٦. تقرب

3.7K 176 893
                                    

قراءة ممتعة.

_______________

اراح آكازا خده في كفه وهو يجلس متربعاً على حافة النافذة، حسناً، هذا بالتأكيد مضيعة للوقت، فهو لم يكن يتوقع بان يكون كيوجيرو نائماً عندما قرر الظهور الليلة.

مما كان امراً ساذجاً، حقاً، فالبشر ينامون بالليل اليس كذلك؟ كان عليه ان يأخذ ذلك بعين الاعتبار نظراً لان القمر عالٍ في السماء مما يشير الى ان الآن هو منتصف الليل، لكنه نسي ان يفكر بمثل هذا الأشياء وعقله مُبتلى بشيءٍ واحدٍ مؤخراً، كيوجيرو.

لم يكن يعرف سبب رغبته بالمجيء الى هنا، او لِمَ أراد رؤيته، كان يتصرف بفعل غريزته وحسب بدلاً عن التفكير السوي، نادراً ما ينغمس آكازا برغباته ولكنه بدا انه يفعل ذلك كثيراً مؤخراً، فهو يعلم انه من الخطر المجيء الى هنا، قد يكون هناك بضع الهاشيرا في نفس الوقت وهو لم يكن يبحث عن عراك، فقد وعد كيوجيرو بانه لن يقتل احداً هنا وعليه ان يفي بوعده.

وعلى الرغم من كل ذلك، هو لا يعرف لِمَ وجد نفسه هنا الآن.

لم يتمكن من منع نفسه من القفز الى داخل الغرفة والمشي نحو السرير ليلقي نظرة اقرب، مرةً أخرى، آكازا ينغمس في رغباته مجدداً لهذه الليلة.

امال برأسه وهو يحدق بجسد الهاشيرا النائم، كان صدره يصعد ويهبط بايقاعٍ مع أنفاسه، بدا مسالماً جداً وهو هكذا، هادئ، عادي، أحاط شعره الناعم وجهه المستدير المسترخي، من المؤسف ان آكازا افسده.

شعر بوخزٍ طفيفٍ من الذنب وهو ينظر الى الضمادات الملفوفة حول رأس كيوجيرو، لم يكن مضطراً الى إصابة عينه، اليس كذلك؟ اختيارٌ سيء، ولكن كيوجيرو لا زال يبدو جيداً بغض النظر.

بل جميلاً حتى.

ابتلع وانكمش وجهه، لا ينبغي ان تكون تلك كلمة يستخدمها هو ليصف كيوجيرو، الامر غريب.

اطلق نفساً، لقد جاء لرؤيته وقد فعل، حان الآن وقت المغادرة، فهو يشاهده منذ ساعتين ولا يبدو انه سيستيقظ في أي وقتٍ قريب، فكر آكازا باحداث بعض الضوضاء لايقاظه ولكن ذلك كان شريراً جداً حتى بالنسبة له، يحتاج كيوجيرو الى الكثير من الراحة او لن يتعافى ابداً.

"ساراك لاحقاً اذاً، كيوجيرو" تمتم لنفسه وهو يستدير ويمشي الى الامام، وضع يده على حافة النافذة استعداداً للقفز من خلالها ولكن صوتاً اوقفه في مساره.

"ظننت انك لن تغادر ابداً"

ادار آكازا رأسه الى الخلف بسرعة وظهرت العروق على جبينه على الفور، "هل كنت مستيقظاً طوال الوقت؟" قال، منزعجاً بشكلٍ واضح.

"وماذا ان كنت كذلك؟" سأل كيوجيرو وهو يرفع نفسه ببطء ليجلس بالسرير وانعقد حاجباه بألم، هذه دائماً مهمة صعبة، "ما الذي ستفعله حيال ذلك؟"

فراشة اللهب - Akaza x Rengoku (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن