انتهى الامر

7 1 0
                                    

( سيكون الحديث في هذا البارت من لسان هايمي )

انه يوم جنازة ام مايكل ..لا استطيع ان اصف مدى حزني عليها وعلى ابنها

اشعر بالذنب ...بالقلق...بالضيق ...اشعر بالاسى على نفسي وعلى امي ففي النهاية نحن سبب موت افضل شخص دخل على حياتنا ...وسبب تعاسة اكثر شخص احببناه في حياتنا

دخلنا إلى قاعة الجنازة ..لايوجد الكثير من الناس هنا لتقديم التعازي ..

هاهو ذا ..ومن غيره مايكل عيناه ذابلتان جسمه نحيل في تلك البدلة السوداء....لم استطع النظر حتى في وجهه الشاحب حتى بسبب الخجل من نفسي ومن تصرفاتي

تقدمت وامي بخطى متثاقلة إليه قدمنا له التعازي

لن اكذب ..تمنيت في هذه اللحظة ان يرفع عينيه وينظر عليه

لكنه لم يفعل لم يحصل بيننا اي تواصل بصري ...وانتهى بنا الامر بالخروج دون التحدث معه حتى ..يبدوا انه يكرهني الآن ..لا يبدوا انه يكره كل عائلتي ...لن الومه ابدا فأنا الأولى اكره نفسي الآن

وبينما نحن خارجتان من القاعة لمحت اب مايكل يدخل ...فتساءلت : كيف يمكنه القدوم إلى هنا ؟؟ اي جرأة لديه ؟؟ يا له من وغد لعين

لكن شكله كان عكس الوجه الذي كنت أراه امام المدرسة  ..كان يبدو حزينا ..عيناه حزينتان ...مالذي يحصل هل يشعر بالذنب؟ ..عقلي لا يستوعب اي شيئ الآن ..

تبعته إلى الداخل فالفضول قتلني

فور ان رآه مايكل ركض اليه مسرعا وبدأ بالبكاء وبالضرب على صدره بخفة فهو لا يملك طاقة ليضربه بقوة وقال: مالذي احضرك إلى هنا ؟؟ هل تذكرت عائلتك الآن بعد فوات الأوان ؟؟ انت من قتلتها صحيح؟؟ كيف تجرؤ على الحضور إلى هنا ؟ هي لا تمتلك ضغينة ضد اي احد ..انت عدوها الوحيد في هذه الارض ..لقد كانت طيبة لماذا فعلت هذا ؟؟

بدأ والده بالبكاء كذلك لقد صدمني هذا وقال بصوت خافت يملأه الندم والحسرة : آسف آسف جدا ..لم اعلم مالذي فعلته في تلك اللحظة ...لم اشعر حتى وجدت دماءها بين يدي ..وهي تقول دع ابني وشأنه ..لقد ظننت انك ستكون مصدر رزق سهل لي...اعمى الطمع بصيرتي لم اشعر بأي شعور حتى وجدت ذلك الملاك الصغير بين ذراعي ميتا ..لقد قتلتها دون ان اشعر ...نسيت كم اعتنت بي وكم قاست من اجلي ..نسيت كل ايامي السعيدة معها قبل ان افلس واصبح مدمنا..انا لا استحق العيش ..انا هنا لكي اطلب منك العفو فقط يا بني ...مع انني لا استحقه ولا استحق ان اناديك بولدي  ..ارجوك استدعي الشرطة ودعهم يأخذوني من هنا...لقد سئمت من نفسي ومن افعالي ...اريد ان اعاقب شر عقاب على كل مافعلته فأنا استحق ذلك ..وارجوك عش حياة سعيدة نزيهة مع كل من تحب ..

