[12].

278 32 3
                                    

مجددًا تنظر لشاشة هاتفها ، لقد اتصل خمس مراتٍ متتاليه
انه اليوم التالي بالفعل وهي بمكتبها لكن عقلها لا يكف عن التفكير بليلة امس

هي لم تجيب ولم تفكر بالأجابه
كانت غاضبه للغايه منه ، بل غاضبة من ذاتها اكثر لما فعلته..
تشعر بالأسى لذاتها

دخل مكتبها تايهيونغ بملامحٍ لم تقرأها ثم قال بصوتٍ قلق

" سولين..يونغي بالخارج ويريدك ، حاولت منعه لكنه اصِّر ".

شعرت بالثلج يسري بعروقها ومسحت على وجهها ، لا تصدق بأنها على وشك مقابلته

" اخبره بأنها ذهبت ، اختلق عذرًا تاي! ".

حك مؤخرة رأسِه قبل ان يبتعد قليلًا فتلمح سولين جسد يونغي الواقف على مسافه بعيده ، ينظر للأسفل ولا تقدر على رؤية ملامحه حتى

" اعتقد..بأنه يحتاج التحدث إليكِ حقًا..اضافةً انه مكان عمل ".

قال مبررًا وهي اطلقت تنهيده عاليه قبل ان تنهض وتأخذ خطواتها على الأرض بعنفٍ
اقتربت منه وحينها رفع رأسه ، تلاقت اعينهما وظنت بأنها ستظل غاضبه
لربما كانت ستصفعه او ستخبره عن كيف يكون اخرقًا..
ستلقي سيلًا من الكلمات الجارحه عليه لتشفي غليلها ، لكنها تنظر لهُ فقط

نطقت فجأة بصوت جامد

" انه ليس مكانًا للزيارات يونغي ".

لم ينطق بحرفٍ ، ظل ينظر لها وهي تنظر لوجهه..لقد كان مبعثرًا للغايه وهي مثلت عدم معرفة وفاة والدته
يرتدي الأسود تمامًا وهذا يوضح شحوب لون وجهه

" اريد الحديث معكِ ".

قال بعد صمتٍ ، صوته يبدو كصوت لم يتحدث منذ سنين ، تنهدت سولين بأستياء ثم قالت على مضض

" لا يوجد بيننا حديث ".

عيناه تملك الكثير لتقوله ، لكنها تجاهلته وارتدت قناع الجمود الذي لطالما اخفى الكثير عنها

" سولين ".

قدم يده لها ثم اكملَ

" لنتحدث خارجًا ".

اخذت خطواتها مبتعدةً عنه للخارج وهو لحقها
التفت له طالبةً منه الحديث
اخرج من جيبه ورقة مطويه ثم قربها لها

نظرت للورقه بشكٍ ثم لعينيه قبل ان تفتحها وتبدأ ملامحها بالتغير تدريجيًا

" لقد..جائت منحتك ".

قالها بصوتٍ امتلأ بالكثير ، وهي رفعت رأسها له بغير تصديق

" وصلت ليلة امس.. ".

اردف وهي جلست على المقعد غير مصدقةً
سولين متخرجه منذ سنوات ، لكنها رغم عملها الثابر في الجامعه لم تحصل على المنحه..

لم تفقد الأمل ودرست سنتين لتحضر الماجستير والآن جائت المنحه التي لطالما انتظرتها لأعوامٍ
وهاهي الان بين يديها ، لكنها لا تشعر بحلاوة انتظارها

جلس يونغي امامها على ركبتيه وامسك يديها ، ظن بأنها ستسحبها وتصده لكنها ظلت ثابته

" سولين.. انظري لي ".

رفعت بصرها لعيناه بعد مده ، يبدو غريبًا للغايه
ان تعيش مع شخص لأعوامٍ وتظن انك تعرفه حث المعرفه..لكنه فجأه يبدو غريبًا للغايه

" ستسافرين حسنًا؟ لازال المال الذي ادخرناه سويًا بحسابي البنكي ، ستأخذينها وتبدأين حياتكِ التي لطالما تمنيتها ".

ابتسامه خفيفه رُسمت على وجهه وهي لم تجد حديثًا لتقوله ، يبدو طبيعيًا رغم ما حدث بينهما
ليس وكأنه كان مع فتاةٍ اخرى ، او انه جرحها منذ شهور

" انني اعرف ان يداي كانت هشه للغايه لدرجة انني اضعتك من بينها ".

اردف بعدما مد يده لشعرها يبعده عن وجهها

" وانني اعرف ان يداي لن تجرؤ على سحبكِ مجددًا هنا ".

امتلأت عيناها بتلك اللحظه بالكثير من الدموع ، وهو رفع جسده يعانقها بشدةٍ لكنها لم تتحرك

" اشعر بالنقصان دونكِ..لكنني لن اجعلكِ تشعرين بالنقصان ابدًا ".

رفعت يدها تبعده ثم نهضت ، ظل ينظر لها منتظرًا اي شيء..اي جمله قد تقلل من شجنه

وكأنه يحاول حفظها لكنها انهت هذا التواصل البصري بالتفاتها


عيناها لا تتوقف عن ذرف الدموع ، لقد تماسكت لفتره طويله للغايه
منعت نفسها من الحزن واقتنعت بأنها تجاوزته ، لكنه يحطم كل دفاعاتها بحديثه..


يتبع..

مِثالي || Perfect✓.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن