قراءة ممتعة.
______________
تغلغلت الهالة القاتلة في كل شبرٍ من القلعة اللامتناهية، تسلل الخوف عبر الجدران زاحفاً في الممرات ليغرس نفسه بكلٍ شيءٍ في طريقه، تضخم الغضب بالجو الخانق، شرساً وقاتم، امتد التوتر الى خيطٍ رفيع يُقطع بسكين، كان الهواء ثقيلاً، الانفاس شحيحة، خشيت العيون من ان تربت حتى، ولم يجرؤ احدٌ على كسر الصمت البارد الذي اجتاح القلعة.
كان سيد الشياطين يغلي، ووجهه ملتوٍ في قناعٍ من الغضب.
ركع آكازا امام موزان، رأسه منحنٍ للأسفل وعيناه تحدقان بالأرض، شعر بعيون الأقمار الأخرى ناحيته كالنيران الزرقاء تلعق جلده، ولكن النظرة الأقوى كانت لموزان-ساما، كانت تقطعه الى أشلاء، تشتت أفكاره وابتلع بصعوبة بمجرد ان سمع الصوت الغاضب يناديه من جديد مطالباً باجابات.
"اين كنت، آكازا؟" سأل موزان من جديد، شعر بنفاذ الصبر مع تصاعد الغضب في صوته، فقد نادى آكازا عدة مرات، وكان يعرف بانه كان قريباً ولكنه مع ذلك لم يحضر.
لم يقل آكازا شيئاً، او حتى لم يستطع، أي شيءٍ يقوله قد يزيد غضب موزان-ساما سوءاً، فهو يعلم انه مخطئ، كان عليه ان يكون اكثر حذراً، لا يكاد يصدق انه قد نسي شيئاً مهماً كهذا، لم يكن آكازا شخصاً يتعثر بهذه الطريقة من قبل، تسابقت أفكاره بلا نهاية، كان يعلم ان عليه ان يقدم إجابة، ولكن ما الذي يمكن ان يقوله؟ آكازا يعلم بانه كاذبٌ سيء.
"ولِمَ تفكر بالكذب؟" اخترق صوت موزان الهواء البارد بكلماتٍ حادةٍ كالسيف وتجمد آكازا في مكانه، اتسعت عيناه والرعب يستقر بداخله.
"تبدو خائفاً اكثر من المعتاد" قال موزان مجدداً رافعاً حاجباً في تساؤل، "اين كنت؟" حاول ان يغوص في عقل آكازا من جديد باحثاً في أفكاره ولكنه لم يجد اي فكرةٍ متماسكة، كانت افكار آكازا مبعثرة، كان دماغه يقفز من فكرةٍ الى اخرى بسرعة، وكأنه يحاول جاهداً ترتيب افكاره ولكنه فشل بشكلٍ يائس ولم يتمكن من التركيز على أي شيء، هذه المرة الأولى التي يحدث بها شيءٌ كهذا عندما يحاول موزان قراءة أفكار احد الشياطين وجعله ذلك يشتاط غضباً.
"تحدث" طالب موزان من جديد.
ابتلع آكازا من خلال الجفاف في حلقه وعيناه ترتكزان على الأرض اسفله، "اعتذر، موزان-ساما، ساكون اكثر حرصاً في المرة القادمة" كان يعلم ان ما قاله لا غرض منه ولم يجب على سؤال سيده، ولكن كان عليه ان يقول شيئاً، أي شيء.
"لا تعطني ذلك" قال موزان، كان الامر محيراً للعقل، آكازا هو خادمه الأكثر ولاءً ونادراً ما يرتكب الأخطاء، لا يعرف ما الذي يحاول اخفاءه بالضبط وكره ان لا يعرف، فهو يريد ان يعرف كل شيءٍ بخصوص شياطينه، هو صنعهم وله الحق في كل شيء، أفكارهم، حياتهم وموتهم.
أنت تقرأ
فراشة اللهب - Akaza x Rengoku (مكتملة)
Fanficكيوجيرو هو اقرب شيءٍ للشمس امكن آكازا الاقتراب منه، ليستجم في سطوعه، ليتراقص تحت ضوئه، ليشعر به يحرقه فوق حرارة الشمس بألف مرة. كيوجيرو رينغوكو x آكازا ياوي