خَوف
< الثاني و العِشرون مِن نوڤمبر ألفان و ثمانية عَشر >
الواحِدة و ثلاثة و عِشرون دقيقة صباحاً
لما تسألني عنّي؟!
أخبرتُكَ مِراراً لنتحدث عَنك عَن لون البحرِ في عيناكَ أو عن بشرتُكَ الحليبية التي لطالما أستغربتُ نقاءها
لنتحدث عن المزيج الغريب بصوتَك أعني قسوتُكَ و تِلك الخُشونة عِند غيرتِك أو ذلك الدفئ و الهُدوء فيه الذي لطالما عانَق قَلبي أثناء البُكاء
أم صَخَبِكَ و ضَحِكك المُستمر عِند اللعِب
لنَتَحدَث عن كوب القهوة المُفضل بالنسبةِ لكَ و لنَتَحدَث أيضاً عن عامِل المَقهى عِندما قام بجلبِ قهوتُكَ بارِدة أخبرتَني إنّكَ على عَجلة حتى لم تستطِع توبيخه -لم أُفكِر إنهُ على ذنب-
لنَتَحدَث عن لعثمَتِك في أول لِقاء لنا ، أو إرتعاشِ يداكَ و لَحن نَبضاتِك الصاخِبة في أول "أُحِبُكِ" لنا
ما رأيُك بالتحدُث عن جارتَك الثَرثارة كُنت دوماً تُخبرنّي شاكياً إنّها تُخرِب عقلَ والدَتك
ما رأيُكَ بالتحدُث عن إبداع الخالِق فيكَ ؟
يُمكنُنا التحدُث بِملاين المواضيع حتى و إن كان عن جُهدِ النملة في حَمل بقايا الطعام الساقِط مِن النّاسْ
لكِن لا تسألنّي عَن أحوالي ،
خَجِلة مِن إخبارَك إن الكون يَضيقُ عَليّ على الرُغم مِن وجودكَ فيه ..!
و إن العالَم لم و لن يكونوا كنقاءِك معيّ ، و البَشر -حتى لا يجوز مُناداتِهُم بهذه الكلِمة- يُصبحون أكثر قذارة
و إنّهم -النّاسْ- يَرمون أسهُم كُرهِهُم لي كانَت تنبُت في أورِدَتي حتى أراني نازِفة بِلا حولَ ولا قِوة !
خَجِلة مِن إخبارِكَ بأنْي كاذِبة و إنّي بعد إنتهاء مُكالماتِنا أُعاود البُكاء رُغمَ وعدّي لكَ بعدمه .
خَجِلة مِن إخبارِك إنَ جُملة "كُلَ شيء سيكون بخير " لم تَعُد تعنّي شيء
أُجاهِد البقاء فَرِحة من أجلِ حُبِنّا لا غير ،!
أخافُ مِن إخبارِك بِخوفّي مِنَ البقاء وحيدة ، خوفّي مِن مُفارقتِك
الحياة عاهِرة تَسرِق منّا مَن نُحِب الواحِد تِلوَّ الآخر دون إكتفاء
أخافُ عالماً لا توجَد فيه رائحتَك
عالَم لا يوجَد فيه صوتُك ، و ضِحكاتُك
عالَم لا يوجد فيه دِفئَك !عالَم خالّي مِن حُروفِ إسمك
أخافُ كَوناً لا توجَد فيه أنت ،!
————————————-
Vote + Comment 🖤
YOU ARE READING
ميم ، باء
Любовные романыمُجرَد فتاة خارِجة عَن قواعدِ اللُغة لن أهتَم إِن كانت حُروفي مرفوعة أو مَنصوبة أو مَكسورة كحالي رسائِل أكتُبها رُغمَ يقينّي إنّها لن تَصِل لمُبتغاها أبداً