسي، بس مقدرش مساعدكيش قبل ما تدخلي في اكتئاب حقيقي خايف عليكِ من نتايجو 🖤

( تنزل زينه تروح ل رقيه وبعدين تروح كليتها وهي مضطره وتخرج منها متعصبه يشوفها محمد مضايقه ف يروحلها يكلمها من ضهرها )
محمد : انا محمد عشان انا تعبت م الضرب😂
زينه : عايز اي ياعم
محمد : مالِك؟
زينه : بكره الكليه وبكره الزحمه والناس الكتير وبكره الشوارع والمشاريع وبكره حياتي عايزني ابقي مبسوطه!
محمد : مش انتِ اللي حابه تبقي وحيده؟
زينه : مين حابب يبقي وحيد؟
محمد : انتِ! لانك مكنتيش كده يا زينه انتِ كنتي اسرع حد بيتأقلم وبيكون صداقات وانا عارفك من زمان مش من يومين، لكن من ساعة م دخلتي الكلية ودي تالت سنه ليكِ مشوفتش معاكي مخلوق حتي
زينه : خلاص ي محمد سيبني ف حالي وروح شوف شوية العرر بتوعك
محمد : ماشي ياختي
( تمشي زينه وتروح علي المكان المعتاد المخصص ليها، يعدي وقت غروب الشمس وترجع بيتها بهدوء وفتور، تدخل تيجي عنيها في عين امها تحس بالزعل جواهم ف تقرب منها )
زينه : مكنش قصدي اللي حصل امبارح، بس انتِ مش مصدقه اني مكنتش مع حد واني كنت لوحدي علي البحر بجد
منال : انا ام يا زينه، لما الاقي بنتي اتأخرت ومحدش يعرف عنها حاجه ومش عارفه اوصلها عاوزة احساسي يبقي عامل ازاي
( تحس زينه بالاسف وتحاول من جواها تقولها انا اسفه لكن تحس بحد بيخنق فيها ف تدخل اوضتها تاني بسرعه، تفضل تعيط كعادتها وتغير هدوم الخروج وتلبس هدوم البيت، تسمع صوت حد بيخبط علي الباب)
عمر : مش هتتغدي؟
زينه : لا يا عمر ماليش نفس
عمر : افتحيلي اشوفِك
( تتلغبط زينه وتقوم تحط ميكب بسرعه علي وشها وتفتح الباب )
عمر : انتِ كويسه؟
زينه : اه
عمر : عايز نكرر قعدتنا سوا دي تاني قبل م امشي
زينه : مش دلوقتِ ياعمر انا عاوزة انام
عمر : نامي بس هنتكلم بكره
زينه : حاضر
( يمشي عمر ويروح اوضة مروان ويكمل شغلو، تفتح زينه تليفونها تبص علي شاتها هي وإسلام متلاقيهوش كلمها، تقفل تليفونها وتنام ونفس الاسأله اللي بتسألها كل يوم لنفسها تسألها للمره المليون، الشوية اللي الانسان بيفكر فيهم قبل النوم دول قادرين يدمروه! او عشان اوضح، التفكير عمومًا بيدمر. تصحي تاني يوم تحاول تتجنب عمر وانها تحكيلو حاجه وتنزل بسرعه )
منال : ها يا عمر يا حبيبي، ناوي تعمل ايه مع زينه
عمر : كأنها حاسه اني جاي عشان اعالجها وبتهرب مني.
منال : مش مطمنه علي البت دي ابدًا، ده ياخويا لو ابوها وامها ماتو مش هتبقي في الحاله اللي هي فيها دي
عمر : متستهونيش بأي احساس بتحسو ياخالتي، انك تستهوني بحزنها ده ف حد ذاتو ممكن يأذيها اكتر، اول خطوة بالنسبالي نجحت وان زينه ترتاح ف الكلام معايا ده كويس، وانا واثق لو القعده دي اتكررت يبقي الباقي كلو سهل.