كوني امرأة خطرة

2.3K 60 0
                                    

كوني امرأة خطرة

كوني امرأة خطرة
كوني القسوة كوني النمرة
لفي حولي لفى حولي
كي أتحسس دفء الجلد وعطر البشرة
غني، عيشي، ارقصي، ارقصي
غني، عيشي، ابكي، جِنّي
سيلى عرقاً، زيدي ألقاً
كوني فرساً، كوني سيفاً يقطع
كوني شفة ليست تشبع
كونى صيفاً افريقياً، كونى حقل بهار يلذع
كونى الوجع الرائع، اني أنزف حباً إذ أتوجع
كوني برقاً، كوني رعداً
كونى رفضاً، يا سيدتي كوني غضباً
خلي رأسك فوق ذراعي
خلي شعرك يسقط فوقي ذهباً ذهباً
كوني امرأة يا سيدتي تلهب في عينيها الشهبا
غني، عيشي، ارقصي، ارقصي
غني، عيشي، ابكي، جِنّي

******

لقد وقعت في حبك طوال تلك الشهور... اتعلم لماذا؟!
لأن ذلك الطفل داخلك لم يمت.... ما زلت تتمنى لي كل صباح ان يكون بخير....ما زلت تحضر لي كل يوم قهوتي معك....تفاصيل صغيرة جعلتني اقع في حبك مرارا و تكرارا
كل يوم.... لأن خلف الرجل الغاضب الماقت لكل شئ يكمن قلبك....أنت لم تخسر نفسك....أنت لم تخن بل هي من خان و هي من كذب....هي من تستحق و ليس أنت !

تريد أن تُخبره الكثير... لكىها فقط غادرت مسرعةً ترفض عرضه بإيصالها، تمنعُ بصعوبة تلك الرفرفة التي تتولد في ذلك الجزء البعيد من قلبها، أن تستيقظ....لكنها لا تستطيع...

وقفت على قارعة الطريق...تنظر بشرود إليه، تصارع نفسها أن تتشجع و تتخطى عقبةً أخرى في حياتها... انتظرت الإشارة أن تُصبح حمراء... لتهمس
-" أنت تستطيعين....عندما تخطيت حبك له، فانت تستطيعين " خطوة فقط....لتسرع عائدةً للرصيف....و قلبها يكاد يخرج منكانه من دقاته العالية....
-" يبدو هذا صعبًا مما أعتقد..." قالت وهي تعيد النظر لممر الراجلين...لتُحست بيده تُمسكُ بيدها.... و يقودها قاطعًا بها الطريق... تنظر للجهة الأخرى التي تبدو و كأنها تتباعد... و لن تصل أبدًا نهاية للطويق.
كانا يتمشيان يدًا بيد....صامتين.... كلما حاولت أن تُبعد يدها....كان يتشبثُ بها أكثر....ملامحه غير مقروءة لها... أوصلها للمنزل، ليُولي الأدبار عائدًا...
صوت إغلاق الباب أعلمها أن والدها قد عاد... لتعود من رحلتها التي مرت عليها أيام..
- " تبدين جميلة اليوم" قال إبراهيم وهو يدلف إلى المطبخ حيث تقف فلك...مرتديةً فستانا قصيراً... بحمالاتٍ رقيقة...
- " الحرارة لا تُطاق اليوم.... فاستعرت إحدى ملابسي قبل الزواج.... هل تليق بي؟!" قالت تُشاكسه، ابتسم لمرأى فلك القديمة...التي كانت تعيثُ في هذا المنزل الروح المرحة....
- " أجل تبدين كذلك حبيبتي... بمناسبة الملابس" قال إبراهيم " مررت بجانب المتجر الذي تُحبينه....و لن تُصدقي ما المكتوب على الواجهة.... حسم يصل 70%... و أول شئ تبادر إلي ذهني أن نذهب أنا و أنت فقط...كالأيام الخوالي و نثير الفوضى.... لكن هذه المرة لن نخرج بآيدٍ فارغة... سنشتري لك الكثير"
- " حقًّا أبي..." صرخت بقوة وهي تعانقه... لولا بطنها الكبيرة.... كان سيعتقد أنها مازالت تلك الطفلة التي جعلته يرتبك، وهو ينظر نحوها.... تناظره بعيون واسعة كالمحيط.... تطلب منه الآمان.... لتطيح بصوابه، و يتعلق بها....منها تعلم معنى الأبوة و المسؤولية، كانت معه طوال حياتها لم يفترقا أبدًا، نامت في المركز معه... تربت وسط فريقه... الذي يغير الوجوه كل عام....إلا هي كانت تابثة في حياته.... لم تتركه إلا لمنزل قاسم.... والدها يحضنه بقوة ألفها....فهو ابن صديقه... ابنا نفس الحارة....اللذان خططا لحياتهما معًا...و كان حلمهما الأوحد أن يكونا إطفائيين.... حلمٌ جمعهما... ليُفرقهما أيضًا...إثر حادثةٍ أودت بحياة صديقه بأحد المصانع المحترقة...و هو يُحاول إخراجه من تحت الأنقاض، ليموت مخلفًا إبنًا في فترة المراهقة.... حاول حمل أمانة حسان صديقه، و إيصال ابنه لبر الأمان...تمنَى أن يكون قد نجح!

تناقضات عشقك(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن