(٨) ناتاليا

48 2 21
                                    

شعرت بسعاده غريبه عند مساعدتي ل ليلى و خصوصاً عند رؤيتي لها و هي تحادث أمها و أختها بلهفه و كأن روحها عادت إلى جسدها ، ربما لا أتذكر والدتي جيداً و لا أتذكر حتى كيف كنت أشعر حين أراها لأنها توفيت منذ كنت في الثالثه من عمري و لكني رأيت هذا الشعور عند مقابلة ليلى لوالدتها .

و شعرت حينها أن مساعدتي لها لم تكن بدون فائده ، خصوصاً بعدما وجهت والده ليلى و أختها الشكر لي شعرت حينها بمعنى العائله التي لم أحظى يوماً بها .

******

في هذه اللحظه قطع سائق السائق قطع حبل أفكاري و قال لي
-آسف على مقاطعتك و لكننا وصلنا .
- حسنا شكراً لك ... ماذااا ؟ هل تقول مقاطعتي ؟
- نعم فأنت لم تتوقف عن الكلام منذ أن تحركنا.
- هاا !! هل كنت أتحدث بصوت عالي كل هذا ؟!
- نعم و كنت تقول أشياء عن العائله و أشياء كثيره لا أتذكر منها شئ.
- حسنا شكرا على توصيلك لي كم حسابك.
- ٥٠ جنيهاً.
- تفضل شكراً لك.

يا إلهي هل أنا أفقد عقلي ؟ منذ متى و أنا أفكر بصوت عالي هل أنا على حافه الجنون أم ماذا ؟

يبدو أن كثره محادثتي لكلبي "تروي" جعلتني أتحدث هكذا في كل مكان دون مبالاه لمن حولي .

بمناسبه تروي فأنا منذ عرضته للتبني و أنا افكر هل يتم معاملته جيداً الان أم ماذا و لكن أنا أكتر شخص مهمل في العالم فبالتأكيد الشخص الذي يهتم بتروي الآن افضل مني بكثير .

*******
وصلت للمكان المنشود و صعدت للدور الثاني من العماره رقم ٢ شقه رقم ٥ كما هو مدون في الورقه تماما .
طرقت الباب و لم يجب أحد ثم طرقت مره أخرى إلى أن فتح الباب و قابلت صديقه سيلينا أخيرا .
قالت:

- إدخل بسرعه يا عمّار هل كان يتبعك أي أحد ؟
لا أحد
- حسنا إدخل و أغلق الباب خلفك .
- من أنتي؟
- سأخبرك كل شئ فقط إجلس و دعني أحضر لك شئ تأكله .
- حسناً شكراً لك فأنا بالفعل لم آكل شيئا حتى الآن.

أحضرت هذه الفتاه بعض الطعام ثم جلسنا نأكل سوياً ثم بدأت في الكلام :

- أُعرفك بنفسي أنا ناتاليا صديقه سيلينا ، لقد أخبرتني سيلينا بالكثير عنك ، و ثقتي لك زادت من كثره حديثها عنك ، و لهذا لم أتردد لحظه عن طلب المساعدة منك .
- شكرا على هذه الثقه و لكني بالفعل لا أفهم أي شي و لا أعرف أين ذهبت سيلينا .
- حسناً سأخبرك كل شئ بإختصار شديد فأنا أعلم أنك تعرف بعض الأشياء عن المشاكل التي تعرضت لها سيلينا بسبب زوجها .
- نعم بالفعل هي أخبرتني بذلك .
- اليوم الذي إختفت فيه سيلينا ، كانت تحدثني شيئا بخصوص زوجها و أنه عرف مكانها و أنها تشعر بمراقبته لها ، و في هذا اليوم أنهت سيلينا عملها مبكراً لأنها شعرت بإجهاد شديد و سمح لها المدير بالإنصراف مبكرا .
- حسناً و ماذا حدث بعد ذلك ؟
- خرجت خلفها و ناظرتها من مكاني فجأه توقفت سياره و قامت بخطف سيلينا حاولت الرقض و اللحاق بهم و لكني لم أستطيع ، و لكنهم لاحظوا رؤيتي لهم ففي نفس اليوم دخل عليا أحد الزبائن و أعطاني ورقه وجظت بها رساله تهديد من الخاطفين بعدم تبليغ الشرطه و عد محاوله البحث عن سيلينا .
- و هل أنتي متأكده أن الخاطف هو زوج سيلينا .
- نعم متأكده فهي قالت لي ذلك بضع مرات أنه عرف مكانها و أنه يحاول إستعادتها بأي طريقه .
- حسناً و كيف يمكننا مساعدتها و إيجادها .
- أنا أعرف طريقه و لكني سأخبرها لك غداً فلقد تأخر الوقت الآن عليك الذهاب .
- أين أذهب فأنا لا أعرف أي شئ هنا.
- لقد حجزت لك غرفه في أحد الفنادق الصغيره فأنت تعلم أن جميع الفنادق هنا باهظه الثمن و نحن بحاجه للمال الآن .
- حسناً لا يهم فخامه الفندق الأهم أن هناك مكان أجلس فيه .
- حسناً لقد كتبت لك عنوان الفندق في هذه الورقه تفضل ، اذهب إرتاح الآن و غدا نبدأ في تنفيذ الخطه .

*******

حسناً يبدوا أنني وصلت

دخلت الفندق الذي يبدو من الخارج أنه قديم جدا لدرجه أنه يمكن أن يسقط بمجرد دخولي .
هناك موظفه إستقبال كبيره في السن و لكنها تبدو بصحه جيده .

سألتها إن كان هناك أي حجز بإسمي ردت علي بعد أن نظرت لي من أعلى لأسفل :
- و كيف سأعرف أن هناك حجز بإسمك دون معرفه إسمك من الأساس يا هذا .
-آسف هذا خطأي . إسمي عمّار .
- حسناً ، دعني أبحث في هذه الدفاتر اللعينه .
- قلت بداخلي : بالفعل هناك دفاتر فهذا المكان لن يحتاج إلى كمبيوتر فلا يدخله الكثير من الزبائن و لن تستطيع هذه العجوز استعماله من الأساس.
- حسناً لقد وجدت حجز بالفعل بإسم عمار هذا مفتاح غرفه رقم ١٣ .
-لماذا ١٣ ألا يوجد رقم أفضل من هذا فأنا بشده الحاجه لشئ يدعوا للتفائل أرجوكي .
- لا شئ يدعوا للتفاؤل في هذا العالم يا فتى إذهب فسواء كنت في غرفه ١٣ او حتى ٢٠ فلن تجد أي شئ يدعوا للتفاؤل .
- حسنا حسناً ، أعطيني هذا المفتاح .

عمّار - Ammarحيث تعيش القصص. اكتشف الآن