فراشة اللهب - Akaza x Rengoku (مكتملة)

١١

قراءة ممتعة.

____________

كان آكازا جائعاً.

كان يتضور جوعاً في الحقيقة وكأنه في مجاعة لم يأكل منذ سنوات، كانت زيارات كيوجيرو، بقدر ما يحبها، مرهقة، كانت تجهده لأنه لم يأكل ولم يكن لديه الوقت الكافي للأكل، فالوقت الذي يضيعه آكازا في انتقاء الوجبة المناسبة يفضل امضاءه مع كيوجيرو.

ولكن حتى هو لديه حد، كان يتضور جوعاً والليلة سيصطاد.

توهجت عيناه في الظلام وهو يجلس على السطح ناظراً من خلال نافذةٍ تقود بوضوحٍ الى غرفة نوم احدهم، شابٌ قوي، عضلي، مغذي، الوجبة المثالية.

لعق شفاهه عندما بدأ اللعاب بالسيلان من حواف فمه وزمجرت معدته، شعر بانه قد مضى وقتٌ طويل منذ ان اكل، قفز من خلال النافذة وكان خلال الغرفة في ثوانٍ.

نظر آكازا الرجل في السرير الذي كان نائماً بكل طمأنينةٍ وسلام، توهجت عيناه وهو يقترب منه، فتح فمه وظهرت انيابه الحادة كالسكاكين مستعدة للانقضاض على فرسيته، تتوق لاختراق اللحم الدافئ، لقد كان سريعاً جداً لدرجة ان الرجل لم يستيقظ ابداً، لم يكن ليفعل لانه مات بسرعة، مات اثناء موته، ذلك اكبر سلامٍ يمكنه منحه اياه آكازا.

تدفق الدم من الجرح الذي احدثه في عنق الرجل، رائحة الدم الطازج جعلت لعابه يسيل بغزارةٍ اكبر، انقض كالوحش وبعضة واحدة بسيطة مزق عنق الرجل، تفجرت الدماء في كل مكان وشربها آكازا كالجرو يشرب الحليب.

كان جسد الرجل ساخناً، ساخناً جداً، وجده آكازا منعشاً ومبهجاً للغاية، تسلل الدم الدافئ اسفل حلقه وشعر وكأنه يحرق معدته، والمتعة التي احس بها في تلك اللحظة كانت لا توصف.

ثم عض لحم رقبته واخذ قضمة كبيرة، كان صوت اسنانه تطحن عظام الرقبة الهزيلة بمثابة موسيقى لاذنيه، كانت عيناه نصف مفتوحة وهو يمضغ بجوع، لم يعد يشعر بالحرارة وهو يلتهم اللحم، مزق صدر الرجل واخرج قلبه والتهمه بقضمة واحدة.

وعندما انتهى من وجبته، قام بلعق شفتيه ونهض ببطء، "ساعود اليك قريباً، كيوجيرو" همس لنفسه وهو يخرج من النافذة.

تغذى آكازا جيداً هذه الليلة.

______________

تعلق البدر عالياً في منتصف السماء.

كانت ليلة هادئة لسببٍ ما، الغابة، كما لو كان يسكنها السحر، كانت هادئة وصامتة، سطع ضوء القمر فوق العشب بخفوت وخلق هالاتٍ حول الأشجار والازهار، اخذت الاغصان تتمايل كالراقصات على اللحن الناعم الذي عزفه الريح، كان الهواء حلواً ودافئاً وكأن الغابة تحبس أنفاسها، سكنت الحشرات التي لا تحصى اغانيها، أوقفت البوم نقيقها وبدت الغابة وكأنه ساكنة منذ الابد.