الفصل الثالث

27.1K 1.2K 13
                                    

ذهبت كاسيا إلى غرفة الجلوس حيث كانت تجلس دوماً مع أمها .

وهناك وقفت عند النافذة تنظر إلى الساحة في الخارج بعينين لا تريان .

هل من الممكن حقاً ان يتصرف أبوها بهذا الشكل ؟

لقد كانت مصممة على ألا تخضع لإرادته . ولكنها ، في نفس الوقت ، كانت خائفة . فقد كانت تعلم أن أباهـا لـم يصل إلى القمة دون استعمال العزيمة وكذلك القسوة في أغلب الأحيان .

و لطالما كانت تفكر في أنه كان يجهد نفسه في العمل لأنه كان يحب زوجته . فقد كان مصمماً على ان يمتلك كل شيء ضحت هي به بزواجها منه . وكان الشخص الوحيد الذي كان بإمكانه القيام بمواجهة السير رولاند ، هو و زوجته .

وكاسيا تتذكر جيداً مهارة أمها في إقناعه ، سواء بإعطائها شيئ تريده ، أم بفعل شيء لا يريده . ولكنها تعلم أن ليس بإمكانها أن تفعل نفس الشيء .

وفكرت يائسة ، لو أن أمي فقط ... كانت حية ... لما تركته يتصرف بذلك الشكل المخيف . إن بإمكانها ، من ناحية ما ، أن تفهم مشاعر أبيها ، فهو قد بنی امبراطوريته بجهده الخاص ولهذا فهو خائف من ان تتبدد أو تتحطم بعد موته .

وأخذت كاسيا تروح وتجيء في الغرفة وقد تملكها القلق ، شاعرة بأنها على وشك أن تفقد السيطرة على نفسها .

وبدأت تفرك يديها بيأس كعادة الشرقيين ، ولكنها ما لبثت أن حدثت نفسها بأنها ابنة أبيها ، وأن لها عقلاً يمكن أن يهزمه في هذه الورطة ، وعليها أن تستعمله .

وأخذت تتساءل مرة بعد مرة ، عما بإمكانها أن تفعله ، لقد قال ان ليس بإمكانها إعالة نفسها . وعاد إلى ذاكرتها صوته يقول ساخراً . ( ليس بإمكانك ان تكسبي قرشاً واحداً ولو صعدت إلى القمر . ) وفكرت كاسيا في ان هذا ، لو كان صحيحاً ، فلماذا إذن تعلمت وتثقفت كل تلك السنوات وعادت إلى البيت حاملة كل أنواع المكافات ؟

فقد كانت تشعر ، وهي عائدة من باث ، بزهو لا مثيل له فقد كانت الأولى في صفها في خمس مواد .

والآن ، وهي تفكر في ذلك ، تذكرت بأن والدها لم يكن منبهرا بذلك كما كانت تأمل .

فقد قال لها : « هذا حسن جدأ ، أما الآن فيجب ان تبدأ بالتفكير في ما ستلبسينه عندما تستقبلك الملكة في قصر باكنغهام . »

والآن ، أخذت كاسيا تقول ان لي عقلا جيدا ، ان عقلي ذو كفاءة بطبيعة الحال ، وأنا ساثبت له انه مخطيء ، وان بإمكاني أن أقف على قدمي ، وأختار زوجي بنفسي .

وعادت تتمشى في الغرفة ، وأثناء ذلك وقعت نظراتها على الصحيفة الملقاة على مقعد امام المدفاة .

وتناولت صحيفة مورنينغ بوست بتكاسل .

كانت تعلم أنها تحوي صفحة للاعلانات ، قد تجد فيها شيئا يهمها .

[مكتملة✓] المربية الحسناء و الدوقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن