المقدمة

5.4K 158 6
                                    

كانت تجلس في زاوية الغرفة منكمشة على نفسها تبكي بسبب ما تفعله عائلتها فهي حاولت ان تخبر والدها بما كان يريد فعله بها ولكن لم تستطع ولا تزال والدتها و اخيها موافقون بهذه الخطبة رغم علمهم بما فعله ويريدون تزويجها ممن حاول الإعتداء عليها من قبل وأخيها يجبرها ان توافق على هذا الزواج، هي تحملت كل شيء من أخيها ضرب وصراخ وإهانة ولكن لن ترضي بشخص حاول الإعتداء عليها ولا تحبه نعم يظهر امامهم إنه شخصا جيدا يمتلك مهنة جيدة ولكن هي فقط من رأت وجهه الحقيقي ولا تريده فهي لن تقبل بشخص مثله مهما حدث هي ترضي بكل شيء يأتي إليها من سعد الدين ولكن ألا هذا الشيء، كانت تتمني أن سليم لم يتركها ويذهب وانه اذا بقي معها كان بالتأكيد لن يرضي بما يحدث ويستمع إليها، ولكنه قد جرح للغاية من والده بسبب ما فعله، ظلت تبكي وتنتحب بصمت ولا يأتي في عقلها غير طريقة واحدة ولكن لا تستطيع فعل ذلك فهي لم تفعل شيئا مثل هذا من قبل ولكن لم يترك لها الإختيار

انتفضت في مكانها بذعر حينما دخل اخيها الغرفة بقوة واشتعل الغضب به عندما وجدها لا تزال لم ترتدي ملابسها وتستعد من أجل الخطبة ليقول بحدة بينما يصفع الباب مغلقا إياه
= ليه مجهزتيش لحد دلوقت ها ما تتكلمي، وسايبه الناس برة مستنيه حضرتك وقاعدة تعيطيلي هنا.

انكمشت اكثر على نفسها ولا تزال تبكي على ما هي به ولا تستطيع النظر إليه وعندما لم يجد سعد الدين إجابة منها قبض على ذراعيها بقوة بينما يديه تعصرهما هاتفا
= بصي يا فريدة لو مقومتيش وجهزتي وخرجتي قدام الكل دلوقت وقتها هقتلك، قدامك عشر دقايق وتخرجي.

هزت رأسها ببطء كأجابة بموافقه على ما قاله كي يترك ذراعيها الذي اصبح الألم يسكن به وجسدها أيضا ولا يزال هذا الألم بها ولكن آلم قلبها أكثر، نظر لها نظرة اخيرة مشيرا لها بأن تنهض كي تجهز نفسها ثم ترك الغرفة صافعا الباب خلفه

وقفت فريدة في الغرفة لا تعرف ماذا ستفعل اتجهت نحو خزانة الملابس الخاصة بها ونظرت بداخل الخزانة لتلتقط سريعا العباءة السوداء و النقاب الاسود فهي كانت قد اشترت هذه الملابس بالسر عندما ذهبت مع سعد الدين كي يشتري لها طقم مناسب للخطبة، تمتمت بهدوء وهي تزيل دموعها وتبتسم فرحا
= مستحيل أوافق على الحقير ده، لحد هنا وكفاية.

وجدت فريدة ان ليس لها اى حل آخر غير الهروب من المنزل وستفعل ما بوسعها كي تذهب الى سليم وتظل بجانبه، ارتدت النقاب سريعا وأخذت النقود الذي كان قد اعطاها سليم إليها ولكنها لم تنفق منها الا القليل فإنه اعطاها تلك النقود بحاجة انها اذا احتاجت لشيء تستطيع شراؤه، استعدت للخروج من الغرفة وجهزت نفسها جيدا ثم خرجت بعدما تأكدت بعدم مجيئ احد وأغلقت الباب بهدوء وسارت ببطء وهدوء كي لا يشعر احد بها واتجهت نحو الباب الرئيسي للمنزل وخرجت منه بهدوء تام وانزلت ستار النقاب على أعينها وعندما وجدت الحارس يخرج من غرفته خرجت سريعا من الباب الخارجي للمنزل قبل ان يراها احد كانت تحمل حقيبة صغيرة فوق كتفها وضعت بها كل ما ستحتاجه من نقود وسكين صغير حاد اخذته كحمايه لها وكي لا يقترب منها احد او يفعل بها شيئ ظلت تسرع بالسير وترغب بالخروج من هذا المكان الذي يخنق روحها

في ذات الوقت..

دخل سعد الدين غرفتها وهو في قمة غضبة لأنها لم تخرج إلى الأن وحينما فتح الباب لم يجد فريدة بالغرفة عندما بحث جيدا ولكنه لم يجدها وقف مدة دقيقة يحاول استيعاب ما يحدث ثم خرج من الغرفة سريعا ولم يخبر احد واعتقد انها ربما تكون بمكان ما بالمنزل وليس الذي يظنه ظل يبحث بالمنزل عنها واستدعي والدته ربما تعرف أين هي قائلا
= ماما فريدة فين؟، مش موجودة في اوضتها؟!.

نظرت له والدته مبتسمه بعفوية لا تستوعب ما يقوله قائلة بهدوء
= وفريدة هتروح فين يا بني اكيد هتلاقيها هنا ولا هنا، إيه الى حصل يا سعد.

مرر يده على وجهه متمالك نفسه لا يريد إظهار الغضب الذي يشتعل به ليهتف بحدة محاولا ان يُكذب ما بعقله ويتمني ان تخرج فريدة أمامه الان ولا تكون قد هربت
= دورت عليها في البيت كله مش موجودة، انا هتجنن هتجنن هتكون راحت فين؟.

دب الرعب بقلب والدته لتجلس على مقعدا هاتفه بقلق
= إزاي مش موجودة في البيت؟، فريدة فين يا سعد؟، بنتي فين؟.

شعر سعد بالخوف يتكون داخله فور ان فهم انها هربت من المنزل ويشعر بأن روحه ستخرج من جسده فأن هروب فريدة سيحطم حياته أكثر وأكثر وأصبح الآن يفقد ثلاث أشخاص بحياته ليقول فور رؤيته والدته على المقعد تبدأ بالانهيار خوفا على ابنتها
= هجيبها حتي لو راحت فين هجيبها متقلقيش، بنتك عايزة تقتلني باللي بتعمله ده .. بس انا هجيبها ولما اجيبها مش هرحمها خليكي فاكرة.

ذهب سعد الدين و والدته إلى غرفة الإستقبال حيث يجلس طارم مع ايمن يتحدثون الى ان تاتي فريدة وثم بعد ذلك يخرجون الى الحديقة، بينما كان أيمن ينتظر مجيئ فريدة بشدة على أحر من الجمر ليقول سعد الدين بهدوء موجها كلامه له
= فريدة مش موجودة في البيت.

نهض والده وبينما نهض أيمن هو الآخر شاعرا بالنيران تشتعل به عندما سمع ما قاله سعد الدين ليقول كارم بحدة
= إزاي مش موجودة؟!، انت بتقول إيه؟.

نظر أيمن الى سعد الدين بغضب والنيران تشتعل بعينيه وتعصف بداخله واشتدت عروقه ليتحدث بجمود بينما يربت على كتف كارم
= هنلاقيها يا عمي متقلقش انت، هنلاقي فريدة اكيد حصل سوء تفاهم.

اقترب ايمن من سعد الدين وأكمل هامسا بالقرب من إذنه بفحيح ويشدد قضبة يده
= فريدة مش هتقدر تهرب مني يا سعد ده مؤكد وأظن أنك معندكش حال او قدرة عشان تتفق معاها على حاجة زي دي.

!!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!*!!!!!

لم تبقي هناك معاناة ألا وتلقيتها منك __ الجزء الاولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن