البارت العاشر ❤️
ما هذا اليوم أنه من أطول الايام التى مرت على فى حياتى لم أرى في قسوتها لا اعتقد أنه سوف يعدى على قلبى يوم بهذه القسوة ..
هذا الكلام الذى دار فى بال يزن وهو فى سيارته بعد أن انتهى من دفن حنان و روجع إلى منزل موده ليطمأن عليها فظل كثيرا داخل السيارة لا يعرف ماذا سيقول لصغيرته ليكى يخفف عنها مصيبتها و لكن فى لحظة خطر فى باله والدته فهو شبه لا يحدثها تمام بعدما ترك منزل زوج امه هو واخوته ولكن تخيل أن يكون القدر هو سيد الموقف و و تكون هى مكان و والدة موده ماذا سيكون شعوره
طرد يزن تلك الأفكار من رأسه ثم أمسك هاتفه و قام بضغط على عدت ارقام و تردد قبل الاتصال ولكن فى النهاية استسلام يزن إلى قلبه الذى يرغب بشده لأحتضان أمه و سماع صوتها ضغط على زر الاتصال فى نهاية وانتظر الرد
الو.....
شعور متخلط شعر يزن به فى ذلك الوقت فكان يشعر بسعادة طفل عادت أمه لأخذ من المدرسة فى أول يوم و حزن طفل اخرى أتت جميع الأمهات لتأخذ أبنائها ما عدا و ظل يبكى إلى أن عاد بمفرده
الو.....
افاق يزن من آلامه على صوت والدته
فقال بصوت مخنوق من كثرت ما فيه من الآلم:
ماما.....
صدمت علياء من ذلك الصوت الذى تعرفها جيداً حتى و إن لم تعد تسمعه من فترة طويلة جدآ
فقالت بصدمة ممزوجة بفرح:يزن حبيبي ازيك يا قلب أمك
ابتسم يزن بألم و قال بحزن وهو يكاد أن يبكي:انا كويس
شعرت علياء بأبنها فقالت:مالك يا قلبي انت كويس اخوك كويس في ايه رد عليا....
ابتسم يزن يستهزئ فمن متى و كان أمرهم يهمها
فقال بحزن:كلنا كويسين انا بس بطمن عليكى انتى كويسه
علياء بستغرب:انا كويسه يا حبيبي مالك
يزن: أنتى مستغربه أنى بكلمك بعد كل السنين دى كلها
علياء : لأ يا يزن استغرب لو كان مروان ولا حتى ياسر إلى معتبرنى ميته من زمان ميته من زمان
يزن بمقاطعة:بعد الشر عنك متقوليش كدا
علياء بألم أكملت حديثها:انت يا قلبي انت مبتعرفش تكره تغضب آه لكن تكره لا مستحيل عارف يا يزن انا ليه مخفتش وانت ماشى و سايب البيت انت و مروان و ياسر برغم أن كان مروان لسه صغير
صمت يزن عن رد
قالت وفاء: عشان انت معهم انت فيك حنيه الدنيا يا يزن مخفتش لحظه عشان كنت عارفه أنك هتكون لمروان الأم قبل الأب انا شوفت قد اى انت تعذبت لما ياسر بعد عنك و راح اتجوز نسرين فقولت مستحيل هدوق مروان نفس العذاب
يزن بألم بسرعه حتى يغلق ذكريات الماضي:انا انا كنت بس بطمن عليكى و الحمدلله اطمنت خدى بالك من نفسك سلام
علياء بسرعه:يزن
يزن:نعم
علياء بدموع: ابقى اسأل عليا يا يزن اعتبرنى زى اخوتك
تعجب يزن ليس من أمه ولكن من قدره الذى دائما يعطى دور الأب الحمى لكل من حوله حتى لأمه وهو من داخله من يحتاج للحمايه
فقال بأستسلام :حاضر سلام
وأغلق يزن و لم يترك نفسه لأفكاره فقد صعد ليطمئن على موده و يرحل لينهى ذلك اليوم
فى الأعلى
لم يكن سوا وفاء و رويدا جالسين بجوار موده النائمه
وفاء بحزن وهى تنظر لموده النائمه
قالت:يعيني عليكى يا بنتى إحنا لزم نخدها معنا مش هخليها تبات لوحدها
روايد بخزن و بكاء:يا ريت يا ماما
فى ذلك الوقت دق جرس المنزل
انتفاضت موده من صوت الجرس
وفاء بخوف:بسم الله الرحمن الرحيم متخفش يا حبيبتي دا الجرس روحي يا روايد افتحى وبالفعل ذهبت لفتح الباب
موده و هى تنظر حولها و كأنها تتذكر ماذا حدث
موده بصوت مبحوح :ماما
وفاء بحزن: ربنا يرحمه يا بنتى ادعلها برحمه
موده بدموع: يعنى دا مكنش كابوس
اتها الرد من الذى يقف امام الباب ينتظر أذان الدخول يزن بثابت: لأ يا موده للأسف مكنش كابوس
اعتدلت موده فى جلستها
وفاء: اتفضل ادخل يا بنى
دخل يزن ولم تنزل عيناه عن موده و كأن العالم فارغ من حولهم
جلس يزن على قدمه ليكون عيناه أمام عين موده مباشرتنا
يزن بحزن يحاول أن يداريه فقال بثابت: انا عارف قد اى هى كانت مهمه فى حياتك
موده بمقاطعة:كانت كل حياتي يا يزن كل حياتي
يزن بأسف:انا عارف بس هى خلاص راحت عند إلى خلقها انتى لسه عايشه و مش هينفع يا موده تموتي بالحيا
قال كلمتها الأخيرة بحد تدل على أنه لا يوجد مجال للنقاش
صمتت موده و نظرت إلى الأسفل بحزن
وفاء:انا كنت لسه بقول لروايد انك هتيجى تقعدى معانا النهارده
رفعت موده رأسها لوفاء و قالت بحزن: شكرا يا طنط بس انا مش عاوز اسيب البيت
يزن بتدخل:بس انا رأى تروحى معهم فعلاً هيبقى صعب عليكى اوى تبتى لو حدك
موده بدموع:مش عاوزه اسيب بيت ماما
يزن بهدوء: معلش تعالى على نفسك النهارده بس صمت قليلا ثم قال عشان خاطرى
اغمضت موده عينه و ظلت تبكى بصمت ثم قالت بهدوء: حاضر
و بالفعل اوصل يزن موده مع روايد و وفاء إلى بيتهم ذهب هو إلى منزله بعد يوم من عناء الطويل
دخل يزن غرفه مروان ليطمئن عليه و كاد الخروج لولا شعور مروان بهى فاستيقظ مروان و قال بنعاس:
يزن انت لسه راجع دلوقتي كنت فين
دخل يزن مره اخرى و جلس بجوار مروان
تنهد يزن بحزن ثم قال:ام موده اتوفت النهارده
فزع مروان من الذى قاله اخيه و قال بأسف: لا حول ولا قوه الا بالله ربنا يرحمه و يصبر ها صمت قليلا ثم قال: عشان كده كنت طول اليوم مختفى
هز يزن رأسه بأسف وقال:مكنش فى حد معها غيرى و صاحبتها و مامتها
مروان: ربنا يرحمها طب هى ماتت ازاى
يزن بحزن:لما شوفت الكشف بتاع الحالة كان بسبب كانسر وكان فى حاله متأخرة
مروان بحزن:ربنا يرحمها
يزن بتعب: انا عاوز انام تعبت اوى النهارده
هز مروان :تحب تيجى تنام هنا
يزن بحزن:لا يلا كمل نومك
مروان وهو يحاول التخفيف عن أخيه:اى يا يزن متخفش مش هشخر هنام بهدوء
يزن وهى يرسم على وجه ابتسمه خفيفه:يا عم دا انا بسمعك من وانا فى اوضتى يلا نام
مروان: الله يا جدع ماشى سلام
ذهب يزن ووقف عند باب الغرفة وقال: مروان
مروان:نعم
يزن بحزن:ابقى اسأل على ماما يا مروان
نظر له مروان مطولاً ثم قال بهدوء :تصبح على خير يا يزن
نظر له يزن بحزن و جع :ثم قال وانت من اهله
------------------
فى صباح تاني يوم
كان مروان يحاول التواصل مع رويدا بعد فترة طويلة لم يعرف عنها شئ
استيقظت رويدا من جوار موده بهدوء و قامت بأخذ الهاتف و خرجت لكى لا تزعج موده فكم كانت ليلتها مليئة بالبكاء الحارق
خرجت روايد ثم فتحت الهاتف
رويدا: الو
مروان بلهفه و سرعه:اى يا بنتى من امبارح بحاول اطمن عليكي فينك
رويدا بحزن: معلش يا مروان حصلى شويه ظرف مكنتش عارفه ارد عليك خالص
مروان بقلق: مالك يا رويدا انتى كويسه
رويدا وهى تكاد تبكى :يومى امبارح كان صعب اوى حصلت عندنا حاله وفاه
مروان بصدمه و استغرب: لا حول ولا قوه الا بالله هوا فى اى يا جدعان
رويدا بستغرب:ليه بتقول كده
مروان :ولا حاجه متحطيش فى بالك المهم خدى بالك من نفسك صمت قليلا ثم قال:تحبى نخرج تغيرى جو بدل الجو الحزن دا
شعرت رويدا بسعادة لهتمام مروان فهى تتعلق به يوماً بعد يوم ولا تعرف لماذا فمنذو دخله على حياتها وهو شخص مميز لديها
رويدا:انا مقدره والله اهتمامك بس مينفعش اسيب البيت دلوقتي خالص
مروان بحزن طفولى:تمام بس لو غيرتى رئيك انا أجازه النهارده
رويدا:انت زعلت ولا اى
مروان بطفوله: لأ
رويدا بضحك: يا مروان
مروان بهزار : مانتى لو مهتمه كنتى عرفتى لوحدك
ضحكت روايد ولكن كتمت ضحكتها حتى لا تسمعها موده ثم قالت: مالك يا عم انت بتنكد على فكره دا شغل البنات إحنا هندخل على شغل بعض ولا اى
ضحك كلايمها وقف مروان عن الضحك ثم قال:انا كده اطمنت عليكى طلما سمعت ضحكتك
ابتسمت رويدا ثم قالت : شكرا ى مروان بجد
مروان بستغرب:على اى بقا
رويدا فى عقلها : على أنك موجوده في حياتي
مروان: رويدا
رويدا بتركيز:على كل حاجه يلا سلام
اغلقت رويدا الخط مع مروان و إتجات إلى غرفة و لكن انصدمت حينما وجدت موده قد جهزت نفسها للخروج
رويدا بستغراب: انتى رايحه فين يا موده
موده بهدوء:رجع البيت
رويدا بسرعه: لأ طبعآ مش...
موده بمقاطعة: أنا هرجع يا رويدا انا اصلا مكنتش عاوزه امشى بس مردتش ازعلك و لا أزعل طنط وفاء عشان كده لو سمحتى خلينى على راحتى
رويدا: طب استنى هغير هدومى و وصلك
موده: لأ خليكي انا عاوزه ابقى لوحدى يلا سلام
خرجت موده من الغرفه و اتجات إلى الباب ولكن اوقفها صوت وفاء
وفاء بستغرب:انتى رايحه فين يا بنتى
موده: راجعه البيت يا طنط و لو سمحتى سبينى على راحتى معلش
وفاء:يا بنتى
موده: معلش يا طنط سبنى على راحتى و انا بجد بشكرك أنك خلتيني أبات عندك
وفاء: اخس عليكى يا موده انتى ليه يا ببنتى بتقولي كده انتى زى روايد و إلى عملته معكى واجبى يا حبيبتى
ابتسمت لها موده وقالت: ربنا يجزيكى خير ى طنط بجد بعد إذن حضرتك
خرجت موده من البيت ولم يبقى سوا رويدا و وفاء
وفاء بهدوء:يلا عشان تقومى تفطرى
رويدا: شكرا يا ماما مش عاوزه أكل
وفاء:انتى لزم تبقى قويا يا روايد و توقفى جمب صاحبتك هى دلوقتي مكسوره و بتحاول تبقى كويسه
صمتت رويدا قليلا ثم قالت:انا مش عارفه هى ليه اصرت تمشى هيبقى صعب عليها اوى أنها تقعد فى البيت لوحدها
وفاء: اللى زى صاحبتك موده دى صعب تبين وجعها لحد ما سألتش نفسك هى ازاى بتتكلم بهدوء كده ولا كأن فى حاجة
نظرة لها رويدا ولم تجد رد لسأل والدتها فموده كانت منهاره أمس و اليوم طبيعيه
وفاء: موده عامله زي البركان الثائر إلى لسه منفجرش و مش هتعرف تطلع إلى جوه غير لوحدها عشان متبنش ضعيفة قدام حد
رويدا:حاسه اني عجزة و مش عارفه اعمل حاجه ليهل
وفاء:ادعلها و خليكي جمبها اول متحتاجك تلقيكى
هزت رويدا رأسه بمعنى نعم ثم قالت: ماما انا بجد مخنوقه انا هنزل اتمشى شويه
وفاء:هتروحى فين
رويدا: هروح أقعد على البحر عادى بس بجد تعبانه
وفاء: تانى يا رويدا
رويدا بمقاطعة: متخفيش عليا يا ماما و بعدين الوقت عادى دلوقتي مش زى المره اللي فاتت
وفاء بشك: و هتروحى لوحدك
رويدا:
وفاء:متردى عليا هتروحى لوحدك
رويدا بخوف: لأ يا ماما
وفاء بهدوء: مروان صح
نظرت لها رويدا بصدمة كيف علمت أنها كانت ستذهب مع مروان لأنها بحاجة كبير له فوجوده يشعرها براحه كبيرة و سعادة لا تتخيلها
روايد بتردد:يا ماما
وفاء بمقاطعة: انتى اى حكايتك مع مروان دا انتى معجبه بيه يا رويدا
نظرت له رويدا بصدمة فهى لا تعرف ما سر انجذابها نحو مروان احقآ هى معجبه بيه أم ماذا لم تعرف رويدا ما تقوله ففضلت الصمت
وفاء: رويدا انتى نضجه و عقله و عارفه الصح من الخطأ اوعى مشاعرك تغلبك و تتعشمى فى حاجة مش موجوده او حد مش صح
رويدا بتردد: يا ماما انا انا مش عارفه أحدد مشاعرى بجد تجاه مروان هو لسه ظهر فى حياتى مكملش كام يوم مش هنكر أن اتجذبت ليه من اول مره شوفتها وهو كمان حاسه من كلامه و اهتمامه الكبير بيا أنو أنو كمان معجب بيا
وفاء بهدوء:بصى يا رويدا. انا هخليكى تروحى تقعدى معه بس عشان مبقاش ضيعت عليكى فرصه أنك تحبى و تتحبى بجد بس اهم حاجه لازم تحددي مشاعرك صح و الأهم من دا أنك تتأكدى من مشاعره تجاهك تمام بس دى اخر مره هسمح بكده فاهمه يا روايد
رويدا بسرعه و فرحه: فاهمه بعد اذنك
و بالفعل ذهبت روايد إلى غرفتها وقامت بأرسل رساله إلى مروان
المحدثه
مروان
غيرتى رئيك؟؟
أنت تقرأ
موده (مكتمله)
Romanceهى فتاه مزيجة بين الطيبة و القسوة لا تعرف للتسامح طريق تخشى من ظلم العالم فى يوم التقيا و لأول مره يعرف قلبها طريقه للعشق و ما بين لعبه الظالم و المظلوم تتوه أدوارهم لكن فى النهاية هل تتعلم التسامح او ستدمر قسوتها كل من حولها موده ❤️