الفصل الأول

2K 144 108
                                    

اناس يسيرون فى الشارع كالعادة ، لا تعلم إن كانوا أحياءًا أم لا ، يسير كل منهم من أجل ( لقمة العيش ) كما يقولون ...

الشقاء هو عنوان حياتهم ، عليك أن تعيش فى شقاء دائم حتى تموت و يأتى اولادك من بعدك و يعيشون فى شقاء اكبر، و تعاد الكرة آلاف المرات .

يمكنك أن ترى المنازل المتهالكة و هى ترتص على جانبى الشارع ، و ترى هذا الطفل الذى يجوب الطريق و هو يقول بترجى :
- اى حاجة يا بيه ، ادينى اى حاجة .

لكن بالطبع يعود خالى الوفاض ... هؤلاء أناس أنتشر الجهل و الفقر بينهم ، يجدون ما يكفى لإطعامهم و إطعام عائلاتهم بصعوبة ، أى أن هذا الطفل فقير يطلب المال من فقراء ! ، إذًا لا جدوى مما يفعل .

( تن .. تن .. تن ) ، صوت يصدح فى الشارع و يأتى بعده صوت البائع :
- انابييييب .

تخرج ام حنان الى الشرفة و هى تلف حجابها على عجل و تنادى البائع قائلة :
- بكام الأنبوبة يا اخويا ؟

فيرد عليها البائع بالسعر لتقول بإستنكار و هى تلوى فمها بحركة شعبية :
- ليه كل دة يعنى ؟ ، ما انت لسة مدينى واحدة الشهر اللى فات و كانت اقل من كدة .

فيقول البائع معللا موقفه :
- و الله يا ست سعاد الحاجة ولعت ، كل حاجة بقت غالية ...

- يا اخويا ما انا عارفة ، بس نزلى فى السعر شوية مش كدة .

- و الله يا حاجة ما ينفع ... حتشترى ولا لا .

لتزفر سعاد بضيق ثم تقول للبائع :
- طب هات واحدة و تعالى عدى عليا عالعصر كدة تكون البت حنان رجعت من المحل و ابقى احاسبك .

- ماشى يا حاجة اللى تشوفيه .

- اطلع بقا عشان تركبهالى .

- من عنيا .

- تعيش يا اخويا .

و قبل أن يدخل البائع للبناية يجد صوت سيدة تنادى عليه من الشرفة المقابلة لسعاد ، لتقول هذه السيدة :
- هات انبوبتين يا اخويا .

ليقول لها البائع :
- حاضر يا حاجة ، ادخل بس اطلعها للحاجة سعاد و اجيلك .

لتقول سعاد بصوت خافت و هى تدخل لشقتها :
- كل شوية حاجة .. حاجة ، يا اخويا انا لسة ماحجتش ، و بعدين لو قصدك حاجة اللى هى كبيرة يعنى ، فانا لسة شباب يا عنيا ... اه .

.....................................................

بينما فى مكان آخر بعيد عن المنطقة التى تحدثنا عنها منذ قليل كان يونس يلملم اوراقه من المكتب الذى يعمل به ، لكن قبل ان ينصرف جاءه صوت مدير الشركة و هو يقول له :
- يا بشمهندس يونس ، محتاجك فى حاجة ، تعالى على مكتبى .

ليغمض يونس عينيه بغيظ و هو يلعن هذا المدير فى سره ، فهو يعمل منذ المساء حتى صباح اليوم الذى يليه ، استدار للمدير بابتسامة مصطنعة ، ثم تبعه الى مكتبه فوجد العديد من زملائه قد تم استدعاءهم ايضا نظر الجميع للمدير بتساؤل ليقول بجدية :
- انتوا تعبتوا جدا الفترة اللى فاتت .. و اغلبكم بييجى من اماكن بعيدة ، صح ؟

عزبة لولوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن