الفصل الرابع عشر

17.6K 956 20
                                    

وصل الدوق عائداً إلى القصر بعد الخامسة مباشرة ثم توجه  إلى غرفة الاستقبال .

فتح الباب موشكا أن ينطق بجملة ( آسف لتأخري ) .

ولكن الدهشة تملكته عندما لم يري أحدا.

وظن انهما لا بد انهما انتهيا من تناول الشاي ثم خرجا ، ولكنه عندما نظر إلى المائدة ، وجد الطعام لـم يمس .

قرع الجرس فأسرع رئيس الخدم إلى جانبه .

« أين سيمون والآنسة واتسون ؟ »

«  لم يعودا بعد . يا سيادة الدوق . »

فقال الدوق وهو يرفع عينيه إلى ساعة الحائط : « لم يعودا بعد ؟ لقد تأخرا كثيرا »

"لقد كنت اتساءل عما حدث لهما ، يا سيدي . »

« اذهب وانظر إذا كانا في الاسطبل . »

فابتعد رئيس الخدم مطيعاً ، بينما سار الدوق نحو النافذة ، وهو يفكر في كاسيا كما كان يفكر فيها طوال العصر .

لقد كان اعترف بينه وبين نفسه ، أنه مغرم إلى حد لم يعرفه في حياته .

ولكنه لم يكن واثقاً مما سيفعل إزاء ذلك ، كان يعلم ، حيث أنه استلم الدوقية حديثاً ، أن أسرته تتوقع منه أن يتزوج من امرأة نسبها يعادل نسبه وذات مركز اجتماعي .

اما أن يتزوج إحدى خدمه ، فهذا شيء لا يمكن التفكير فيه ، إن بإمكانه أن يتصور مقدار الهلع الذي سيصاب به أفراد أسرته حينذاك .

أدرك أن الحب بدأ يتسلل إلى كيانه منذ اللحظة التي وقعت فيها عيناه على ذلك الوجه الصغير .

كما كان يدرك أيضاً أنه لم يقابل قط من قبل امرأة تثير الاهتمام مثلها .

فقد كانت ذكية إلى درجة غير عادية ، كما انها مثقفة وقارئة جيدة ، ذلك أنه لم يكن بإمكان أحد أن يفهم مشكلة سيمون ويعالجها إلا إذا كان ذا مهارة غير عادية .

فقد كان التغير في شخصية الصبي ، مذهلاً ، وكان يعلم ان اقرباءه ، إذا عادوا فرأوه ، لن يصدقوا أعينهم .

كيف يمكن ان يكون هو نفس الصبي الذي اخذوا يطردونه واحداً بعد الآخر ، لأنه كان من التمرد بحيث لم يستطيعوا السيطرة عليه ؟

وكان على الدوق ان يعترف بأنه ليس هو الذي وصل إلى هذه النتيجة ، بل مربية سيمون .

مربية ... مربية ... وبدا وكأن هذه الكلمة تكرر نفسها مرة بعد مرة في عقله .

فهي تعتبر من خدمه  يدفع لها أجر خدماتها ، فكيف يستطيع ان يتزوجها ؟ كيف يتصرف نحو من يحب ؟

وعاد يعترف لنفسه متسائلا ، إني احبها ، فماذا بإمكاني ان اصنع ؟ وسمع شخصاً يدخل غرفة الجلوس ، فادار رأسه بلهفة ولكنه لم يكن سوى رئيس الخدم عائداً وهو يقول : « اخشی ان تكون هناك اخبار سيئة ، يا سيدي . »

[مكتملة✓] المربية الحسناء و الدوقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن