زومبي الپالمارسي أو زومبي دوس پالماريس، هو إحدى الشخصيَّات البارزة في التاريخ البرازيلي، إذ أنّه أحد أوئل الناس الذين تصدُّوا لاستعباد الأفارقة في المُستعمرات الپُرتُغاليَّة البرازيليَّة.
وُلد زومبي في مُستعمرة پالماريس بِالبرازيل سنة 1655م، وكانت ولادته لِأبوين أحرار مُسلمين يرجعان بِأصلهما إلى قوم الإمبانغلا الذين كانوا يقطنون بلاد أنغولا المُعاصرة، وقُبض عليه عندما كان يبلغ من العمر 6 سنوات وبيع لإحدى الأديرة، حيثُ تعلَّم القراءة والكتابة واللُغتان اللاتينيَّة والپُرتُغاليَّة على يد الأب أنطونيو ميلو، الذي سمَّاه فراشيسكو.
أُلحق زومبي كذلك بِخدمة الكنيسة المحليَّة في البلدة التي سكن فيها، لكنه لم يعتنق المسيحيَّة وبقي على الإسلام، ثُمَّ فرَّ من العبوديَّة سنة 1670م ولهُ من العُمر 15 سنة، وعاد إلى وطنه وأهله، واشتهر بين سائر الأفارقة بِقُوَّته البدنيَّة الكبيرة وقدراته التخطيطيَّة في ميدان المعارك وعُنفه وبسالته في القتال، حيثُ كان مُصراً أشد الإصرار على تحريم العُبُوديَّة ومُعاملة الأفارقة السُود على قدم المُساواة مع البيض الأوروپيين.
خَلَف سنة 1678م ملك الپالمارس كانغا زومبا الكونغولي على العرش، وكان الملك الأخير زعيمُ العبيد الأفارقة الفارين من الپُرتُغاليين، وكان مُسلماً أيضاً، واشتهر بِمُقاومته إيَّاهم وقهرهم في عدَّة معارك، وكان أميراً على شعبه في أفريقيا قبل أن يختطفه المُستعمرون البيض ويبيعونه عبداً في أسواق النخاسة بِالبرازيل، ولمَّا فرَّ انتخبه أقرانه ملكاً عليهم، واضطرَّت الحُكومة الاستعماريَّة الپُرتُغاليَّة أن تعترف به ملكاً على الأفارقة بعد أن ثبتت عدم جدوى مُقاومته ورجاله، ولمَّا تُوفي هذا الملك تربَّع زومبي بدلاً منه على العرش بناءً على وصيَّته.
وفي يوم 6 شُباط (فبراير) 1694م، هاجم القائدان الپُرتُغاليَّان دومنيك جورج ڤلهو وبرناردو ڤيارا دي ميلو معقل مملكة الأفارقة في پالماريس وقصفوها بالمدافع، فقتلوا الكثيرين، وأُصيب زومبي بِجراحٍ في ساقه، وهذه الإصابة ما جعلت الغرب يشوّهون صورته في الأعمال السينمائية بتشبيه الزومبي (الموتى السائرون) به، ولكنه نجح في الهرب بعد إصابته واستمرَّ يُقاوم الپُرتُغاليين طيلة سنتين أُخريتين، حتَّى خانه أحد أتباعه الذي كان عميلاً لِلپُرتُغاليين، فقُبض عليه وسيق إلى السُلطات الاستعماريَّة التي أعدمته بأن قطعت رأسه.