في شتاء عام 540 ق.م ، كانت الأجواء دافئة للغاية على عكس المعروف عن الشتاء ، لم تكن لتبحث عن الدفء فالنيران في كل مكان ، الجبال باتت متفحمة بعد ان اعتادت على أن يكسوها البياض و أينما تَحُط القدم فثمَّ الرماد ، حتى السماء باتت ملتهبة متشظّية لعقود طويلة .
كان هذا الخراب هو ما خلفّته الحرب ضد تارتاروس " إله الدمار والحرب " وأيضا ملك الشياطين وحاكمهم منذ آلالاف السنين .
تم ذبح البشرية كلها على يده وأولئك الذين تمكنوا من النجاة اصبحوا مجرد أجساد بلا عقول ، أداة أو أوعية يستخدمها تارتاروس لإنجاب المزيد من الوحوش والشياطين للعالم .
لم يبق من جيش المقاومة سوى ناجٍ واحد ، خياره الوحيد هو أن يستمر في المحاربة حتى يلفظ آخر أنفاسه .
استمر صراعه ضد جيش الشياطين وحيدا خمس سنوات طوال لم يستطع فيهم تحديد هل انتهى ذاك الشتاء المشؤم أم لا حتى جاءت اللحظة المنتظرة أخيرا في شتاء عام 535 ق.م ..
" تارتاروس ، إله الدمار ظهر في ساحته أخيرا "
كانت الحرب في أوجّها بين آخر بشري على قيد الحياة وشياطين تارتاروس المنتشرة في كل مكان ، صحيح أن بطلنا عاش لخمس سنوات يقتل بعضهم وينحر الآخر ولكن لم يستمر ذلك لوقت طويل ، ففي تلك اللحظة الذي تكلف فيها إله الدمار بإظهار نفسه ، كان بطلنا بالفعل يلتقط آخر أنفاسه على الأرض .
" يبدو وكأنك تعاني هنا ، دعني أساعدك يا فتى "
قال هذا الإله. ممسكا برأسه واضعا اصبعا على جبينه .
" منحتك المزيد من الوقت قبل رحيلك ، حتى يتسنى لنا الحديث "
أضاف تارتاروس ولكن لم يجد إجابة على حديثه لذلك استمر قائلا :
" حسنا أيها البشري ، ذكرني ماذا كان أسمك ؟ "
" ليس من شأنك " .
أجاب محاربنا غاضبا عاقدا جبينه .
" حسنا كيم تايهونغ " قال تارتاروس مبتسما بسخرية " هل تعرف أنك البشري الأول والوحيد الذي شكل لي عائقا لوقت كبير ! ، حضورك وقوتك غير عاديين سأعترف بذلك ، كما أنك ذكي مما جعلني آتي بنفسي لرؤيتك قبل أن ترحل وتعلن إنقراض بني جنسك " .
لمرة أخرى تجاهل تايهونغ حديث تارتاروس .
" يقولون أن وحده الأحمق من يدخل حرب يعلم أنه الخاسر فيها ولكن في رأيي ؛ أولئك الذين يستسلمون مباشرة بسبب الخوف من أعدائهم ليسوا أكثر حكمة منه ، الأحمق أختار أن يقاتل حتى آخر شهيقٍ له أما هم ليسوا سوى مجرد ضعفاء ، وأنا أكره الضعفاء . "
أنت تقرأ
The Emissary : المبعوث
Fantasía" وعلى مرقَص الأرواح المراوغ ، يتدخل القدر اللعوب " All Rights Reserved © جميع الحقوق والأفكار محفوظة لي الكاتبة © " لا أسمح بالنسخ أو الأقتباس " Started February 2022 , Ended April 2022 .