بدأ مايكل بالصراخ والنحيب بصوت اعلى من ذي قبل : انت مجنون ..تريد العفو ...انت مختل...لقد قتلت مصدر سعادتي ..لقد قتلت حياتي والآن تطلب العفو ..يجب عليك ان تذهب إلى الجحيم لكي تعوض عن اخطائك..اذهب إلى الجحيم ..فحتى السجن والقضاء لن يفلح معك

اتصلت بالشرطة التي كانت تحرس المكان فقد كانو يحققون في قضية القتل هذه بالفعل ..هاقد قبضوا عليه ..وانتهت هذه القضية بطريقة غير متوقعة

لقد تمزق قلبي بسبب ذلك المشهد إلى اشلاء...لا اعلم ان كنت سألتقي مايكل من جديد ...على الاقل كأصدقاء ..انه اكثر شخص ساعدني واحبني واحببته ...يبدوا اننى سنفترق بسبب هذا الحادث المؤسف

هاهو الدخول المدرسي للفصل الثاني  ..بلغت ومايكل سن ال 18 بالفعل فهو عام جديد

غاب مايكل عن المدرسة حوالي اسبوعين ..لم يتصل بي ولم يتواصل مع اي شخص آخر..حتى ان هاتفه مغلق  ...
عندما طرقت امي باب منزله لم يفتح ..انا خائفة عليه ..لم استطع ان اواسيه كما واساني من قبل ....اشعر بالذنب الشديد

بعدها بفترة عاد إلى المدرسة ولكن بشكل متقطع..اعتقد انه يعمل في دوام جزئي ما لكي يسدد ثمن معيشته ..انه يرفض الحديث مع اي احد ..كما انه يرفض كل من يقدم له المساعدة 

استجمعت قوتي اخيرا وذهبت للحديث معه...اتمنى ان تكون نتيجة الحوار هذا ايجابية ..

قمت بقرع جرس منزله مع امل ان يفتح ..حدثت المعجزة وفتح الباب

مايكل : " اوه هايمي مرحبا " قالها بطريقة عادية ورسمية

فرددت بنبرة ودودة قليلا لتلطيف الجو :" كيف حالك ؟؟ هل تحتاج إلى مساعدة ما ؟؟"

"لا انا بخير شكرا على السؤال"

تقدمت واعطيته بعض الكراريس:" مايكل انها دروس الايام التي كنت غائبا بها ..لقد لخصتها من اجلك"

" ماكان عليك فعل هذا ..ولكن شكرا على كل حال"

وحاول اغلاق الباب ..لكنني منعته من ذلك قائلة:" انتظر لحظة...اردت ان اقول شيئا اسمعني إلى الاخير من فضلك ..هل انت بخير حقا ؟؟ هل لا أزال صديقتك على الاقل ...ان كنت تريد كرهي فاكرهني ولكن لا تكره امي احسنا ..ارجوك لا تثقل كاهل امي اكثر ..فلترد عليها وتقبل مساعدتها على الاقل ..فهي تقوم بمساعدتك لكي تخفف من الم صدرها ..انها تلوم نفسها يوميا كما انها لا تنام الليل بسبب هذا الموضوع  ..لقد خرجت من المنزل في ذلك اليوم ..

"كفااا"هذا ما صرخ به مايكل لمقاطعتي واكمل:" لا تلومي نفسك ارجوك ..كما انكِ لا تزالين صديقتي ماخبرتك به ذلك اليوم كان بسبب الفزع والهلع فقط ..انا لم اقصد اي كلمة مما قلته كما انني لا اتذكر ما قلته..لكنني لا ازال بحاجة للبقاء وحدي قليلا ..اخبري الجميع انني بخير واخبري والدتك ان لا تشغل بالها بهذا  ..الخطأ ليس خطأها وليس خطأكِ كذلك ..يمكنك ان ترتاحي ..كما ان حبي لكِ لن يتغير ابدا...لذلك ادخلي الآن الى منزلك وارتاحي ولا تشغلي بالك اكثر ..لا تهتمي بي واهتمي بدراستك فقط ..فدراستك اهم مني بكثير

واقترب مني واحتضنني ثم دخل إلى المنزل

ذهبت مسرعة إلى المنزل واخبرت امي بما حصل

فاخبرتني بأن الم صدرها لن يخف الى ان ترى مايكل سعيدا بعينيها  ووعدت انها ستكون ام مايكل الثانية وانها ستعامله كابنها كي لا يشعر بفراق الام 




بداية جديدة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن