(٦) الطريق للمجهول

50 4 19
                                    


فتحت رساله التي اعطتها لي الفتاه في المطعم وجدت الآتي:
اهلا عمّار لا تستغرب معرفتي لإسمك فسيلينا كانت لا تتوقف عن ذكر إسمك لي فأنا صديقه سيلينا المقربه
أنا أعلم مقدار الحب الذي تكنه لسيلينا يا عمار و أستطيع أن اؤكد لك أنها تبادلك نفس الشعور منذ أول يوم رأتك فيه ، أنا أكتب لك هذه الرساله و انا متأكدة أنك لن تتردد لحظه عن تقديم يد المساعده ، فسيلينا في أشد الحاجة إليك من أي وقت مضى .
إذا كنت تريد فعلاً مساعدتي في إيجاد سيلينا و إنقاذها من الخطر الذي يلاحقها فعليك الإستعداد للسفر إلى الإسكندريه غداً على أن تقابلني في العنوان الموجود خلف الورقه. و حينها سأخبرك بما سنفعله لإنقاذ سيلينا .و لكن قبل أي شئ عليك التخلص من هذه الورقه بعد قرائتها حتى لا يجدها أي شخص آخر .

******

أخرجت هاتفي و إلتقطت صوره للعنوان الموجود خلف الورقه ثم أخرجت قداحتي و أحرقت الورقه حتى أصبحت رماد .

ما الذي أقحمت نفسي فيه يبدوا أني على وشك مواجهه مشكله كبيره ، طوال حياتي و أنا أحاول الإبتعاد عن المشاكل و لكن من الواضح أن المشاكل تلتحق بي مهما حاولت الإبتعاد.
لو إنسحبت الآن فلن أستطيع مواجهه نفسي و لن أسامح نفسي إن حدث شئ لسيلينا .
ليس هناك إختيار آخر سوى الذهاب إلى الإسكندرية و ترك كل شئ هنا خلفي و مواجهه مصيري المحتوم و المدجج بالمخاطر .

******
بعد مرور يوم

حضرت شنطي و توجهت إلى محطه القطارات في تمام الساعه العاشره مساءً
حجزت تذكره قطار الإسكندريه ثم جلست على الرصيف
أنتظر وصوله . أخبرني أحد المسافرين أن القطار سيتأخر نصف ساعه ذهبت لإحضار بعض القهوة فأنا لم أنم ليله أمس و أريد شيئاً يساعدني على الإستيقاظ .
إحتسيت بعض القهوة و أخرجت سيجارة لأدخنها
صحيح أنا لست شخص مدخن و لكني معتاد على حمل بعض السجائر لأدخنها عندما أشعر بالتوتر ، أنا أعلم جيداً أنها لا تساعد على التخلص من التوتر و لكني أوهم نفسي بذلك.

قطع تفكيري صوت بكاء
نظرت خلفي وجدت بنت تجلس بمفردها على احد استراحات الرصيف ذهبت إليها لمحاوله تهدئتها أنا لا أحب التدخل في شئون الآخرين و لكني أشفقت جداً عليها و أردت مساعدتها بشده .

- سألتها عن سبب بكاؤها
- ردت و هي تحاول تهدئه نفسها : لقد توفى والدي الآن و أنا لا أعلم ما الذي يجب عليا فعله عليا السفر و حضور الدفنه و لكنهم لن يسمحوا لي بذلك .
- سألتها بإستغراب : من هم ؟ .
- قالت و قد بدأت تبكي من جديد : أعمامي لا يريدونني أن أحضر دفنه والدي و لا حتى رؤيه أمي و أختي .
- قلت : و لماذا ؟
- قالت : عائلتي كانوا ضدي في كل شئ أنا أردت إكمال تعليمي و هم رفضوا ذلك و كانوا يريدون أن يزوجوني بإبن عمي و لكني رفضت ذلك و جئت للقاهره لأكمل تعليمي هنا و إلتحقت بكليه الحسابات و المعلومات و أصبحت مهندسه كمبيوتر و كل هذا بمجهودي و كنت أعمل مساءً في أحد محلات الملابس حتى شيفتات متأخره حتى أستطيع الصرف على تعليمي ، و تخرجت منذ عام و الآن أعمل في أحد الشركات الخاصه بالبرمجه و بعد كل هذا النجاح لم يرضى أهلى و لم يقدروا نجاحي ، و رغم كل ما وصلت له من نجاح إلا أنني لم أشعر بطعمه بسبب عدم رضى أهلي به فلم يشجعني أحد من أهلي سوى أمي و أختي و أنا متأكد أنهم سيفرحون بشده عند رؤيتي لكن أعمامي هددوهم بطردهم إذا سمحوا لي بالعوده و الآن لا أعلم ماذا أفعل .

- قلت لها : سوف ترين والدتك و أختك و سوف تحضرين دفنه والدك أيضاً
- نظرت لي بإستغراب و قالت : و لكن كيف ؟ .
قلت لها : عندي خطه .

قطعت السماعات الخارجية لمحطه القطار حديثنا
*وصل قطار الإسكندريه على جميع المسافرين الإستعداد*

- قلت لها : لقد وصل القطار هيا بنا يااا .....
- قالت : ليلى إسمي ليلى و ما إسمك ؟ .
- أنا عمّار تشرفت بمعرفتك يا ليلى .

توجهنا للقطار سوياً و تحرك القطار منطلقاً إلى الإسكندريه حاملاً معه مستقبل مجهول و مهمه صعبه .


اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
عمّار - Ammarحيث تعيش القصص. اكتشف الآن