٣. لقاء غير متوقع

3.5K 185 491
                                    


قراءة ممتعة.


______________


لم تكن الأيام تمر بسرعة، او، ليس بالسرعة التي أرادها كيوجيرو ، تنهد بثقل وهو مستلقٍ على سريره، كم يوماً مضى منذ ان استيقظ الآن؟ خمسة؟ ستة؟ لقد فقد العد. استدار ليمينه ليواجه سيفه مرةً أخرى، والذي لم يزله عن فراشه منذ ان استيقظ، التفت أصابعه من حول المقبض وسحبه الى صدره، لا يمكنه الانتظار حتى يتمكن من النهوض والقتال مرة أخرى.

سيقوم بمطاردة القمر العلوي الثالث الى حدود الأرض ان كان عليه ذلك.

ومض في ذهنه زوجٌ من الاعين الذهبية المذعورة عندما فكر به، الشيطان، بدا خائفاً، خائفاً جداً من الموت عندما امسكه كيوجيرو في ذلك الوقت، كيوجيرو لا يعرف مدى وعي الشياطين، فهو لم يدرسهم ابداً، تلك كانت هواية شينوبو، ولكن الرعب الذي رآه في عيون الشيطان في تلك الليلة لا مجال للخطأ به، كان من الواضح جداً ان الشيطان يخشى على حياته، كما لو انه لديه عواطف ويمكنه الشعور بالاشياء من حوله، وجد كيوجيرو ذلك غريباً بعض الشيء، معظم الشياطين التي واجهها من قبل كانت تتصرف مثل الحيوانات بلا وعي، بقصد القتل والأكل فقط، وكيوجيرو لم يكن يجد أي نوعٍ من العواطف عندما كان ينظر في اعينهم، لم يكن يتوقع ان تكون الشياطين قادرة على الشعور بالمشاعر.

"آههه" تأوه كيوجيرو وهو يمسك بالمخدة ويسحبها فوق رأسه، لا فائدة من التفكير بذلك، لا يهم، لربما يكون الأمر مهماً بالنسبة لشينوبو، قد يساعدها ذلك في دراساتها حول الشياطين، ولكنه بالتأكيد لا يهمه هو، الشيء الوحيد الذي يهم بالنسبة اليه هو انه بحاجةٍ للعثور على القمر العلوي الثالث والقيام بقتله.

وذلك، سيفعله، حتى وان كلفه الامر حياته مرةً أخرى.

ازال الوسادة من فوق وجهه ليحدق بالسقف من فوقه، حسناً، وماذا الآن؟ الامر ممل! كيوجيرو ليس لديه شيءٌ ليفعله وهو مقيدٌ بهذا السرير، ولا يمكنه النهوض او المشي حتى الآن، الحركة الوحيدة التي يمكنه القيام بها هي ارجحة ذراعيه خلفاً واماماً، وحتى القيام بذلك كان مؤلماً الى حدٍ ما، دواء الألم الذي قدمته إياه له شينوبو وشك على النفاذ، وكيوجيرو متأكدٌ من انه اجتاز الجرعة المحددة الكثير من المرات، هو يشك بان شينوبو ستوافق على إعطائه دواءً جديداً في أي وقتٍ قريب، وبمعرفته بها، من الأرجح انها ستوبخه لانه لم يستمع الى تعليماتها بوضوح وستقول بانه يعيق شفاءه، ولكنه لا يستطيع المقاومة، الألم لا يُوصف.

كانت زيارات طلابه القصيرة بين كل حينٍ وآخر الشيء الوحيد الذي يبقيه عاقلاً بين هذه الجدران الأربعة، الاستماع الى قصصهم، ومهامهم، آآه، كم يتمنى ان يكون معهم، يوجههم ويدربهم، ان يمضي الوقت معهم، تمنى لو انهم كانوا يزورونه لوقتٍ أطول ولكنه لا يستطيع ان يلومهم، فالجميع لديه مهامه وحياته الخاصة للاعتناء بها، ها، هو يفتقد الامر كثيراً، يفتقد الذهاب في مهام، يفتقد أصدقائه والأكثر من كل هذا يفتقد عائلته.

فراشة اللهب - Akaza x Rengoku (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن