الفصل الثاني عشر : ظل متتبع

14.6K 1.3K 1.8K
                                    

كان الصمت ثقيلا كحال الاجواء، الجميع حذر وصامت ومتوجس منتظرين أجابه تجعلنا عنوان النميمة، إجابة ترضيهم لنصبح حكاية الفترة القادمة، والعنوان الأول لمدونة المدرسة كحال نيكس الذي يظن انه يلتقط الصور خلسة..

وأنا لم أكن لأسمح بشيء كذلك، ليس لأجل روبين التي كذبت واخفت عني أمر كهذا.. بل لأجل نفسي

لن اسمح لجايكوب أن يسخر مني قائلًا الفتاة التي تدافعين عنها دائما خذلتك، ولم اكن سأصدقه لولا ردة فعلها المصدومة، وارتجاف ميلا أمامي.. "أجل أعلم"
قلت أرفع رأسي بغطرسة وثقة بينما اطالع عيون جاكوب التي انطفأ بها وميض الاستمتاع، كمن سُكِبَ عليه ماء بارد، كانت خسارته واضحه كسخطه وعدم تصديقه للأمر أيضًا..

"حقًا!!" نبس بنبره ساخرة يطالع روبين بطرف عينه، بللت شفتي بلساني أقترب منه أكثر لاكزه كتفه بسبابتي

"أجل لذا أترك الطرق الرخيصة هذه، جربت الامر سابقًا مع ميلا وانتهى الأمر بك بعلاقة مثلية مع أدم، فلماذا تريد تجربة جنوني!" نبست بإبتسامه شامتة، لن أكون سخرية الجميع هنا ابدا، ساقلب الطاولة

عيناه نظرت لي بثقل قابضًا على فكه بشده، نظر لروبين مجددًا وأبتسم أكثر إبتسامه صفراء متغطرسة "إذًا العاهرة الصغيرة تخبر صديقتها عن ما تواجهه" نبس..

كلا لا تقول... انها مخادعة

"الجميع مكانكم" صرخ الأستاذ حين دخل لكني وجايكوب لم نقطع حرب النظرات بيننا كان يحاول أن يثبت أن كلامي غير صحيح، يريد أن يجعلني اتراجع عن كلامي وأقول الحقيقة، لكني استمريت بتحديق به رافضة الخضوع وتأكيد وجهه نظره، كان صوت الأستاذ مجددا هو ما جعلني أقطع تواصلنا.. هل اقتله!!؟

والتقت عيناي مع روبين التي بدت هادئة رغم توترها الذي ظهر بعيناها، معطيه اياي نظرة 'دعيني أفسر' لكننا لم نكن في وضع مناسب لسماع التبريرات، أنا لا أفهم لما أخفت عني شيء كذلك، الغضب منها ليس بالأمر السخيف، هي تعرف بمشاعري تجاه جاستين لذا كان عليها أخباري..

لكن السؤال المهم هو ما الذي يفعله جاستين في منزل روبين!!؟؟ الأمر غريب ولا يوجد أي تفسير منطقي له ....

الوقت كان يمر ببطئ كزحف الحلزون على ساق الشجرة، بطيء وممل ولا يوجد تركيز بتاتا، كانت أفكاري تتقاتل داخل رأسي باحثة عن تفسير يرضي القلب والغرور، والغصة متكورة في بداية حلقي، أنا وثقت بها لما فعلت ذلك!!...

ما الهدف من أخفاء شيء كهذا عني.. نظرت لجاستين الذي بدى غير مهتم لما حدث قبل قليل كأن الأمر لا يعنيه وكأنه ليس بطل الحدث، كعادته كان بارد هالته مظلمة، مخيفة تجعلك تنفر منه وتحذرك من الاقتراب منه، الجميع يهابه ويخاف منه، وللحق هذا طبيعي

أن تكون بالقرب من شخص لا تسطيع تفسير أو فهم مشاعره أمر يوتر في حد ذاته، فما بالك لو كان هذا الشخص حاد الطباع بالأساس وعيونه الرمادية تسرق أنفاسك من الرهبة ، ،شعره الأسود يغطي جبينه نظراته الفارغة معلقه نحو السبورة، رمشه الثقيل ابتلاعه لريقه جاعلا من تفاحه أدم تصعد وتنزل...

The Devilsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن