(١٢) فندق النجوم

39 2 4
                                    

- ما هذا الفندق أشعر كأني دخلت آله زمن و عدت إلى الثمانينات .
- ه‍ل هذا ذم أم إعجاب بالمكان .
- إعجاب بالطبع فأنا أحب جدا الأشياء الكلاسيكية و التاريخية و هذا الفندق يبدو أنه يحمل في جدرانه قصص كثيرة .
ظهر صوت من الخلف يقول :
- بالطبع هناك قصص كثيرة حدثت داخل هذا الفندق فهذا الفندق منذ زمن بعيد كان فندق النجوم ولكن لا يبقى شئ على حاله
بالمناسبة أعرفكم بنفسي أنا ( جمال ) او يمكنم مناداتي ب(عم جميل) كما يناديني الناس أنا أعمل هنا منذ ثلاثه و خمسون عاماً منذ كان عمري ١٢ عاماً .
- قلت له : و لكني لم أرك هنا خلال هذا الأسبوع .
- رد عم جميل : نعم فأنا أخذت أجازه لزيارة بعض الأصدقاء من النزلاء هنا في الفندق فأي نزيل هنا بمثابة عائلة بالنسبة لي و هذا اخذ مني ٥ أيام ..
ثم ذهبت إلى أحد الشواطئ بالجوار و جلست عليه لمده يومين متواصلين نعم لا تستغربون فأنا لا أمل ولا أضجر من البحر أبداً و يمكنني الجلوس أمامه بالأسابيع و سأظل أستمتع بوقتي و كأنها أول مرة ..
-

قالت له ليلى و عينيها تلمع كالنجوم :
كم أنت مذهل يا عم جميل و أنت أيضاً مثال للبهجة و التفاؤل و حب الغير ، لطالما إعتقدت أني عندما أصل لهذا العمر سأفقد الشغف في كل شئ لكنك غيرت نظرتي للحياة .
- نظرت لهم بإستغراب و قلت في نفسي :
كيف يفكر هذان الإثنان و لماذا يحبون الحياة هكذا و ما الذي يدعوا للتفائل في هذه الحياة أصلا.. لكني لم أرد أن أقول ذلك لهم حتى لا أصبح رمز التشاؤم في هذه الغرفة .
احم ...احم هيا يا ليلى لنضع الحقائب في غرفتك و نذهب إلى أحد الكافيهات فأنا أريد إخبارك ببعض الأشياء المهمة.
- قاطعني عم جميل بسرعة : لماذا تذهبون مكان آخر يوجد هنا كافتيريا خاصة بالفندق ستعجبكم كثيراً فهي المكان الوحيد في الفندق هنا التي لم يعفى عليها الزمن ..
ذهبت معه أنا و ليلى إلى الكافتيريا التي كانت مقفوله بإحكام و بابها قديم و لا يوحي بوجود شئ جيد بالداخل و لكن عندما قام الحاج جميل بفتح الباب لم أصدق ما رأيته .. بدت الكافتيريا و كأنها قطعه مفقوده من زمن بعيد و بقت على حالها دون خدش واحد .
- قالت ليلى : ما هذا أين يجب أن يعرف الناس عن هذا المكان الجميل فهذا قد يجلب لهذا الفندق ثروة لا تقدر بثمن ..
- رد عم جميل بغضب شديد : هذا يجب أن يكون سر بيننا و لا يجب أن يعرف أحد عن هذا المكان فالناس يخربون أي شئ جميل على وجه الأرض ... لقد إهتممت بهذا المكان لأن هذا المكان الذي قابلت به حب حياتي و لم أرد أن أنساها أبداً فجعلت هذا المكان جديد مثل أول مره قابلتها فيه .. و الآن سأترككم بمفردكم .
- قلت له و أنا أحبس دموعي : كن أنت مذهل يا عم جميل .. ثم نظرت لليلى وجدتها تنظر لي بإستغراب .. فنظرت الناحية الأخرى
- خرج عم جميل فبدأت كلامي مع ليلى :
حسناً يا ليلى هناك شئ مهم أريد أن أخبرك به

*****
شرحت لليلى كل شئ عن سيلينا و صديقتها ناتاليا و عن ما أنا واقع به لعلها تساعدني

-قالت ليلى : إذن فأنت تحب سيلينا و تريد مساعدتها لكنك في نفس الوقت تخاف من العواقب و خائف أيضاً من فؤاد
- لا لا بالطبع لست خائف من فؤاد .
- ردت ليلى : أي إنسان يقول إنه لا يخاف فهو إنسان كذاب فالخوف يوجد بداخل جميع البشر بدون استثناء فالإعتراف بالخوف هو الشجاعة في حد ذاتها .
نعم إنه شعور سئ للغاية أن تشعر بالخوف و الضعف لكن مهما حدث لا تنكر وجودهما و لا تتظاهر أبدا بعدم وجودهما . فإذا تظاهرت بعكس ذلك لن يمكنك التغلب عليهما أبداً .
- لكنني أشعر بضعف شديد عند ذِكر ذلك الخوف .
- عليك مواجهة خوفك يا عمّار حتى تستطيع التغلب عليه لا تنسى ذلك أبداً إذهب إلى ناتاليا و ساعدها في العثور على سيلينا فهي في أمس الحاجة إليك الآن .

قاطعنا صوت طرقات على الباب ثم دخل عم جميل وقال :
- هناك فتاه بالخارج تريد مقابلتك يا عمّار هل أسمح لها بالدخول ؟
- من هذه الفتاه يا عم جميل فأنا لا أعرف أحد هنا
- رد عم جميل : تقول أن إسمها "ناتاليا"

*************

عمّار - Ammarحيث تعيش القصص. اكتشف الآن