الفصل الرابع

23.9K 1K 13
                                    

و لم يندهش لقولها هذا لأنه كان باديا عليه الفضول لشخصيتها هذه الغير العادية ، ما جعله يسير معها إلى الباب .

ولكنها لم تكن تريده أن يراها تعبر الحديقة إلى بيتها . وهكذا صافحته ، ثم سارت مسرعة في الشارع ، وساورها شعور غير مؤكد بأنه واقف يراقبها .

وهكذا تعمدت أن تسير حول الساحة إلى حيث بيتها .

وما أن استدارت عند أول زاوية ، حتى حجبتها أشجار الحديقة عن مجال الرؤية .

ولتتأكد من أن احدا لن يراها ، نزلت إلى القبو حيث انتظرت امام باب المطبخ عدة دقائق . ثم عادت فصعدت مرة أخرى لتسير إلى الباب الأمامي فقرعته ، وفتح لها الخادم الباب ، وعندما دخلت الردهة ، سألته : « هل السيد في مكتبه ؟ »

أجاب الخادم : « كلا ياسيدتي ، لقد خرج . »

وكان هذا ما كانت كاسيا تريده ، وهكذا صعدت إلى غرفتها مباشرة لقد كانت هي وأبوها مدعوين هذه الليلة إلى حفلة تقديم فتاة إلى المجتمع وكانت كاسيا قد صممت على ألا تكون مستعدة قبل ان يكونوا حقاً في انتظارهما عند ابتداء حفلة العشاء .

فقد كانت ترى أن أباها لن يجد وقتاً للشجار معها أثناء تلك المسافة ، القصيرة في العربة .

قالت تخاطب خادمتها الخاصة : « أريد ان اتناول فطوري صباح الغد في غرفتي يامولي . وليكن الساعة الثامنة . »

فأجابتها الخادمة : « أليس هذا الوقت مبكراً بالنسبة اليك يا سيدتي ؟ ستكونين متعبة بعد حفلة الليلة . »

أجابت كاسيا : « انني لا انوي التأخر في الحفلة . ثم ان أبي يرافقني وهو يحب العودة مبكراً . »

وكان هذا صحيحاً ، لقد كان السيد رولاند سيسر أن يرى النجاح الذي تحرزه ابنته في الحفلات التي تدعى إليها .

ولكن كثرة تحديقه إلى ساعته في الحفلة يجعل كاسيا تشعر بالذنب على الدوام .

ولكنها حدثت نفسها بأنه ينبغي عليها الاستمتاع بالحفلة هذه الليلة قدر إمكانها . فهي ستكون آخر حفلة تذهب إليها ، وذلك لوقت لا تعرف مداه .

ولكنها كانت تعلم أن كثيراً من العمل ينتضرها صباح الغد مادامت عربة الدوق ستأتي لاخذها الساعة العاشرة من منزل صديقتها في إيزلينغتون .

عندما نزلت من غرفتها ، كان أبوها بانتظارها .

وكانت تبدو غاية في الجمال في أحد أثوابها الرائعة لتي كانت اشترتها لحفلة تقديمها إلى المجتمع . ولما لـم يراها منذ خرجت من مكتبه أمس ، فقد كانت واثقة من أنه يظن نفسه قد كسب المعركة محدثاً نفسه بأنها قررت تشغيل عقلها .

وقد يكون ظن أنها تركت أمر تدبير مستقبلها إليه كما كان يتدبر أمورها وكل ما يتعلق بها حتى الآن .

[مكتملة✓] المربية الحسناء و الدوقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن