الابتلاء

158 6 1
                                    

    إنهالمرض الخبيث الذي سرى في جسدي هكذا دون سابق إنذار..كنتُ في مُقتبل عمري عندماأنهيتُ دراستي بِـ تفوق ونلتُ إيفاد خارج أرض الوطن..في ذلك الحين كنتُ أُجهّزأوراقي لرحلة طالما انتظرتها بفارغ الصبر..ولِـ حكمة أجهلها شاء قدر الله في نفسالتوقيت أن يبتليني بهذا المرض..دائماً ما أسمع أنّ فلان قد أُصيب به والبعض منهمقد مات بسببه ولكن لم يخطر ببالي يوماً بأنه سيطرق بابي  

عندما بدأت رحلتي مع العلاج الكيميائياحسست بأني عالقة بين لحظة الموت ولحظة نزاع الروح ، لحظة اصابني الذهول وشلتمشاعري من شدة الألم والانين ،ولحظة التعب ورغبة في الاستسلام ، لقد ضعفت للحظات وتمنيت الموت حينها ،ها قد حانوقت دخول السائل ذو اللونين لجسدي يتدفق في عروقي مخلف خلفه اهات وويلات أيعقل،،،أيعقل ان مجرد خلايا خبيثة ذات حجم ضئيل تحدث لي كل هذا الالم وتكاد تقضى علىحياتي .... رفقتني طيلة فترة علاجي أثار جانبية وتحملت ما لا يتحمله بشر .. اصبحالفم كفوهة بركان تظهر عليه تقرحات تختلف في الاحجام و الاشكال ملازمة مرارةوصعوبة في البلع مما جعل شراب قطرة ماء تؤلمني وتحرقني كلهيب النار .. نهش المرضوالدواء في جسدي تجرعت قطرات العذاب الشبيهة بالموت خف وزني وتساقط شعري امامعيناي اختفت زينة وجهي من رموش وحواجب ..اقول لنفسي اصبري هانت لعلها تكفير ذنوب... اصمدي لعله امتحان لقلبي وعلي اجتيازه بكل رضا وصبر لا جزع ولا سخط ..انقلبجسدي ضدي مرة اخرى، لازمني استفراغ يشبه خروج الروح لم يبقى في جسدي سائل او طعامرافق دالك امساك وحالات اغماء فقر دم مناعتي اصبحت في الحضيض نسمة هواء كفيلةبإسقاطي اسابيع على فراش المرض جعل مني المرض اتحدث بالإشارة عوض عن الكلام ،،اترجل العربة بدلا من السير على الاقدام ، انتهيت من تلك الرحلة الشاقة لأدخل فيمرحلة اشد شقاء فالان حان وقت الاستئصال ,, بقيت ساعات وساعات في غرفة العملياتتوالت الواحدة تلو الاخرى من بين الم جسد ونزيفا والم روح بفشل العمليات بعد خمسسنوات متواصلة من العلاج والدواء بفضل من الله ورحمته حققت الانتصار ووقفت علىساقي كان الامل نصب عيناي كانت رحلتي مؤلمة ولكنها تحمل بين طياتها فسحة من الخيروالان انا امارس مهنتي كمعيدة في قسم الاسنان

  

قصه ..وحكمه.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن