الفصل الثالث عشر

83 7 1
                                    

الفصل الثالث عشر

أنهت ليل عملها سريعًا واتجهت إلي تغريد الشاردة الذهن ، ولكنها لم تسألها فهي تعرف تغريد جيدًا ستخبرها أن تلك خصوصية المريض ولا يمكنها أن تروي لها أي شئ ، أخذت ليل تحاول المزاح معها حتي تنتشلها من شرودها وقد نجحت بفعل ذلك بالفعل

ما إن وصلا إلي البيت ، حتي ودعت تغريد ليل وصعدت علي الفور إلي حجرة خالد ابن عمها وابن محمود ، حتي تطمئن علي أمر تلك الفتاة التي حدثته عنها ، طرقت علي الباب ليفتح خالد لها سريعًا كادت تتحدث ، لكن خالد سبقها وتحدث لانه يعرف بالفعل ما الذي تريده : لا تقلقي لقد انهيت الامر تمامًا والفتاة الان بأمان

زفرت تغريد براحة فكم كانت قلقة علي تلك الفتاة المسكينة التي لم يكن ذنبها أن تأتي في عائلة مريضة تخرج غضبها في اطفالها ، لاحظت تغريد عدم وجود دنيا صديقتها ، فقد كانتا تتقابلان كثيرًا جدًا وهي تزورهم ودنيا تزورها ، وراها خالد أكثر من مرة وفي مرة قرر الاعتراف بمشاعره ، تذكرت تلك الليلة التي مرت من سنتين تقريبا

كانت دنيا تجلس بجوار تغريد في قصر تغريد بينما يتبادلان الحديث ، فقد اعتذرت دارين منهما بسبب عدم استطاعتها علي القدوم بسبب شقيقها ، ابتسما لها واخبراها بأنه لا بأس

في نفس التوقيت ، كان خالد يتحدث في الهاتف بانشغال بينما ينزل علي درجات السلم بخطوات سريعة ، توقف فجأة عندما لمح دنيا وهي تجلس مع تغريد ، اغلق الخط مسرعًا مع من كان يتحدث معه

وقد لفت ذلك الفعل أنظار تغريد ، هل ما تفكر به صحيح ، نظراته لها تشعرها انه يحب دنيا ، ارتباكه ما إن يراها أمامه ، ترك أي شخص كان يتحدث معه لمجرد رؤيتها أمامه

ابتسمت تغريد ابتسامة غير بريئة بالمرة ، ووقفت حتي تغادر لتترك لهم فرصة الحديث ولو لثوان فقد لاحظت ان حتي دنيا تبادله النظرات ، وقررت انها ستبظل كل ما بوسعها حتي تجعل خالد يتجرأ ويتحدث معها ، نطقت وهي تصتنع ملامح الضيق : دنيا انا اعتذر لقد نسيت هاتفي في الاعلي ساتركك لثوان فقط سأذهب لإحضاره وسأتي مسرعة 

اتجهت إلي السلالم ولم تفوتها ابتهاج ملامح خالد ، وخجل دنيا الواضح ، صعدت إلي الاعلي بخطوات سريعة ، ولكنها لم تتركهم بالكامل فقد وقفت في مكان تستطيع أن تستمع إلي حديثهم ، وفي مكان خفي حتي لا يستطيع احدًا منهم رؤيتها

في الاسفل ، تحمحم خالد بارتباك ، وهو لا يعرف ماذا يقول ولكنه تحدث بهدوء محاولًا إخفاء لهفته عنها كما المعتاد : كيف حالك يا دنيا

ابتسمت دنيا واخبرته بنفس نبرته انها بخير ، ظل خالد ينظر لها بشرود ، مما جعلها تخجل بشدة وقبل أن تقول اي شئ ، تحدث خالد فجأة بتسرع : دنيا هل تقبلين أن تتزوجيني؟

شهقت تغريد في الاعلي وقد صدمت من سرعة حديثه ، لم يختلف حال دنيا كثيرًا عنها ولكنها ظلت ترمش عدة مرات غير قادرة علي استيعاب ما سمعته ، استطاع خالد رؤية ذلك بوضوح ، وقد تفاجئ هو ابضًا من تهوره ، لكنه نطق بثبات يحاول إخاف إرتباكه من إجابتها : انا اخبرتك كلماتي تلك بدون أي تفكير طويل ، واعرف انك قد صدمتي من حديثي لكنني أريدك أن تفكري بهدوء وتخبري تغريد بإجابتك ، فلتأخذي وقتك كامل في التفكير ، لا تتسرعي يجدر بي الرحيل الآن ، سانتظر ردك إلي اللقاء 

انهي تلك الجملة وغادر بلمح البصر تاركًا دنيا شاردة وغير قادرة علي استيعاب ما قاله الأخر، نزلت تغريد وقد أظهرت لدنيا انها سمعت كل شئ ، وبدأت بمضايقتها بذلك الأمر ، حتي استطاعت دنيا اخيرًا الاعتراف بمشاعره وتم زواجهما منذ سنتين

افاقت من شرودها والذكريات التي كانت تتذكرها علي كلمات خالد الذي نطق بريية : ماذا هنالك يا تغريد هل انتِ لا تزالين حية ام ماذا ؟!

نظرت له تغريد بضيق ولم تعلق علي ذلك ، لكنها سرعًا ما رددت بغضب : اين دنيا يا خالد الن تكف عن إحزانها ابدًا

رمش خالد عدة مرات بدهشة ، ولكنه سرعان ما استوعب الامر لينطق بملل : احزنها ماذا يا حمقاء ، هي ذهبت لزيارة شقيقها ووالدتها وستعود غدًا صباحًا لبس أكثر 

شعرت تغريد بالإحراج من تسرعها لذلك تركته ورحلت مسرعة وهي غاضبة للغاية من نفسها بسبب تسرعها الذي يجعلها تقع في المشاكل ، بينما جلس خالد يضحك عليها بشدة وذلك جعل إحراجها وغضبها من آلامر يزداد
______________________________________________________________
في اليوم التالي مارست تغريد عملها باعنيادية شديدة لم يحدث أي شئ جديد وقد قررت تجاهل أمر شقيق دارين الان فهو محق علبها احترام خصوصية المريض حتي إذا كان شقيق رفيقتها

لقد كانت تغريد تتنتظر قدومه بشدة ، ولسبب هي لا تعرفه ، مر اسبوع كامل ولم يأتي مؤيد ، عرفت تغريد انه من المؤكد انه ذهب إلي طبيب أخر وخذا حقه في الواقع لا يمكنها لومه

فبالطبع كان قلقًا من أن تخبر شقيقته عنه رغم كونه لم يخطئ بالمرة ، لكن عملها لم يتأثر بشرودها حتي أنها بدأت تتناسي أمره ، وبالطبع كما اختفي فجأة ظهر مجددًا فجأة وكالعادة كان آخر حالة لديها

وجدتها يدخل الحجرة ويديه مضمدة يبدو انها قد كسرت ، عقدت حاجبيها بدهشة وقد شعرت بالفضول ما الذي حدث له ، جلس أمامها وقبل أن تعلق قاطعها ناطقًا بتعب واضح : تغريد انا احتاج مساعدتك الامر متعلق ب.......

يتبع
________________________________________________________________
رائيكم 🥺❤

توقعاتكم للأحداث ❤

ملحوظة : الرواية قربت تخلص خلاص ❤

ظلام قلب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن