الفصل الثاني

484 13 2
                                    

الفصل الثاني

تغيرت نظرات حاتم فجأة وأصبحت نظرات مظلمة أربكتها بشدة ، ليتحدث بلهجة أثارت الرعب داخلها وقد رسم أبتسامة علي وجهه غير طبيعية : هل ترغبين في معرفة هوية من كان في حجرتكم ليلة امس ؟

ابتلعت تغريد ما في حلقها بصعوبة بالغة ، وقد اصفر وجهها لشدة من ذلك الموقف ، شعرت بدوار في رأسها لتضع كفها علي رأسها بألم ، استقام حاتم سريعًا ما إن رأي ذلك ليحضر كوب ماء ويساعدها علي الارتشاف منه ، بيننا تراقبه تغريد بنظرات خائفة لتنصدم بشدة بسبب ردة فعلها فقد انفجر ضاحكًا فجأة بينما ينطق من بين ضحكاته : ماذا بكي يا تغريد ، لما أصفر وجهك فجأة ، لقد كنت امزح فحسب ، انتِ تصدقين بسرعة ليس وكأنكي رأيتي أحدًا بالفعل البارحة

تسارعت أنفاس تغريد ، عندما اعتلت الحدة ملامح وجهه مرة أخري في نهاية حديثه ، لكنها حاولت أن تبعد عنها الشبهات لذا حاولت أن تضحك معه بطريقة مصتنعة حتي يستطيع تصديق حديثها لتنطق ببعض الارتباك : كلا كلا بالطبع كلا لم أقل هذا لقد كنت امزح فقط لا غير 

همهم حاتم بعدم اهتمام ليعود إلي مقعدة ليضع أنظاره واهتمامه بأكمله علي الاوراق التي كانت بحوذته والحاسوب الذي أمامه ، راقبته تغريد باهتمام وهي تحاول أن تلتقط أي شئ يفيدها من تلك الوراق التي امامها حتي تستطيع معرفة هوية عمله علي الاقل ، لكنه انتبه لوجودها فقد تناسي الأمر ليتحدث بلهجة هادئة : حسنًا يا تغريد بإمكانك الرحيل الآن حتي تسطتيعين تجهيز أي شئ ينقصكي

كم يربكها تغيير لهجات صوته بتلك الطريقة لكنها وقفت سريعًا وكأن كلماته تلك طوق نجاة في بحر عميق وهي لا تستطيع السباحة ، لتحاول الرحيل بعدما اعطته ابتسامة صفراء ، لا تشعر ابدًا بالراحة لذلك الشخص الغريب ذو التصرفات العجيبة عكس ما كان واضحًا عليه ليلة امس ، اتجهت نحو الباب ، وقبل ان تخرج اوقفها صوته سريعًا عندما تذكر أمًر مهمًا قد تناساه : مهلًا يا تغريد ما الذي كنتي ترغبين في السؤال عنه قبل أن امزح معكي

تصنمت تغريد مكانها لتلتفت له بالعرض البطئ وكأنها تنتظر هجوم الوحش عليها في احدي افلام الاكشن او الرعب ، لكنها سرعان ما تمالكت نفسها ، ظلت تحاول التوصل إلي كذبة تستطيع قولها له وتكون مقنعة لأنها إذا أخبرته انه لا يوجد شئ سيعلم انها تعلم بشأن ذلك الشخص غريب الاطوار الذي دلف ليراقبهم قليلًا ويغادر ، نطقت ما إن جالت في بالها فكرة ربما يصدقها حاولت أن تخرج نبرتها ثابتة قدر المستطاع وقد نجحت في هذا : اعلم انه ليس من شأني ، لكني فكرت أن أقوم بسؤالك فحسب من دواعي الفضول ليس إلا ، لا بأس إذا لم تكن ترغب في الإجابة

رمقها بنظرات جامدة ، ليلتفت مرة أخري نحو أعماله ، بينما امتعضت ملامح وجهه لسؤالها عن ذلك الأمر الذي قام بتعكير مزاجه منذ الصباح تنهد لينطق بلهجة جليدية : هذا ليس من شأنك بالفعل يا تغريد ، من الافضل أن تذهبي إلي الخارج الآن من أجل التأكد من عدم نسيانك لأي شئ قبل أن ترحلي

ظلام قلب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن