"لقد توفيت منذ دقيقتين ،،وجدت نفسي هنا وحدي معي مجموعة من الملائكة ،، واخرين لا اعرف ما هم ،، توسلت بهم ان يعيدونني الى الحياة ،، من أجل زوجتي التي لا تزال صغيرة وولدي الذي لم يرَ النور بعد،،لقد كانت زوجتي حامل في شهرها الثالث،،مرت عدة دقائق اخرى،،جاء احد الملائكة يحمل شيء يشبه شاشة التلفاز ،،أخبرني ان التوقيت بين الدنيا والآخرة يختلف كثيرا الدقائق هنا ،، تعادل الكثير من الايام هناك
"تستطيع ان تطمئن عليهم من هنا "
قام بتشغيل الشاشة ،، فظهرت زوجتي مباشرة تحمل طفلا صغيرا
الصورة كانت مسرعه جدا ،، الزمن كان يتغير كل دقيقه ،، كان ابني يكبر ويكبر ،، وكل شيء يتغير ،، غيرت زوجتي الاثاث استطاعت ان تحصل على مرتبي التقاعدي دخل ابني للمدرسة تزوج اخوتي الواحد تلو الآخر ،، اصبح للجميع حياته الخاصة ،، مرت الكثير من الحوادث ..وفي زحمة الحركة،،
والصورة المشوشه ،، لاحظت شيئا ثابتا في الخلف ،، يبدو كالظل الأسود،،مرت دقائق كثيرة ،، ولا يزال الظل ذاته في جميع الصور،،كانت تمر هنالك السنوات ،،كان الظل يصغر ،، و يخفت ،، ناديت على أحد الملائكة ،، توسلته ان يقرب لي هذا الظل حتى اراه جيدا،،لقد كان ملاكا عطوفا،،لم يقم فقط بتقريب الصورة ،، بل عرض المشهد بذات التوقيت الأرضي ،، و لا ازال هنا قابعا في مكاني ،، منذ خمسة عشر عام ،اشاهد هذا الظل يبكي فأبكي ،،لم يكن هذا الظل سوى امي " .