فاكهة الحب
لا تهتمي في إيقاع الوقت وأسماء السنوات
أنت امرأة تبقى امرأة في كل الأوقاتأنت امرأة لا أحسبها بالساعات وبالأيام
انت امرأة تسكن جسدى قبل ملايين الأعوام
أنت امرأة صنعت من فاكهة الحب ومن ذهب الأحلاميا سيدتي ليس هنالك شئ يملأ عيني
لا الأضواء، ولا الزينات، ولا أجراس العيد، ولا شجر الميلاد
لا أتذَكّر إلا وجهك أنتِ، لا أتذَكّر إلا صوتك أنتِ*******
-" انت أخبرتني أننا سنذهب..."
همست فلك و هي تجلس على السرير تنظر لقاسم الذي يبحث بين ملابسها ... ثم تتبعه بنظراتها يدخل و يخرج من الحمام...و روح مستلقيةٌ بجانبها...ليقول وهو يجلس أمام روح ينزع عنا ملابسها
- " لا أنا لم أخبركِ أننا سنذهب لزيارته الآن...بل أخبرتكِ أننا سنذهب في الوقت المناسب"
-" و ما الفرق!؟؟" قالت باعتراض...وضع مرةً أخرى روح بجانبها...لينزل القرفصاء امامها ممسكًا بيديها
-" حبيبتي وال...والدكِ ليس بخير ....الطبيب من يُقرر موعد الزيارة" نهض بسرعة قبل أن تخونه تعابيره..." و الآن كوني جاهزة للإستحمام بعد روح"
لم ينتظر إجابتها...ليدخل للحمام حاملا روح ليُحممها...انتهى بعد ثلاثين دقائق .. كل دقيقة اعتقد انها لن تنتهي إلا بعد أن يرتكب إحدى الأغلاط التي حرصت عمة فارس على تنبيهه منها.
-" رائحتكِ منعشة روحي...أتمنى فقط لو تبقي بهذا الإنتعاش أطول مدة ممكنة....الآن دور الماما.... " رفع نظراته عن روح ليلمح فلك نائمة بعمق في حافة السرير....منكمشة بدفاعية على نفسها.... " ربما من الأفضل أن نتركها تنام.... " همس وهو يضع روح على جانبه من السرير ليُعدل نوم فلك...
****
كان يعتقد نفسه يحلم عندما تناءى لمسامعه صوت أنين... مد يده للإنارة الجانبية.... كانت فلك جالسة تبكي و تُحيط نفسها باللحاف...
- " فلك حبيبتي... هل أنتِ بخير؟!" همس قاسم بنعاس...لكنها لم تسمعه و هي تحاول إحاطة نفسها أكثر... " فلك.... ماذا هناك؟!" صاح بخوف وهو يقترب منها...بشرتها شاحبة جدا
- " كنتُ خائفة ....أرجوك أنا لم أقصد.... الكابوس كان مخيفًا و أنا....و أنا "
بعنفٍ من خوفه أبعد عنها اللحاف....لترفع يديها تُخفي بهما وجهها... لمح بقعةً على اللحاف، ليتنفس الصعداء... لكن هستيرية فلك و دموعها تكاد تخنقها...جعله يُبعد نظراته بعيدا باتجاهها وهو يشتم نفسه أكثر
- " فلك....لابأس حبيبتي... أنتِ لم تقصدي ذلك.... تعالي لأساعدك" ضربت يده مُبعدةً إياها..." فلك أنا قاسم...افتحي عيونك و انظري إلي" ابعدت يدها عن عيونها تنظر إليه.... تتحقق من صدق كلماته.... لتمد له يدها و يرفعها....و يقودها باتجاه الحمام " أنتِ آمنة معي...لاتخافي" همس وهو يُخلصها من ملابسها بعد أن عدّل حرارة مياه الحوض... " بمهل...." همس وهو ينظر في عيونها يساعدها للوصول لحوض الإستحمام دون أن يقطعا تواصلهما ...كانت عيونها تحدق فيه بريبة... و كأنها تخشى أن تتحول نظراته المهتمة لأخرى قاسية في لمح البصر....لم تستطع الإسترخاء.... جسدها كان في ترقبٍ أن تأتيها ضربةٌ من مكانٍ ما.... جلست لتغلق عيونها تستمتع بدفئ المياه التي ارتفعت لتصل لمستوى ذقنها....و كأنها في نعمة حُرمت منها منذ ملايين السنين.... حتى كادت تنسى رفاهية الإستحمام بمياه عطرة... أضاف قاسم زيوت منسمة لتُساعدها على الإسترخاء أكثر...و جلس بجانبها... ليبدأ بتمسيد شعرها بغسول روح الذي كان الأقرب إليه.... سقطت نظراته على أثرٍ في كتفها....رغم أن الضربة لم تعد مؤلمة إلا أن آثارها البشع مازال ظاهرًا
- " من فعل بك هذا؟!" همس... وهو يمرر اصبعه على الأثر
- " تلك المرأة التي كانت معي في الغرفة.... في كل مرة كنتُ أناديك كانت تجعلني أصمت.... كانت تؤذيني عندما أستنجد بك....لكنني لم أتوقف يومًا على ذلك....كنتُ أعلم أنك ستأتي...." رفعت نظراتها إليها... " شكراً لأنك أتيت"
رغمًا عنه....سقطت دمعة من عينه....لتستقبلها المياه... كانت تشكره!! .... تشكره على كل الأذى الذي ألحقه بها!
- " هل.... هناك.... المزيد؟! " همس بحشرجة و تأثر.... يمنع دموعه من الإنهمار....و غصة تستحكم حنجرته تمنعه من الإسترسال
لم تُجبه....لكنها وقفت.... عارية تمامًا جسدها تُزينه البقع البنفسجية.... بقعة اسفل ثديها....بين فخذيها.... كانت البقع الأكثر بشاعة..... تتمركز في مناطق لن يستطيع أحد الوصول إليها....كانت مناطقة حميمية جدا... ابتلع ريقه و هو يسألها
- " من فعل كل هذه الأشياء بك فلك... هل هي نفس المرأة؟! "
- " لا ...تلك المرأة فعلت فقط هذه..." أشارت لذراعها ثم استدارت...." بأسنانها " استطردت بهدوء ...كان ظهرها خريطة من العضات... تنفسه زاد اضطرابًا.... لتعاود الإلتفات... مسدت أثرًا أسفل سرتها... عيونها غامت في ذكرى كيف حصلت عليه... لتقول بصوتٍ شارد
- " كلما بللت فراشي كانت تصعقني بألة...." ابتسمت له بامتنان وهي تقول" شكراً لأنك لم تعاقبتي عندما بللت فراشك!"
لم يستطع أن يلجم دموعها.... عانقها بشدة....يبكي كطفلٍ صغير...
- " أنا آسف فلك....أقسم أنني آسف" همس ضاغطًا بجسدها بشدة....
- " شششش...لا تبكِ" كانت تُطبطب عليه....رغم أنها من يحتاج إليها.
أنت تقرأ
تناقضات عشقك(مكتملة)
Romanceرواية بقلم المتألقة ملاك علي حقوق الملكية محفوظة للمبدعة ملاك علي