الفصل التاسع

145 11 2
                                    

الفصل التاسع

ما إن انهي كلامه حتي أرتمت تغريد عليه معانقة إياه بشدة ، صدم جلال بشدة من سرعة مسامحة تغريد له لكنه بادلها العناق فورًا وقد ابتسم براحة لحصوله علي صغيرته ، لكن كالعادة السعادة لا تدوم للاسف فلم تمر عدة ثوان حتي سمعوا صوت ارتطام شئ بالارض وصراخ ليل المرتفع باسم عمها قاسم

ابتعدت تغريد عن جلال سريعًا ووقفت بفزع كما فعل جلال ، خرج جلال مسرعًا بشدة وقلبه ينبض بعنف فتلك ليست صرخة عادية هنالك كارثة قد حدثت ، اتبعته تغريد فورًا ليجدا قاسم ملقي علي الارض ، ووجد شقيقيه يتابعانه بصدمة دون أن يتحركا ، جعله هذا يصرخ بهم معنفًا إياهم : هل تمزحون معي هل ستفقون للمشاهدة قوموا بحمله سريعًا وقوموا بالاتصال بالطبيب

افاق كلاهما علي صوته ليهرولوا ويقوموا بحمل قاسم إلي اقرب حجرة بينما تولت ليل أمر الاتصال بالطبيب الذي هو فرد من العائلة بالنسبة إليهم فقد كان والده صديق مفضل لجلال وعندما توفي اكمل ابنه مسيرته الطبية واعتبره جلال ابنًا له ، اخبرها انه سيأتي فورًا ولا داعي للقلق ، اتجه جلال لليل سريعًا ليسألها عما حدث واوصل قاسم إلي تلك الحالة ، أجابت ليل ببعض التوتر : لا أعرف يا جدي السبب الحقيقي لما حدث ، لكنه كان سيدخل إليك لكنه فجأة توقف لفترة طويلة نوعًا ما بصدمة ، وكنت سأساله ما الذي حدث لكني وجدته قد وقع ارضًا

تبادل جلال النظرات مع تغريد وقد فهما الأمر برمته ، فما حدث له كان بسبب صدمته الكبيرة عندما سمع أن تغريد ابنة له ، وهذا بالفعل ما اخبره به الطبيب ما إن وصل ، وقد كان قاسم قد افاق ، أشار لها جلال بأن تتبعه ، دخل إلي الحجرة واتبعته تغريد بخطوات بطيئة مترددة ، دخلت خلفه ونظر الجميع لهم بتعجب سوي قاسم الذي ابتسم ابتسامة خفيفة وأشار لها أن تأتي له ، اقتربت منه ببعض القلق لكن قلقها تلاشي ما إن عانقها قاسم بشدة وقد ظهرت علي ملامح وجهه الارتياح

حدث كل ذلك أمام أنظار كلًا من علي ومحمود الذين يتابعون الأمر بتفاجؤ أشار لهم إن يتبعونه بصمت ، وقد نفذوا أمره دون أي اعتراض ، ما إن خرجوا وجدوا الجميع هنا وقد عادوا من عملهم بالفعل ويغمرهم شعور القلق علي عمهم ، أخبرهم جلال بأن يجلسوا وسيقوم بشرح الأمر برمته لهم ، صدم الجميع بشدة ، ولكن صدمتهم كانت ممتزجة بسعادتهم لعودة تلك الصغيرة إلي البيت ، والتي بعد رحيلها مباشرة حزن الجميع ولم يعد البيت كما كان

بينما كان ثائر يجلس بعيدًا عن أنظار الجميع وعيناه مليئة بالحزن ، رأته ليل من بعيد وقد تعجبت بشدة من حاله فلطالما لامها علي سذاجتها ذلك الوقت وانها السبب في مقتل شقيقته فلما إذن يغمره الحزن الان ، انسحبت من بين الجميع والذين كانو منشغلين بالتحدث عن تغريد وحاتم ومنتظرين خروجها من الحجرة حتي لا يدخلون هم وتفزع منهم وحتي يتركون للاب والابنة فرصة للتحدث علي انفراد دون تدخل منهم ، وبالطبع من كان أكثر من يرغب مقابلتها علي وليل ومحمود وثائر فقد كانت قريبة منهم جدًا ، تقدمت ليل منه بخطوات بطيئة وهي ترجو إن لا يصرخ في وجهها كما يفعل دائمًا فهي بطبعها لا تحب أن تري شخصًا حزينًا وتقف مكتوفة اليدين ، وقفت اخيرًا أمامه رفع ثائر عينيه بدهشة حتي يري من ذلك الشخص الذي أتي له ، لتزداد دهشته اضعافًا عندما رأي ليل أمام وجهه ، تحدثت ليل بارتجاف رغمًا عنها ، خائفة من أن ينهرها في اي ثانية : ثائر ما بك لما انت حزين لقد عادت تغريد يفترض بك ان تكون سعيدًا بعودتها لما الحزن الان

ظلام قلب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن