غِيـاب

34 3 2
                                    

٢٠٢٢/٢/٢

أربعـة أشهُـر و أربَـع أيـام

__________________________


مَـرحبـاً..
هـا قَـد مـرّت أربعـة أشهُـر و أربَـع أيـام تحـديداً علـى رَحيلـكِ

، حَسنـاً لا زِلـتُ أراكِ فـي كُـلِ مَـكان كـالعـادة ، لـم أفِـق من كـابوسِ رَحيلـكِ بَعـد لا زِلـت أحلُـم ، جـاهدتُ نَفسـي كـي أستيقـظ و لا زِلـتِ غَيـر مـوجودة ، بَحثـتُ عَنـكِ فـي كُـلِ وجهـةٍ و لـم أجـدكِ 

، تمنيـتُ لـو إننـي أتخطـاكِ ، رَغبـتُ بحَـرقِ صـورتكِ التـي علـى غِـلاف هـاتفـي ، كُنـت أتسـائل ، مـاذا لـو تحـولّت الصـورة إلـى رَمـاد هَـل سأنسـاكِ حينهـا؟ أشعلـتُ عـود الثِقـاب لكنّـي هَممـتُ بحَـرق يَـدي بَـدل الصـورة ، أهكـذا أنـتِ دومـاً؟ حتـى بقايـاكِ قـاسيـة و حـارِقـة؟ ، حتـى عِنـدما كُـنتِ تتـوسطيـن أضلُعـي ، كُنـتِ تحـرقيـن روحـي ببـرود و لا تُبـالين!

بـائـت فِكـرة حَـرقكِ بالفَشـل و أستبـدلت غِـلاف هـاتفـي بآخـر يُخفـي وجـودكِ فيـه ، و لا زِلـت! لا زِلـتُ أراكِ فـي كُـلِ وجهـةٍ و فـي كُـلِ قِبلـةٍ..

أرتَـديتُ ثيـابي التـي أخترتِهـا لـي مُسبقـاً بحُـب لكنـكِ لـم تكـونِ مَـوجودة كَـي تَـريهـا.. بِـتُ أعمـل و أعمـل لسـاعـاتٍ طـوال أختَفـي و أغيـب عَـن الوجـود لكـن هذه المَـرّة دونَ قلقـكِ عَلـيّ - قَلقـكِ الـذي لطـالما وصفـته بالمُبـالغ اليوم أنـا أفتقـده-

ذهبـتُ إلـى مقهـانا المُفضـل كـالعـادة جَلسـتُ على الطاولـةِ الـرابعة أو كمـا أسميتيهـا طـاولة الحَـظ..
لكـن هـذه المـرة لـم تجلِـب لـي الحَـظ و لـم تجلِـبكِ لـي..

سألتنـي النـادِلـة عَنـكِ و عَـن سَـبب غيـابـكِ المُفـاجِـئ ، لـم أعـرف كـيف أُجيبهـا..

وددتُ لـو بإستـطاعتي الثَـرثـرة لهـا..
وددتُ لـو أخبرتهـا بـإنّـي تحـامقـت و قَسـوت عليـكِ و بـأنّـهُ سَـرقكِ مِـن بيـن أضلُعـي..

لـم يكتفـي بسَـرقتـكِ فقـط! ، حَطّمـكِ و أحـرقَ روحـك! ، و بقيـتِ سـاكتة..

وددتُ لـو أُخبـرها كـم أنا غاضِـب منـكِ و كـم حـذرتُـكِ منـه.. ، لكنـكِ دومـاً هكـذا عَنيـدة.

تِلـكَ التـي أعـرفهـا مـا كـانت لتسكُـت ، لأحـرقت الجَمـيع و دخنّـت رمـادهُـم.

حتـى و إن أبتعـدتِ لا أُمـانع عَـودتـكِ مُـرتميّـة بيـن أحضـانّـي ، أُريـدكِ ، عِطـركِ ، مَلمـس يداكِ بيـن يَـديّ ، تَعـالي ، أرجـوكِ لا تتعـالَـي!

سأنسـى ، سأنسـى قَسـوتـكِ ، سأنسـى حُبـكِ لـه..
يـعِـزُّ عَلـيّ فُـراقكِ يـعِز.

_________________
🤍

ميم ، باء Where stories live. Discover now