رسالة حب صغيرة (2)
حبيبتي، لدي شئٌ كثير أقوله، لدي شئٌ كثير
من أين يا غاليتي أبتدي؟ وكل ما فيك أميرٌ أمير!هذي أحاسيسي و هذا أنا، يضمنا هذا الكتاب الصغير
غداً إذا قلّبتِ أوراقه، و اشتاق مصباحٌ و غنّى سريرفلا تقولي يا لهذا الفتى
أخبر عني الورد والعبير، والطير والسحاب
حتى أنا تسير بي الدنيا إذا ما أسيرحبيبتي، لدي شئٌ كثير أقوله، لدي شئٌ كثير
من أين يا غاليتي أبتدي؟ وكل ما فيك أميرٌ أمير!دعي حكايا الناس
لن تصبحي كبيرةً إلا بحبي الكبير
ماذا يصير العمر إن لم تكن عيناكِ، ماذا يصير؟حبيبتي، لدي شئٌ كثير أقوله، لدي شئٌ كثير
من أين يا غاليتي أبتدي؟ وكل ما فيك أميرٌ أمير!****
-" ماذا تعنين !!"قال حمزة بهدوء و هو يقف مُستندا على مكتبه.. لم تهتم لسُؤاله، بقدر ما آلمها أنه جلّدها بكل برود و قد كان مذنبًا بقدرها....كلمات عفراء تُعاد في مسامعها....لتنظم صديقتها لخانتهم ضدها....تُحس أن كل العالم يحاول إغراقها، و هي وحيدة لا تعرف لأبجديات السباحة، آلمها أنه كان يعلم بسُكرها و استغله، ليخرج من الجريمة التي ارتكبت في حق طفلتها قبل نفسها كالشعرة من العجين، لم ترى أحدا يوجه إليه اصبعا متهما إياه....بينما ارتفعت عشرة اصابعها توصمه في ما اقترفاه معًا....هي مذنبة وهو كذلك...و ليست أقل منه في شئٍ ...استجمعت شتات نفسها لتُبادره
-"كما سمعت....حان وقت الدفع.....و الآن خُذني لمكتبي..." قالت بقوة و هي تستند بدورها على المكتب مُقتربة منه...لم تجفل او تهتز حدقتيها وهما يُحدقان في بعضهما في تحد...عيونها السوداء أصبحت...قاسية...غضبٌ بارد يعصف بهما...لكنها تحاول اظهار غير ذلك و كأنها تبذلُ كل طاقتها للجمه...مخبرة نفسها أن الاوان لم يحن بعد... ابعدت نظراتها تُمشط بها مكتبه لتهمس و هي تعود إليه " بعد التفكير ...أعجبني أكثر هذا المكتب..." عيونه مازالت عليها و هو يعود للجلوس
-" هذا مكتب رئيس الإدارة...لا يحق لكِ..." قاطعته بضحكة قوية وقحة...
-" انت ايها الجبان الحقير...آخر من يتحدث عن الحقوق.."
بُهتت ملامحها و هو يُفاجئها دافعًا إياها نحو الحائط...مُكبّلاً إياها بجسده...أنفاسهمها تلاقت....كان قريبًا جدا منها....يحدق في عيونها التي لطالما اعتقدها سوداء.... لكنها كانت بلون القهوة بل أغمق.... حاجبان اسودان غير مشذبان....بشرتها البيضاء كانت تُزينها بقع نمشٍ بالكاد تُرى.... انتقلت نظراته لشفتيها المكتنزة الحمراء....لتنزل لعنقها....الذي مازالت تُزينه قلادة سوداء على شكل فراشةٍ رقيقة....تذكرها في أضعف حالاتها وهي بين ذراعيها....لا يُزينها إلا تلك القلادة السوداء.... قريبٌ جدا منها، عيونه لم تبتعد عن جيدها....و رائحتها تتغغل إليه....تنفسه زاد اضطرابًا و هو يرفع يده ليُمررها على خدها....لكنها امالت رأسها بعيدًا.... لتُصبح انفاسه الحارة تضربُ جانب وجهها ...لم تتأثر بذلك!!!... مازالت محصورة بجسده لا تأتي بأي حركة...فقط صدرها الذي يعلو و يهبط بوتيرة سريعه ما دل على اضطرابها...
-" لا تجرؤي يا سيرين...كل ما حدث كان بسببك... " قال بهمسٍ....و كأنه يلومها على تأثره بها...
-" هل تسمعُ نفسك...أحقا مازلت تظن نفسك ذلك البريئ...." قربت منه هذه المرة وجهها.... لتقول بغلٍّ " إليك ما أنا موقنةٌ أنه حدث تلك الليلة..." سكتت قليلا تنظر إليه... لتستطرد " كنت تعرفُ أنني ثملة...لتستغلني" ارتباك نظراته جعلها توقن أن هذا ما حدث...عفراء لم تكذب...ذاكرتها محت كل شئ مُتُعلقٌ بتلك الليلة " أي نوع من الرجال يفعل ذلك؟؟ ... أم أنك تُعاني من استمالة النساء و هن بوعيهن؟؟..." تصلب جسده و قست نظراته و هو يفك أسرها... ليقول بهدوء و هو يعلم انه سيُسدد لها الضربة التي سترديها
-" سأترك لك المكتب...ليس لأنك تستحقينه....لكن لأنه لا يُسأوي شيئا أمام ما جعلتيني أربحه بتنازُلك عن ابنتك..."
كان ينتظرُ انهيارا ... لكنها ببساطة اتجهت نحو المكتب مُحتلةً كرسيه بزهوٍ ... أمالت رأسها تنظرُ إليه... لتقول بكل هدوء
-" نعم...أنت مُحق"
*****
أنت تقرأ
تناقضات عشقك(مكتملة)
Romanceرواية بقلم المتألقة ملاك علي حقوق الملكية محفوظة للمبدعة ملاك علي