الفصل الثاني عشر

19.4K 911 10
                                    

أبعد سيمون صحنه ونهض من أمام مائدة الافطار قائلاً : « إنني سأذهب لأساعد السيد بينيت بالنسبة إلى الأجور . »

فابتسمت كاسيا وهي تقول : « هذا جميل منك . لقد قال إنك ساعدته كثيراً أمس . »

فقال : « إنني لن أتأخر . أين ستكونين ؟ »

فأجابت : « في غرفة الموسيقى . »

فقال : « آه ، هذا أحسن . »

ثم توجه نحو الباب . وما ان أغلق الباب خلفه ، حتى سألها الدوق : « ما سبب هذا كله ؟ »

فابتسمت قائلة : « كنت أعلم أنك ستندهش ، ولكن بما أن سیمون يهتم بالنقود كثيراً ، فقد اقترحت عليه أن يساعد السيد بينيت في عد أجور الخدم ، وهي عملية طويلة حالياً بالنسبة إلى كثرة عدد العمال هنا »

فأخذ الدوق يحدق إليها وكأنه لم يفهم ، بينما استمرت قائلة : « إنك تعلم أن السيد بينيت يحسب أجرة كل شخص بالفضة ، وهذا معناه عمل كثير ،قال إن سيمون بات ماهراً ذلك ، إنه لم يكد يصدق بأن سيمون قد أصبح خبيراً  بمختلف أنواع القطع النقدية بهذه السرعة . »

فقال الدوق : « إنه إذن ، درس في الحساب ؟ »

ابتسمت قائلة : « طبعاً ، وسأخبرك بشيء آخر أكثر إثارة من هذا . »

« وما هو ؟ »

« تذكرت أنني قرأت مرة أن الموسيقيين هم موهوبون بالحساب ... وأمس عزفت لسيمون بعض الألحان على البيانو فاستطاع أن يعاود عزفها على الفور تقريباً وذلك بأصبع واحدة ، »

فقال الدوق : « لا نهاية لمفاجاتك ، يا أنسة واتسون . فهذا ما تقومين به منذ جئت إلى هنا من اسبوع . "

فسألته : « هل ما مضى أسبوع واحد حقاً ؟  إنني لا أكاد أصدق ذلك بالنسبة لكثرة ما حدثت من أمور . »

« و لا أنا ، وهذا هو السبب في أنني أريد أن أتحدث إليك .."

وكان في صوته معنى عميق جعلها ترفع بصرها إليه بدا وكأنهما هما الاثنين ، يتحدثان دون كلمات .

وإذا بالباب يفتح ويدخل رئيس الخدم قائلاً للدوق : « إن مراقب عمال البناء يريد أن يتحدث إلى سيادتك .."

فقال الدوق : « إنه الرجل الذي كنت أرسلت بطلبه . هل جعلته ينتظر في غرفة المكتب ؟ »

"نعم ، يا سيدي .. "

« أخبره بأنني سأحضر حالا . »

فسار رئيس الخدم نحو الباب ، بينما أنهى الدوق قهوته ونهض واقفاً وهو يقول لكاسيا : « لا أظن أنني سأكون هنا أثناء الغداء هذا النهار إذ علي أن أذهب مع هذا الرجل لرؤية إحدى المزارع البعيدة ، فالمنزل هناك في حالة لا ينفع معها إصلاح حتى ليكون من الأفضل أن يهدم للأرض ثم يعاد بناؤه من جديد ..."

[مكتملة✓] المربية الحسناء و الدوقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن